يبدو أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد غير موقفه تجاه رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، الذي وصفه في عام 2019 خلال قمة مجموعة السبع بـ"ديكتاتوري المفضل".
في فترة رئاسته الأولى، دعم ترامب السيسي، الذي كان قد نفذ انقلابًا ضد الرئيس الإسلامي محمد مرسي، وعزز حكمه بالقضاء على المعارضة السياسية.
خطة ترامب حول غزة وموقف السيسي
مع عودته إلى البيت الأبيض، سعى ترامب إلى فرض خطته التي تقضي بترحيل سكان غزة إلى مصر والأردن، محاولًا الضغط على البلدين للقبول بهذه التسوية من خلال التهديد بقطع المساعدات الأمريكية عنهما.
لكن مصر والأردن رفضتا الاقتراح، ما دفع ترامب إلى التراجع عن تهديداته المباشرة، رغم تمسكه بالفكرة.
وفي الوقت ذاته، استغل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الفرصة وأكد أن حكومته تعمل على تنفيذ مخطط ترامب.
إدراكًا للخطر الذي يمثله المخطط، حذرت مصر من أن هذه الخطوة قد تهدد معاهدة السلام مع إسرائيل.
كما أعلن وزير خارجية الانقلاب بدر عبد العاطي أن القاهرة تعمل على خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها. وعلى الرغم من الضغوط الأمريكية، لم تقدم مصر تنازلات بشأن القضية.
تحديات السيسي في التعامل مع ترامب
يواجه السيسي معضلات كبيرة في كيفية التعامل مع ترامب دون إغضابه، خاصة أن مصر تعتمد بشكل كبير على المساعدات العسكرية الأمريكية، التي تم استثناؤها من قرار تجميد المساعدات الخارجية في يناير 2025.
لكن لا يوجد ضمان أن يستمر هذا الاستثناء إذا استمرت معارضة مصر لخطط ترامب بشأن غزة.
اقتصاديًا، تعتمد مصر على دعم المؤسسات المالية الدولية، مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، حيث تلعب الولايات المتحدة دورًا مؤثرًا في قراراتهما.
ورغم حصول مصر على دعم مالي من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي لمواجهة تداعيات الحرب في غزة، فإن علاقتها مع واشنطن تظل حاسمة لاستمرار هذه المساعدات.
أما فيما يتعلق بغزة، فإن مصر تواجه ضغوطًا مزدوجة؛ فمن جهة، يجب أن تحافظ على موقفها الرافض لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، ومن جهة أخرى، عليها التعامل بحذر مع إسرائيل، التي تسيطر الآن على ممر فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، ما يعد انتهاكًا لمعاهدة السلام.
خيارات السيسي للمناورة
يحاول السيسي استخدام عدة وسائل للمناورة في مواجهة الضغوط الأمريكية، مثل تعزيز التنسيق مع الدول العربية، خاصة السعودية، لإقناع ترامب بتغيير موقفه مقابل صفقات اقتصادية وعسكرية مربحة.
كما يمكنه اللجوء إلى روسيا لإقناع ترامب بالتراجع عن خطته.
ومع ذلك، فإن الوضع لا يزال شديد التعقيد، حيث يجد السيسي نفسه في موقف غير مريح أمام ضغوط ترامب المتزايدة، رغم أنه كان في السابق أحد أقرب حلفائه.
https://arabcenterdc.org/resource/trumps-favorite-dictator-feels-the-heat/