في تفريط جديد لصالح الإمارات التي تشهد في الفترة الأخيرة زخمًا في الاستيلاء على أصول ومشاريع هامة في الدولة التي يسيطر عليها العسكر ويضيعون ثرواتها.

فبعد صفقة رأس الحكمة على الساحل الشمالي بقيمة 35 مليار دولار، والتي اعتبرت "أكبر صفقة تفريط أجنبي مباشر، بشراكة استثمارية مع الإمارات، وبعد استيلاء الإمارات على العديد من الفنادق والشركات والشواطئ والموانئ الهامة في مصر، أعلنت شركة جيوان للفنادق والمنتجعات، التابعة لمجموعة NG9 الإماراتية، أنها وقعت عقود استحواذ على خمس فنادق مصرية، تضم أكثر من ألف غرفة فندقية، وسط تسارع خطة الحكومة للتخارج من الأصول المملوكة للدولة مقابل الدولارات أو سداد ديونها.

والفنادق الخمسة، وفقا لبيان جيوان، هي توليب غولدن بلازا "Tolip Golden Plaza Hotel"، الواقع في مدينة نصر بالقاهرة ومنتجعي توليب بارادايس العلمين "Tolip Paradise Resort New Alamein"، وتوليب صن رايز العلمين "Tolip Sunrise Resort New Alamein" على الساحل الشمالي الغربي لمصر، المملوكة للشركة الوطنية للفنادق والخدمات السياحية (توليب) التابعة للجيش المصري.

كما تشمل الصفقة منتجع ذا في لكشري ريزورت "The V Luxury Resort" ومنتجع كريستال لوتس لكشري بالاس "Crystal Lotus Luxury Palace"، الواقعين في سهل حشيش جنوب الغردقة على البحر الأحمر.

وقالت جيوان إن عملها رسميًا بدأ 30 أبريل  الماضي، وأكدت أن كل منشأة سيتم تطويرها وتغيير اسمها بشكل مستقل يعكس طابع موقعها الجغرافي والثقافي، غير أنّها لم تعلن عن قيمة الصفقة أو شروطها.

وبحسب بيان الشركة، فإن هذه الخطوة تأتي في إطار استراتيجيتها لتوسيع حضورها في أسواق مصر التي تعد من أبرز الوجهات السياحية في المنطقة، وذلك في ظل حكم عسكري لا يستطيع إدارة البلاد ولا يملك غير سياسة البيع والتفريط.

وتأسست جيوان للفنادق والمنتجعات في أبوظبي كذراع الضيافة التابعة لمجموعة NG9 القابضة، وهي شركة استثمارية متنوعة تركز على قطاعات الضيافة والتكنولوجيا والعقارات.

وتشغّل جيوان حاليًا مجموعة من الفنادق الراقية في الإمارات تشمل رويال إم أبوظبي "Royal M Hotel Abu Dhabi"، ورويال إم الفجيرة "Royal M Hotel Fujairah"، بالإضافة إلى أب تاون أبوظبي "The Uptown Abu Dhabi"، وأب تاون الفجيرة "The Uptown Fujairah"، وإم دي البرشا "MD Hotel Al Barsha" في دبي.

التفريط بالفنادق الحكومية

شهدت مصر خلال السنوات العشر الأخيرة منذ استيلاء عبدالفتاح السيسي على السلطة تسارعًا ملحوظًا في خصخصة الفنادق المملوكة للدولة، في إطار خطة حكومية تهدف إلى توفير سيولة بالعملة الصعبة التي عانت القاهرة من شحها مع تراجعات قياسية لقيمة الجنيه المصري.

وجاء ذلك ضمن برنامج أوسع للتخارج من أصول مملوكة للدولة، عبر طروحات مباشرة أو شراكات مع مستثمرين من القطاع الخاص وصناديق خليجية.

وكانت من أبرز محطات هذا التوجه إعلان مجموعة طلعت مصطفى شراءها حصة تصل إلى 51% في 7 فنادق تاريخية في مصر تملكها الحكومة المصرية عبر تابعتها آيكون، بقيمة 800 مليون دولار.

وخلال العام الماضي، باعت مجموعة طلعت مصطفى حصة تبلغ 40.5% من "آيكون" لمجموعة القابضة "ADQ" الإماراتية وشركة أبوظبي الوطنية للمعارض "ADNEC"، لتصبح شريكًا رسميًا في الفنادق وهي سوفيتيل أولد كتراكت أسوان الذي يعود تاريخ إنشائه إلى 1899، ومنتجع موڤنبيك أسوان وفندق سوفيتيل وينتر بالاس الأقصر الذي أُنشئ عام 1886، وفندق شتايغنبرغر التحرير وشتايغنبرغر سيسل الإسكندرية وفندق ماريوت مينا هاوس بالقاهرة وماريوت عمر الخيام بالقاهرة.

وفي 2020، وقعت حكومة الانقلاب صفقة للتفريط بفندق "شبرد" التاريخي في القاهرة، عبر الشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق (إيجوث)، مع مجموعة "الشريف" السعودية.

ويمتد العقد لمدة 35 عامًا يحصل خلالها المستثمر على 69% من صافي الربح خلال أول عشر سنوات، ثم 60% حتى نهاية المدة.

المزيد من التفريط

وفي مطلع عام 2023 تحدثت وسائل إعلام عن مفاوضات تجريها حكومة الانقلاب مع مجموعة "الكواري" القطرية للاستحواذ على فندق "رمسيس هيلتون" المطل على النيل، بقيمة تقارب 320 مليون دولار، إلا أنه لم يُعلن عن إتمام الصفقة حتى الآن.

وفي فبراير الماضي، وقعت شركة كايرو هاوس إيجيبت للتطوير العقاري، التي أسستها الحكومة بغرض الإشراف على تحويل مجمع التحرير الحكومي إلى فندق، اتفاقية مع شركة الاستثمار السياحي وماريوت الدولية لتحويل المجمع التاريخي في ميدان التحرير بالقاهرة إلى فندق تحت مظلة مجموعة أوتوغراف كولكشن.

وكان عبد الفتاح السيسي، نقل ملكية المجمع إلى صندوق مصر السيادي في 2020، ضمن سلسلة قرارات تستهدف التفريط في المباني الحكومية الواقعة في وسط القاهرة.

ووافق المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية في سبتمبر 2021 على تحويله إلى فندق فاخر وفقًا للمواصفات العالمية، باستثمارات تقدر بحوالي 200 مليون دولار إثر شراكة أجنبية من عدة دول.