تشهد مدينة الأقصر أزمة غير مسبوقة نتيجة انقطاع كامل للمياه لليوم السادس على التوالي، مما تسبب في شلل تام للحياة اليومية ومعاناة كبيرة للأهالي.
وكانت شركة مياه الشرب والصرف الصحي قد أعلنت عن قطع المياه منذ عصر الأربعاء الماضي، جراء كسر مفاجئ بأحد خطوط الصرف الصحي، إلا أن الأزمة تفاقمت دون حلول جذرية حتى الآن.
معاناة الأهالي بين نقص المياه وغياب الحلول
إيمان الإفريقي، إحدى سكان منطقة نجع الطويل، عبرت عن غضبها قائلة: "هذا ثاني انقطاع خلال شهر. المياه جاءت أمس ضعيفة ولم نتمكن من تخزينها، ثم انقطعت مجددًا حتى الآن".
وأضافت أن السكان لجأوا إلى شراء المياه من شاحنات قادمة من المراكز الواقعة غرب المحافظة، نظرًا لعدم كفاية سيارات التوزيع التابعة للمحافظة لتغطية الاحتياجات.
إجراءات متعثرة وحلول مؤقتة
أعلنت الشركة عن توفير سيارات توزيع المياه في 14 حيًا، وضمان إمدادات المخابز بالمياه لضمان استمرار عملها.
إلا أن سكان المدينة يؤكدون أن هذه الإجراءات لم تكن كافية، حيث كانت بعض الأحياء تعاني من نقص شديد في المياه.
ورغم تأكيد الشركة أن الكسر وقع في خط صرف قطره 1000 مم، إلا أنها أعلنت لاحقًا عن إصلاح خط آخر قطره 700 مم تابع لمحطة صرف ثانية، مما أدى إلى تشغيل جزئي للمياه في بعض المناطق.
غير أن المياه عادت للانقطاع مجددًا عن المدينة بأكملها يوم الجمعة، قبل أن تعلن الشركة عودة جزئية مساء اليوم ذاته، أعقبها إعلان آخر عن عودة المياه لكافة المناطق، وهو ما نفاه العديد من السكان.
دعم حكومي متأخر وأضرار متفاقمة
في محاولة لإنهاء الأزمة، أصدر وزير الإسكان، شريف الشربيني، توجيهاته لشركات مياه الشرب في قنا وسوهاج والفيوم والجيزة والقاهرة، بالإضافة إلى شركة المقاولون العرب، لتقديم الدعم الفني والمعدات لاستكمال إصلاح الخطوط المتضررة.
كما تم إرسال 12 سيارة توزيع مياه إضافية، بجانب السيارات الأربع المتوفرة بالأقصر.
إلا أن التدخل الحكومي جاء متأخرًا، وفقًا لعضو مجلس النواب عن محافظة الأقصر، بهجت الصن، الذي أكد أن الخط الرئيسي سبق أن تعرض للكسر قبل شهر، مما استدعى قطع المياه لمدة 24 ساعة آنذاك لإصلاحه.
وأضاف أن الكسر الحالي ضخم، حيث يمتد بطول 750 مترًا، وأدى إلى هبوط أرضي وتضرر العديد من المنازل والأراضي الزراعية في منطقة الحبيل.
إهمال متراكم وأزمة متكررة
وأشار الصن إلى أن غياب الصيانة الدورية منذ إنشاء الخط في عام 2004 فاقم الأزمة، حيث لم يتم إنشاء خط طرد احتياطي، مما يجعل أي كسر في الخط سببًا في قطع المياه عن المدينة بالكامل.
وأكد أن بعض المنازل تمتلك آبارًا وطلمبات مياه، إلا أن الغالبية العظمى من السكان تعتمد على إمدادات الشركة التي لا تزال عاجزة عن توفير المياه بشكل كافٍ.
السياحة تتأثر بشدة.. والأهالي يعانون
رغم اعتماد الأقصر على السياحة، أوضح الصن أن الفنادق السياحية تمتلك خزانات مياه كبيرة تكفيها لتجاوز الأزمة، إلا أن بعض الفنادق الصغيرة والمنشآت السياحية تضررت بشدة من الانقطاع، مما تسبب في إزعاج كبير للسائحين الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة نقص المياه.
هذا الانقطاع الطويل قد يؤثر سلبًا على سمعة المدينة كوجهة سياحية عالمية، مما يهدد النشاط الاقتصادي المعتمد بشكل أساسي على السياحة.