تجددت الاشتباكات الأربعاء، بين مجموعات مسلحة في مناطق متفرقة من العاصمة الليبية طرابلس.

وأفاد شهود عيان، أن الاشتباكات تجددت بين مجموعات مسلحة في مناطق عين زارة ورأس حسن وبن عاشور بطرابلس.

وقالت وسائل إعلام ليبية إن الرحلات الجوية في مطار معيتيقة الدولي بالعاصمة طرابلس توقفت نتيجة الاشتباكات.

وفي هذه الأثناء، أعلن الهلال الأحمر الليبي رفع حالة التأهب في طرابلس إلى الدرجة القصوى، فيما أعلنت جامعة طرابلس تعليق الدراسة مجددا.

وكذلك أعلنت وزارة التعليم في حكومة الوفاق الوطني الليبية، في بيان، تعليق الدراسة بسبب الاشتباكات التي اندلعت في العاصمة طرابلس.

 

الوحدة الوطنية تسيطر على طرابلس

وأعلنت وزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، السيطرة على كامل منطقة أبوسليم، وطمأنت وزارة الداخلية المواطنين في مناطق جنوب وغرب العاصمة الليبية بأنها "تتابع عن كثب الأوضاع الجارية"، وأكدت أنها "تتجه نحو السيطرة"، وأن الأجهزة الأمنية "تبذل جهودها لضبط الأمن واحتواء الموقف".

وذكرت الوزارة في وقت لاحق، أن العملية العسكرية انتهت بنجاح وأعطت تعليماتها بإكمال خطتها في المنطقة بما يضمن استدامة الأمن والاستقرار.

 

تصفية قائد أكبر جهاز أمني في العاصمة طرابلس     

وأعلنت مصادر ليبية متطابقة مقتل قائد جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي، عبد الغني الككلي، المعروف باسم "غنيوة"، داخل مقر "اللواء 444 قتال التابعة لمنطقة طرابلس العسكرية، بعد تعرّضه لإطلاق نار.

ونشرت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو ولقطات منسوبة لعملية اغتيال الككلي ومرافقيه، ظهر فيها 4 أشخاص قتلى غارقين في دمائهم، ومحاطين بعناصر ترتدي ملابس عسكرية.

 

بعثة الأمم المتحدة تعرب عن قلقها

من جهتها، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها البالغ إزاء تفاقم الوضع الأمني في طرابلس، مع اشتداد القتال بالأسلحة الثقيلة في الأحياء المدنية ذات الكثافة السكانية العالية.

وفي بيان، دعت البعثة جميع الأطراف إلى وقف الاقتتال فورًا واستعادة الهدوء، وذكرت بضرورة الالتزام بحماية المدنيين في جميع الأوقات، محذرة من أن الهجمات على المدنيين والأهداف المدنية قد ترقى إلى جرائم حرب، ومؤكدة دعمها جهود الأعيان والقيادات المجتمعية لتهدئة الوضع.

ومازالت تسمع أصوات الاشتباكات في أحياء متفرقة من طرابلس، وسط تواتر أنباء وانتشار مقاطع تظهر سيطرة القوات التابعة لحكومة الوحدة الوطنية على أغلب مقرات جهاز دعم الاستقرار في العاصمة وأيضا مقر جهاز الأمن الداخلي المساند له.

وفي حين لم ترد أي أنباء رسمية عن عدد الإصابات؛ طلبت وزارة الصحة من جميع المستشفيات والمراكز الطبية برفع درجة الإستعداد وضمان الجاهزية القصوى للتعامل مع أي حالات طارئة.

وجراء الاشتباكات، أعلنت بعض مراقبات التعليم ببلديات طرابلس الكبرى وكذلك جامعة طرابلس عن تعليق الدراسة والامتحانات لحين هدوء الأوضاع.

واندلعت اشتباكات مسلحة، مساء الاثنين، بين ميليشيا مسلحة وأجهزة تابعة لحكومة الوحدة الوطنية في مناطق مختلفة من العاصمة الليبية طرابلس، بعد أيام من تحشيدات عسكرية، فيما أصدرت وزارة الداخلية بيانا عاجلا، دعت فيه المواطنين إلى التزام منازلهم حفاظًا على سلامتهم.

وتعاني ليبيا بين حين وآخر مشكلات أمنية وسط انقسام سياسي متواصل منذ عام 2022، إذ تتصارع حكومتان على السلطة الأولى حكومة الوحدة المعترف بها أمميا برئاسة عبد الحميد الدبيبة، ومقرها طرابلس، وتدير منها غرب البلاد بالكامل.

والثانية حكومة أسامة حماد التي كلفها مجلس النواب، ومقرها بمدينة بنغازي، وتدير شرق البلاد بالكامل ومدنا في الجنوب.

وعلى مدى سنوات، تعثرت جهود ترعاها الأمم المتحدة لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية يأمل الليبيون أن تقود إلى نقل السلطة لحكومة واحدة وإنهاء نزاع مسلح يعانيه منذ سنوات بلدهم الغني بالنفط.