وجّه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي وقادة العالم، محذرًا من صمتهم المريب تجاه المجازر الإسرائيلية المتواصلة بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، والتي تدخل عيد الأضحى وسط حصار خانق ووضع إنساني بالغ التدهور.

وقال شيخ الأزهر في بيان رسمي نشره على التواصل الاجتماعي: "يعز علينا ونحن نستقبل عيد الأضحى المبارك، أن نشاهد ما يتعرض له إخواننا في قطاع غزة من عدوان، لما يقارب العامين، وفاقت وحشيته حدود الخيال والتصور". وأضاف أن "العدوان الإسرائيلي المتواصل لم يرحم طفلاً ولا شيخاً ولا امرأة ولا مريضاً، ولم ينجُ منه حجر ولا شجر ولا بشر، بعد أن ضرب بكل المواثيق الدولية والإنسانية عرض الحائط، دون وازع من دين، أو ضمير، أو أخلاق".

دعوة عاجلة لرفع الحصار ووقف العدوان
وطالب الإمام الأكبر المجتمع الدولي، وجميع القوى الدولية والإقليمية الفاعلة، بتحمّل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية والأخلاقية، والإسراع في إنهاء الحصار "الجائر" المفروض على أكثر من مليوني فلسطيني، والذي حوّل القطاع إلى ما وصفه بـ"جحيم لا يُطاق".

وشدد شيخ الأزهر على ضرورة ممارسة أقصى درجات الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف العدوان فورًا ودون شروط، وفتح جميع المعابر أمام تدفّق المساعدات الإنسانية والطبية والغذائية، لإنقاذ المدنيين الأبرياء الذين "يواجهون الموت ليل نهار في ظروف لا تمتّ للإنسانية بصلة".

عيد الأضحى في غزة: العيد يأتي ولا حياة
تأتي رسالة شيخ الأزهر في وقت يعيش فيه قطاع غزة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخه الحديث، حيث تواصل إسرائيل منذ عام 2023 حتى هذه اللحظة، الذي شنّ حرب مدمرة على القطاع، أوقعت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال، وسط دمار شبه كامل للبنية التحتية، وانهيار المنظومة الصحية، ومنع شبه تام لدخول المساعدات الإنسانية منذ أكثر من 3 أشهر.

وتحوّلت أعياد الفلسطينيين في غزة خلال هذه الحرب إلى مآتم جماعية، وسط الحداد الدائم، والجوع، وانقطاع الكهرباء والماء والدواء، ومعاناة النزوح الجماعي لآلاف العائلات.

https://www.facebook.com/photo?fbid=1268290794655432&set=a.332872351530619&locale=ar_AR