أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مساء أمس الأحد، عن نيتها الإفراج عن الجندي الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر المحتجز لديها، في إطار جهود متقدمة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وتزامن الإعلان مع اتصالات سرية أجرتها الحركة مع الإدارة الأميركية خلال الأيام الماضية، بعيدًا عن أي تنسيق مع الحكومة الإسرائيلية، ما فُسّر على أنه مؤشر جديد على تصدع العلاقة بين واشنطن وتل أبيب في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف على القطاع.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر مطلع أن عملية الإفراج عن ألكسندر ستتم يوم الثلاثاء المقبل، فيما لم يصدر أي تعليق رسمي من الجانب الأميركي بشأن تفاصيل الاتفاق أو توقيته.

وفي بيانها، أكدت حماس أنها تبدي "إيجابية عالية" تجاه الجهود الأميركية الرامية إلى وقف شامل لإطلاق النار، يشمل ترتيبات لتبادل الأسرى وإدارة ما بعد الحرب في غزة، عبر هيئة مهنية مستقلة، بعيدًا عن كل من حماس والسلطة الفلسطينية، وهو ما يعتبره مراقبون تحولًا لافتًا في الخطاب السياسي للحركة.

إسرائيل تُفاجأ وتُقصى من المفاوضات
ردّ الفعل الإسرائيلي جاء مرتبكًا وغاضبًا في آن واحد. ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصدر رسمي أن إسرائيل لم تكن على دراية بهذه المفاوضات ولم تشارك فيها، وجرى إبلاغها بقرار الإفراج عن الجندي "من خلال وسائل الإعلام".

وسارع الإعلام الإسرائيلي إلى كشف حجم الفجوة بين تل أبيب وواشنطن في هذا الملف، حيث أشار مراسل قناة "كان" إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أُحيط علمًا بالصفقة الأميركية عبر تقارير استخباراتية، وهو ما أثار حالة من التوتر داخل الأوساط الأمنية والسياسية الإسرائيلية.

ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن المبعوث الأميركي السابق ستيف ويتكوف - خلال لقائه بعائلات عدد من المحتجزين لدى حماس - قوله إن "إسرائيل تطيل أمد الحرب ولا نرى إلى أين ستصل... نريد استعادة المحتجزين لكن إسرائيل لا ترغب في إنهاء الحرب".

البيت الأبيض يبحث عن اختراق قبل زيارة ترمب
الموقع الأميركي "أكسيوس" كشف أن البيت الأبيض يكثف جهوده لإحراز "اختراق سياسي" في الملف الفلسطيني قبل الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى المنطقة، وهو ما يفسر الضغط الأميركي المتزايد لإطلاق سراح الجندي الأميركي كمقدمة لاتفاق أوسع.

وفي هذا السياق، كشفت القناة 12 أن الجيش الإسرائيلي تلقى أوامر مباشرة بوقف إطلاق النار بدءًا من ظهر الإثنين، لتأمين عملية تسليم الجندي المحتجز، في إشارة إلى تنسيق عسكري غير معلن مع الولايات المتحدة رغم التوتر السياسي الظاهر.

نتنياهو يتمسك بخطوطه الحمراء ويواجه ضغوطًا داخلية
فيما يحاول رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي احتواء الغضب الداخلي، صرح بأن "السيطرة الأمنية الإسرائيلية على كامل الأرض بين البحر والنهر، بما في ذلك غزة، غير قابلة للتفاوض"، مؤكدًا أنه لن يكون هناك أي اعتراف أميركي بدولة فلسطينية، ولا نية لتعريض إسرائيل للخطر، وفق تعبيره.

لكن تلك التصريحات لم تهدئ الانتقادات الموجهة له داخل إسرائيل، خصوصًا من عائلات الأسرى الذين يطالبون بحل عاجل لقضية المحتجزين في غزة، وسط تقارير عن خلافات متصاعدة بين وزارة الدفاع والقيادة السياسية بشأن استراتيجية الحرب وأهدافها.