أولياء الدماء وأصحاب أحكام الإعدامات التي أطلقها عليهم قاضي الأرض الظالم شعبان الشامي، الذي هلك بعد مرض عن 72 عامًا، احتسبوا شعبولا خصيمهم أمام لقاء الديان الذي لا يموت، وفي مقدمتهم أسرة الرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي والذي تتعدد خصومه سواء شعبان، أو الهالك معتز خفاجي، ومن يليهم محمد شيرين فهمي، وحسن فريد وغيرهما.
الدكتور أحمد محمد مرسي كتب عبر فيسبوك "المستشار شعبان الشامي ولايزال لنا عند الله لقاء".
https://www.facebook.com/photo/?fbid=9761414193951496&set=a.144069729019372
وعن الدكتور مرسي كتب الأكاديمي بجامعة الأزهر الشريف سابقا د. إسماعيل علي "هلك القاضي الظالم شعبان الشامي الذي حكم بالإعدام على الأبرياء الشرفاء، وفي مقدمتهم الرئيس الشهيد محمد مرسي - يرحمه الله -.غادر قاضي السيسي الدنيا تتبعه ملايبن اللعنات من كل مكان، ولم ينفعه السيسي ولا العسكر" داعيًا عليه "اللهم اجعل قبره حفرة من حفر النار، واجعل مأواه الجحيم.".
https://www.facebook.com/photo/?fbid=2431057500586330&set=a.1236467723378653
وعن الرئيس مرسي علق الأكاديمي د. رضوان جاب الله لم يفرق بين أحمد موسى وشعبان الشامي فقال: "#لا_يختلف_مستشار_الإعدام_عن_كذاب_الإعلام.. كلهم في الظلم والافتراء والحكم والإفتاء سواء ".
وأضاف "لماذا هذا القاضي والمجموعة المشابهة له كانوا يحكمون في ألف قضية سياسية؟! .. ما بين ارتقاء الرئيس الشهيد محمد مرسي بإذن ربه، وما بين نبأ وفاة القاضي الظالم عدة أعوام مرت مثل البرق كأن لم تغن بالأمس يومًا واحدًا.. وسوف يلتقيان بين يدي الله ويقدم كل منهما حجته وعند الله تجتمع الخصوم".
وتابع: " في محكمة القاضي شعبان الشامي دافع الرئيس مرسي بالحجة والبرهان وحمل القاضي مسؤولية قتله وأنه يعامل أسوأ معاملة وأن هذه المعاملة حتمًا ستؤدي إلى ارتكاب جريمة وأن حياته مهددة وأنه لا يخشى الموت وإنما يحملهم مسؤولية والقاضي يستخف به ويقلل من قدره ويعزف مع منظومة الإعلام وكافة أذرع الانقلاب".
أشار إلى أن "القاضي الجواظ المستكبر يتفنن في المغالطة والسخرية والتوسع في إيذاء أهل العلم والفضل معنويًا ونفسيًا مستقويًا بما خوّله له الانقلابيون من سلطة ومن غطرسة المال والمنصب والمظاهر الكذابة!.. ما يريح قلب كل مؤمن أن بعد الموت حسابًا وبعد الدنيا تأتي الآخرة ومن مات فقد قامت قيامته..".
حالة من المظلومين
المعتقلة السابقة عبير الصفطي Abeer Elsafty قالت: "أول ما عرفت خبر موت شعبان الشامي، اتضايقت جدًا، وانتابتني حالة حزن واكتئاب قوية، وعقلي بشكل مباشر تذكّر إحدى أسوأ المرات اللي جمعتني بالشامي".
واضافت "يوم 19 سبتمبر 2019، في معهد أمناء الشرطة بطرة، كانت جلسة استئناف على قرار إخلاء سبيلي.. بعد مرور شهور على اعتقالي في قضية الاستفتاء على التعديلات الدستورية، صدر قرار بإخلاء سبيلي، وطبعًا كالعادة النيابة قدّمت استئناف على قرار الإخلاء.. نزلت معهد الأمناء يوم 19 سبتمبر، بالتزامن مع دعوات لمظاهرات في اليوم التالي، وكان القاضي يومها هو شعبان الشامي".
وتابعت: "..شعبان الشامي يومها ساب المحكمة ومشي، من غير ما يتم نظر القضية، من غير ما يمكّنني من المثول قدامه، ومن غير ما يمكّن المحامين من تقديم طلباتهم أو مرافعاتهم. ببساطة، ساب القاعة وجري، وقال: "مشكلتكم مع أمن الدولة، روحوا حلّوها معاهم!"".
وأوضحت أنه "ووفقًا للقانون، عدم نظر الجلسة وعدم تمكين المتهم ومحاميه من الحضور بيكون في مصلحة المتهم، والوضع القانوني وقتها هو تأكيد إخلاء السبيل.. رجعت سجن القناطر يومها مش فاهمة حاجة، لكن كل الناس كانت بتأكد لي إن خلاص تم تأكيد إخلاء السبيل، بما إن الجلسة ما اتنظرتش.".
وأردفت، "اتصدمت بعدها بيومين، لما اكتشفت إن المدعو شعبان الشامي ألغى إخلاء سبيلي، وقرّر استمرار حبسي، بالمخالفة للقانون، وعلى ذمّة قضية ملفّقة.".
وأشارت إلى أنها ".. حزينة جدًا إنه مات قبل ما آخد حقي منه. حزينة إنه مات قبل ما يدوق كل الذل والمرار والألم اللي أنا دُقتهم.. حزينة جدًا وغضبانة إن بعد كل اللي حصلي، وهو وغيره كانوا سبب مباشر فيه، إن الموضوع يخلص بالبساطة دي ويموت!.. ومحدش يقول لي "أهو مات، فيه حساب في الآخرة"، لأن ده مش كفاية بالنسبة لي.. ماكانش فيه حاجة ممكن تطيب خاطري غير إني أشوفه بعيني بيدوق من نفس الكأس اللي أنا دُقت منه.".
https://www.facebook.com/photo/?fbid=1248160306826830&set=a.110301797279359
زميلتها المعتقلة شيماء سامي Shimaa Samy علقت قائلة: "..بالعكس يا عبير، انا حسيت العكس، موته نهاية لتجديد حبس غيرنا على ايده، صحيح غيره هيعمل المهمة، بس اهو شر وارتاحنا منه، اما حقوقنا، فبتهزري! هناخدها كاملة مكمله يوم العدل، لا هنسامح ولا هنسيبها، وهتترد كامله حقوقنا".
وعبر "فيسبوك" كتبت ايمان الغنيمي (ابنة المعتقل د. مصطفى الغنيمي عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان) ، "وعند الله تجتمع الخصوم .. ياشعبان ياشامي لن ننسى حكمك على ابي بالاعدام والله لن نترك ثأرنا يوم الدين وسوف نقتص منكم واحد واحد امام الله عز وجل من اصغر مخبر الى اكبر واحد ولن نننسى 30 سنة ظلم منذ عهد المقبور مبارك الى الان".
إعدام أحمد صدومة
وعن عشوائية أحكامه ذكرت (الشبكة المصرية لحقوق الانسان) نموذج لحالة الطفل أحمد صدومة الذي حكم عليه المستشار شعبان الشامي بالإعدام تجعل القاضي من أصحاب السوابق السوداء بالقضاء المصري.
وفي 19 فبراير 2018، أصدرت محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار شعبان الشامي، حكمًا بإعدام الطفل أحمد خالد عبدالمحسن صدومة، رغم أن جميع الأوراق الرسمية المقدمة للمحكمة أثبتت بشكل قاطع أنه كان قاصرًا، ولم يبلغ سن 18 وقت اعتقاله، وهو ما يحظر الدستور المصري والقوانين الوطنية والدولية تطبيق عقوبة الإعدام بحقه تحت أي ظرف إلا أن شعبان أصر على حكم الإعدام بحق صدومة.
وألغت محكمة النقض الحكم لاحقًا، واعتبرت أحمد صدومة طفلًا محميًا بالقانون، فخففت العقوبة إلى السجن 15 عامًا بدلًا من الإعدام.
وخلال العام ونصف العام ارتدى صدومة بدلة الإعدام الحمراء، محتجزًا في زنزانة انفرادية، في انتهاك فج لأبسط حقوق الطفل، وفي ظل معاناة نفسية وجسدية لا توصف، فقط بسبب قرار قضائي جائر صدر عن قاضٍ تنكر لضميره المهني والإنساني، في مشهد لا يحدث إلا نادرًا في الأنظمة القضائية حول العالم.
أكثر من 450 حكمًا بالإعدام..
ووثقت شبكة "جوار" أبرز القضاة الذين اشتهروا بإصدار أحكام الإعدام في مصر.
المستشار شعبان الشامي
عدد أحكام الإعدام: نحو 122 حكمًا
أبرز القضايا:
اقتحام السجون (2015): أصدر فيها حكمًا بالإعدام على الرئيس الأسبق محمد مرسي و5 آخرين حضوريًا، وعلى 94 متهمًا غيابيًا، منهم الشيخ يوسف القرضاوي.
التخابر مع حماس: إعدام 16 متهمًا، والسجن المؤبد لمرسي ومحمد بديع وآخرين.
توفي في 11 مايو 2025 عن عمر 72 عامًا، بعد رحلة قضائية قاربت 5 عقود.
المستشار حسن فريد
عدد أحكام الإعدام: أكثر من 147 حكمًا
أبرز القضايا:
فض اعتصام رابعة (2018): حكم بإعدام 75 متهمًا، والمؤبد لـ47 آخرين.
اغتيال النائب العام هشام بركات (2017): إعدام 31 متهمًا، رغم تقارير عن تعرضهم للتعذيب.
المستشار ناجي شحاتة
عدد أحكام الإعدام: 183 حكمًا
عدد أحكام السجن المؤبد: 230 حكمًا
أبرز القضايا:
قضية كرداسة (2014): إعدام 183 متهمًا في واقعة اقتحام مركز الشرطة ومقتل 11 ضابطًا.
غرفة عمليات رابعة: إعدام 14 متهمًا من جماعة الإخوان.
أحداث مسجد الفتح: أحكام بالإعدام والمؤبد على العشرات بعد فض اعتصام رابعة.
أحداث مجلس الوزراء
وقالت "جوار" إن شعبان الشامي، حسن فريد، وناجي شحاتة، لم يكونوا سوى أدوات لنظامٍ اختار أن يُسكت معارضيه بالمشانق. لم تكن محاكماتهم بحثًا عن الحقيقة، بل عروضًا مكتوبة سلفًا، اختُتمت بأحكام إعدام بالجملة، ووجوهٌ لم تُمنح فرصة الدفاع، واعترافاتٌ انتُزعت تحت السياط.
رحل شعبان الشامي اليوم، تاركًا وراءه إرثًا من الألم وأحكامًا لا تنساها القلوب.
https://www.facebook.com/photo/?fbid=1111373961030213&set=a.456245553209727