صعد الإعلامي المقرب من النظام عمرو أديب على منبر برنامجه "الحكاية" ليتقمص دور الدولة، مطالبًا بدعم مالي عاجل من المجتمع الدولي مقابل استمرار القاهرة في استضافة اللاجئين.
لم يكن أديب يعبر عن رأي شخصي، بل بدا لسان حال السلطة التي باتت تستثمر في ورقة اللاجئين لابتزاز العالم، في مشهد بدا أقرب إلى توسّل رسمي مغلف بالخطاب الإنساني.
وخلال حديثه، قال أديب صراحة إن "مصر تستحق جائزة نوبل في إغاثة اللاجئين"، مضيفًا أن بلاده لم تُظهر يومًا قسوة تجاه أي جنسية لجأت إلى أراضيها، لكن خلف هذه العبارات التي تنضح بالرحمة، كانت الرسالة الأوضح: ادفعوا لنا أو تحملوا العواقب.
استثمار سياسي في المعاناة
ربط أديب بين استضافة مصر للاجئين وتوقف الدعم المالي الدولي، معتبرًا أن من غير المقبول "تجميد التمويل كما جرى مؤخرًا"، في إشارة ضمنية إلى انحسار المساعدات الخليجية والغربية التي كانت تُمنح للقاهرة خلال السنوات الماضية.
وأضاف: "مصر تواجه مشكلات اقتصادية.. ويجب أن تطالب بدعم نظير استضافتها للاجئين، فهذا حقها".
وجاءت تصريحات أديب امتدادًا لتصريحات سابقة لعبد الفتاح السيسي، الذي دأب في المحافل الدولية على استجداء الدعم المالي عبر التلويح بورقة اللاجئين، رغم أن مصر ليست ضمن أكبر خمس دول مضيفة للاجئين في العالم، ولا تقارن أعداد اللاجئين فيها بما تحتضنه دول مثل تركيا أو الأردن أو حتى لبنان.
إعلام السلطة.. وظيفة جديدة: الشحاتة
لم تكن هذه المرة الأولى التي يتقمص فيها عمرو أديب دور المتحدث الرسمي باسم خزينة الدولة الفارغة، لكنها كانت المرة الأوضح في تحويل معاناة اللاجئين إلى خطاب تسوّل جماعي، يبدأ من السيسي ولا ينتهي بأذرعه الإعلامية.
وفي حين تغلق مصر حدودها مع غزة وتمنع آلاف الجرحى والنازحين من عبور رفح، تخرج أبواق النظام لتُسوّق لصورة "دولة الرحمة"، مستثمرة في الفوضى المحيطة -من السودان جنوبًا، إلى ليبيا غربًا، وفلسطين شرقًا- لتطلب ثمناً لرصيدها الأخلاقي المزعوم.
خلفيات الصراخ
تأتي هذه التصريحات وسط أزمة اقتصادية غير مسبوقة تمر بها البلاد، وتراجع واضح في تدفقات النقد الأجنبي، رغم الاتفاقات الضخمة الموقعة مع الإمارات وصندوق النقد الدولي مؤخرًا.
ويبدو أن النظام يحاول الآن فتح باب "الشحاتة السياسية" من جديد، عبر ملف إنساني يلقى تعاطفًا دوليًا لكنه ظل حتى اللحظة بلا مقابل مادي كما تأمل القاهرة.