واجه الاحتلال الصهيوني ضغوطًا قانونية متزايدة من المحاكم الدولية، حيث تواصل هذه المؤسسات إصدار مذكرات اعتقال بحق مسؤولين بالاحتلال بتهم تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية.
هذه الإجراءات تُعد خطوة جديدة في الحملة القانونية العالمية ضد الاحتلال، وقد تشمل قريبًا أوامر اعتقال لمسؤولين عسكريين كبار.
 

محاولات أمريكية لعرقلة الإجراءات
   تسعى الولايات المتحدة، تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، إلى تعطيل هذه الجهود القانونية الدولية، لكنها تواجه صعوبة في وقف المد المتزايد من الدعاوى الجنائية ضد إسرائيل في عدة دول.
ويرى المسؤولون الإسرائيليون أن هذه التطورات قد يكون لها تأثير مماثل للمعارك العسكرية التي خاضتها إسرائيل في غزة، خاصة مع تصاعد الاتهامات بارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين.
 

تأثير مذكرات الاعتقال على القادة الإسرائيليين
   تشكل أوامر الاعتقال الدولية تهديدًا مباشرًا لحركة القادة الإسرائيليين، إذ يمكن اعتقالهم في أكثر من 120 دولة موقعة على نظام روما الأساسي.
وقد ظهر هذا التهديد بوضوح عندما اضطر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تغيير مسار رحلته إلى واشنطن لتجنب التوقف في دولة أعلنت التزامها بتنفيذ مذكرة الاعتقال بحقه.
 

إسرائيل تخاطر بأن تصبح دولة منبوذة
   لا يقتصر تأثير هذه الأوامر على المسؤولين الأفراد، بل يمكن أن يؤدي إلى عزل إسرائيل دوليًا.
فإدراجها في قائمة الدول التي يواجه قادتها محاكمات دولية، كما حدث مع روسيا وليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى، قد يؤدي إلى تقليص التعاون العلمي والعسكري مع العديد من الدول الغربية.

كما أن تزايد الدعاوى الجنائية ضد الجنود والمسؤولين الإسرائيليين يمكن أن يعرّض عددًا كبيرًا من الإسرائيليين للملاحقة القضائية في مختلف أنحاء العالم، وليس فقط القادة السياسيين والعسكريين.
 

الولاية القضائية العالمية وأثرها على الإسرائيليين
   تعتمد بعض الدول مبدأ "الولاية القضائية العالمية"، الذي يسمح لها بمحاكمة المتهمين بارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الدولي، بغض النظر عن مكان وقوع الجرائم.
حتى الآن، كان تطبيق هذا المبدأ على الإسرائيليين محدودًا، لكن إصدار المحكمة الجنائية الدولية لمذكرات اعتقال قد يدفع المزيد من الدول إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضدهم.

إذا مضت المحاكم الدولية في محاكمة القادة الإسرائيليين، فسيُنظر إلى ذلك على أنه فشل في نظام التحقيقات الداخلي الإسرائيلي، ما قد يدفع الدول الأوروبية إلى اتخاذ خطوات مماثلة.
قد تجد الحكومات الأوروبية صعوبة في مقاومة الضغط الشعبي المتزايد، مما قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في عدد القضايا المرفوعة ضد إسرائيل.
 

التداعيات السياسية والعسكرية المحتملة
   في ظل هذه الضغوط القانونية، قد تلجأ الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة إلى تصعيد عسكري جديد في غزة لصرف الانتباه عن الدعاوى القضائية المتزايدة. كما أن استمرار هذه الضغوط قد يؤدي إلى انهيار الائتلاف الحاكم، خاصة مع تزايد الانتقادات الداخلية والخارجية.

تشير هذه التطورات إلى تحول كبير في الموقف الدولي تجاه إسرائيل، حيث لم تعد مجرد انتقادات سياسية، بل إجراءات قانونية قد تؤدي إلى ملاحقة القادة الإسرائيليين على نطاق واسع، مما قد يجبر تل أبيب على إعادة النظر في استراتيجيتها على الساحة الدولية.

https://www.middleeastmonitor.com/20250228-israel-is-on-the-verge-of-going-to-war-with-international-judicial-bodies/