قالت ورقة بحثية بعنوان "الترسانة المصرية (1).. لمن تَشْتَري مِصْرُ كُلَّ هَذَا السٍّلاح؟" أعدتها الإعلامية رشا قنديل مذيعة قناة "بي بي سي" عربي وزوجة المعارض المعتقل بسجون السيسي أحمد الطنطاوي إنها تحقّقْت بالأدلة أن مصر تبني بشكل منهجي في عشرية السيسي خصوصا الأربع ٢٠٢٠-٢٠٢٤ الأخيرة ترسانة عسكرية تشتريها السلطة تارة بميزانية المؤسسة العسكرية غير المراقبة أو بالآجل في مقابل خدمات إقليمية محددة أو ”بقروض تمويلية “ بالغة الضخامة في صفقات بمليارات الدولارات.
وخلصت إلى أن القروض طأرقام مرعبة لدولة مثل مصر حتى لو كانت في حالة استعداد لحرب في وضعها الاقتصادي الحالي. بالاستقصاء عرفنا منذ متى، وكم اشترت من سلاح".
معهد ستوكهولم
وكما المدققين في صفقات السلام استعانت "قنديل" بقاعدة البيانات العالمية sipri لمعهد ستوكهولم للدراسات والإحصاء المعنية بحركة السلاح وصفقاته الرسمية في العلم خلصت إلى أنه في 15 مارس 2021 قفزت معدلات التزود بالتسلح في مصر باضطراد منهجي تقريبا وصل لحد +١٣٦٪ بين عامي ٢٠١٦-٢٠٢٠ مقارنة بالفترة ما بين ٢٠١١-٢٠١٦.
وقال المعهد إن فرنسا؛ المتنافسة مع ألمانيا على المرتبتين الثالثة والرابعة في تصدير السلاح زادت صادراتها في نفس الفترة من الأسلحة الثقيلة بمعدل 44٪ بمعدل 8.2 من حجم الصادرات الكلي في العالم من السلاح بين عامي 2016-2020 ولمصر في ذلك نسبة من الصفقات لا يستهان بها من البلدين المصدرين، وأن الهند ومصر وقطر مجتمعين استوردوا مجتمعين 59٪ من صادرات السلاح الفرنسي.
وأضاف أنه في الفترة بين عامي 2020-2024 أربع دول من بين العشرة الأكثر استيرادا للسلاح في العالم هم من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مصر تأتي في المركز الثامن عالميا! تسبقها القطر والسعودية في المركزين الثالث والرابع على التوالي وتليها الكويت في المركز العاشر.
وأوضح المعهد أن نصف السلاح المستورد في نفس المنطقة يستورد طبعا من الولايات المتحدة، في المركز الثاني تأتي إيطاليا، ثم فرنسا تليها ألمانيا وروسيا. الملاحظة القوية تأتي في سقوط حصة روسيا في تصدير وبيع السلاح من 18٪ بين عامي 2015-2019 إلى 4.1٪ بين 2020-2024 بسبب حرب أوكرانيا والعقوبات الغربية.
وسجلت رشا قنديل ملاحظة بحثية تشير إلى أنه رغم تصاعد صفقات مصر من السلاح بشكل مهول في عشرية السيسي، إلا إن الفترة بين عامي 2014 -2019 تبقى الفترة شديدة الريبة في كمية الصفقات وضخ الأموال الرهيب في السلاح مقارنة بالفترة بين 2020- 2024.
وأضافت أنه في الفترة الأولى المشار إليها كانت مصر الدولة رقم 3 الأكثر شراء للسلاح في العالم وأكثر من 51٪ من صفقاتها من الطائرات المقاتلة، تحديدا من مقاتلات صنعت في روسيا وفرنسا، وفيما بين 2020-2024 أصبح ثلثا 65٪ من صفقات السلاح هي للسفن الحربية بما في ذلك الحاويات الحربية العملاقة من إيطاليا وألمانيا وفرنسا.
الصين بديلا
وعن بدائل السلاح الأمريكي قالت الإعلامية "قنديل" إن "..صفقات مصر باستيراد أنظمة الدفاع الجوي و مقاتلات J-10C الصينية التي توشك هيئة التسليح تخليص شرائها، محاولة للالتفاف على تهديدات واشنطن خصوصا في هذا التوقيت الحساس بسبب خطة تهجير الفلسطينيين.".
ورأت أن الواقع يقول إن المقامرة كانت بين المنحة العسكرية الأمريكية من جانب وواردات مصر التقليدية من مقاتلات سوخوي 35 (SU 35 ) الروسية أو التعرض للعقوبات الأمريكية.“
مسؤول رفيع بالخارجية الأمريكية هدد ب"عقوبات على مصر إذا أقدمت بالفعل على صفقة بملياري دولار لشراء أكثر من عشرين طائرة مقاتلة روسية من طراز (سوخوي 35 ) كان على الأرجح كان سيتمه محمود السيسي كملحق عسكري بين البلدين بحلول 2021.
وبصرف النظر عن المنحة، فالولايات المتحدة برأيها قدمت مليارات الدولارات من المعونات الاقتصادية والعسكرية لمصر وباعت لمصر شبكة متكاملة من العتاد العسكري كمقاتلات F-16 وغيرها من الصواريخ والأنظمة الدفاعية.
صفقات إجبارية
ونبهت إلى أنه في 2024 أقرت حكومة جو بايدن ثلاث صفقات لتسليح مصر، إحداها في الربع الأول من العام، والثانية في سبتمبر والثالثة في ديسمبر. نشرت The Times Of Israel تايمز أوف إسرائيل المعروفة بمثل هذا الخط التحريري في 21 ديسمبر 2024 أن الولايات المتحدة صدقت على ”بيع“ وليس ”منح“ صفقة سلاح لمصر بلغت ٥.٣٥ مليارات دولار.
وأشارت إلى أن صفقات بايدن، المُقرة في يناير، وسبتمبر وديسمبر الماضيين أقرتها وزارة الدفاع بعد الخارجية الأمريكية لتجديد 555 دبابة من طراز M1A1 Abrams“” الأمريكية الصنع بقيمة 4.69 مليار دولار، في صفقة تتولاها شركة “جنرال داينامكس لاند سيستمز“.
وتوفر الصفقة نفسها التي تمّ الكشف عنها:
مجموعة أدوات تحسين رؤية السائق برادارات فائقة
أجهزة تصويب نظام التصوير الحراري (TIS)
قاذفات قنابل الدخان M250
ناقل الحركة للدبابات X-1100
وقطع الغيار، ومعدات دعم.
وحصلت مصر في 2024 على 2183 على قذائف وصواريخ جو- أرض HellFire و Stinger ب 630 مليار دولار وذخائر حرارية موجهة ب30 مليون دولار.
كمأ حصلت مصر في فبراير 2024 على 770 صاروخ Stinger بثمن 640 مليون دولار تستخدم على مركبات ومصفحات Avenger.
هياكل مصفحات ومدرعات للتخفي (REV1-B) مع محركات ديزل خام ثقيل لترقيتها من 190 ل 205 حصان ب200 مليون دولار.
وفي 2022، باعت الولايات المتحدة لمصر (بقروض فوائد) في مايو صفقة سلاح ب 2.56 مليار دولار ضمت كما ذكرنا آنفا طائرة حمل معدات shinnok F-47 وأنظمة رادار للدفاع الجوي، بحسب موقع الدفاع العربي.
تبعية عسكرية للولايات المتحدة لا مناص منها
وتعليقا منها على تقرير “وكالة التعاون الدفاعي” (دسكا)، التابعة للبنتاجون، أن مصر الدولة الوحيدة إلى جانب الولايات المتحدة التي تنتج الدبابة “أبرامز”، بنسبة 40% من مكوناتها، والباقي من المصانع الأمريكية. في أغلب بيانات البنتاجون تركز وزارة الدفاع على: دعم أهداف السياسة الخارجية والأمن القومي الأمريكي بتحسين أمن دولة صديقة.
قالت "رشا قنديل": "مصر أتمت صفقات مع واشنطن لا تتواءم مع قدرتها الشرائية، أقول ذلك ببساطة غير معقدة لأن هذه الصفقات تفضي مباشرة إلى تبعية عسكرية في منتهى الخطورة على قرارات عسكرية مصرية، خاصة في ظل الوضع المحموم الذي تمر به المنطقة.".
الأسلحة الألمانية
وأشارت الباحثة إلى أن ألمانيا صعدت في مراكز موردي السلاح لمصر بعد الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا.
وأضافت أنه بالعودة ".. إلى الأسلحة الألمانية المستوردة، فهي تتضمن: غواصات هجومية، وفرقاطات متطورة، وصواريخ وأنظمة دفاع جوي من طراز IRIS-T، وأسلحة خفيفة وذخائر، وأنظمة مراقبة واتصالات، وطائرات تدريب، وغيرها الكثير. في عام 2021 فقط، بلغت قيمة صادرات الأسلحة الألمانية إلى مصر أكثر من 4 مليارات يورو، وخلال السنوات الخمس الأخيرة، استوردت مصر 32% من أسلحتها من ألمانيا، تليها إيطاليا ثم فرنسا. وقد واجهت هذه الدول انتقادات حادة لتجاوزها بعض تحفظات الاتحاد الأوروبي بشأن تصدير السلاح إلى مصر منذ عام 2013، خوفاً من استخدامه في قمع الحريات، إلا أن تلك الدول استغلت بعض الثغرات القانونية واللغوية لتصدير أسلحتها دون قيود. “
تفوق الكيان أولوية واشنطن
وأوضحت الباحثة أن تفوق كيان العدو "الإسرائيلي" أمر لا تتساهل فيه الولايات المتحدة وكمثال أشارت إلى رغبة "الإمارات ضمن شروط ”صفقة“ التطبيع أن تحصل على سرب من طائرات F-16 محدثة ما يشبه التشكيك في الاتفاقات وجدواها آنذاك، فجأرت "إسرائيل" أن هذا يضعف قدراتها وانفرادها بالتفوق العسكري في المنطقة وبالفعل علقت واشنطن المسألة، حتى إن الإمارات لوحت بإتمام صفقات أخرى مع فرنسا أو حتى بشراء منظومة S400 الدفاعية الروسية.
منذ أيام أعلنت وزراة الدفاع الإماراتية عن صفقة مع شركة لوكهيد مارتن بقمة ٦ مليارات درهم (1.63 مليار دولار) لتحديث مقاتلات F-35 للحصول على 80 مقاتلة من الفئة المعدلة المذكروة .
وأضافت تعليقا على طلب "إسرائيل" صواريخ HellFire من واشنطن وفقا ل شبكة NBC الاميركية: "وقال مسؤول عسكري أمريكي: "لقد وصلت بالفعل مساعدة أمنية أمريكية عاجلة وهناك المزيد في طريقها وستصل إلى "إسرائيل" في الأيام المقبلة” و"بينما نتفهم الاهتمام بتفاصيل محددة، لا يمكننا الخوض فيها الآن".