سجلت أسعار التبن في مصر قفزة قياسية غير مسبوقة، وسط تحذيرات من تداعيات كارثية على أسعار اللحوم ومستقبل تربية المواشي، وذالك في تصاعد مقلق قد يلقي بظلاله الثقيلة على قطاع الثروة الحيوانية
وكشف حسين عبد الرحمن، نقيب الفلاحين، أن أسعار التبن وصلت إلى مستويات صادمة رغم تزامنها مع موسم حصاد القمح، الذي عادةً ما يشهد وفرة في المعروض.
وأوضح عبد الرحمن أن سعر حمل التبن (250 كيلوجرامًا) قفز من 400 جنيه في الموسم الماضي إلى 1600 جنيه هذا العام، بزيادة تصل إلى 300% خلال عام واحد فقط.
وأشار عبد الرحمن إلى أن قيراط تبن القمح يباع حاليًا بسعر 700 جنيه، بينما ارتفع سعر تبن فدان القمح إلى أكثر من 16 ألف جنيه، ما ينذر بأزمة حقيقية تهدد استقرار أسعار الأعلاف وتكاليف تربية المواشي في البلاد.
أزمة متعددة الأسباب
أرجع نقيب الفلاحين هذا الارتفاع الجنوني إلى عدة عوامل متشابكة، على رأسها زيادة كميات التبن المخصصة للتصدير إلى الأسواق الخارجية بأسعار مرتفعة، ما تسبب في نقص الكميات المعروضة محليًا. كما اتهم عبد الرحمن بعض تجار التبن باحتكار المعروض، مستغلين ضعف الرقابة الحكومية على الأسواق، ما فاقم الأزمة وأشعل الأسعار.
وأضاف أن تقلص المساحات المزروعة بالقمح لصالح محاصيل أخرى أقل إنتاجًا للتبن، وزيادة الطلب من مزارع الدواجن على شراء التبن لاستخدامه في فرش الأرضيات والحصول على "ذبل" يباع كسماد عضوي مرتفع السعر، كانت من العوامل المؤثرة أيضًا في ارتفاع الأسعار.
تأثير مباشر على أسعار اللحوم
وحذر نقيب الفلاحين من أن الارتفاع الكبير في أسعار التبن، الذي يُعد العلف الأساسي للمواشي والخيول والحمير، سيؤدي إلى زيادة تكلفة التربية، مما سينعكس لاحقًا على أسعار اللحوم الحمراء التي يعتمد عليها المصريون كمصدر أساسي للبروتين الحيواني.
وقال عبد الرحمن صراحةً: "ارتفاع أسعار التبن لا يبشر بالخير"، داعيًا الحكومة إلى التدخل العاجل لوقف تصدير التبن، ومعالجة أوجه القصور في الرقابة، قبل أن تتفاقم الأزمة وتتسبب في خسائر فادحة لمربي المواشي وارتفاع أسعار اللحوم إلى مستويات يصعب تحملها.
قفزات موازية في أسعار الأعلاف
تؤكد مصادر مطلعة بقطاع الأعلاف أن ارتفاع أسعار التبن جاء ضمن موجة عامة لارتفاع أسعار خامات الأعلاف الأخرى، سواء المستوردة أو المحلية.
وارتفع سعر طن العلف الحيواني إلى 16 ألف جنيه مقارنة بـ15 ألف جنيه خلال الفترة الماضية، بفعل ارتفاع أسعار الدولار والتوترات العالمية، مما ضاعف الضغوط على المربين.