ما زالت أصداء وعيد رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو أنه لن ينسحب من النقاط الخمس في لبنان، ولن ينسحب من المنطقة العازلة وجبل الشيخ في سوريا، وأنه لن يسمح لقوات هيئة تحرير الشام أو “الجيش السوري الجديد” بالدخول إلى المناطق الواقعة جنوب دمشق، متحدثًا في السياق عن شرق أوسط جديد.
وقال الباحث والأكاديمي السعودي أحمد بن راشد بن سعيّد إن "تهديدات نتنياهو لإدارة الرئيس أحمد الشرع بوجوب إخلاء جنوب سوريا من أي وجود عسكري، ونزع سلاح الجيش السوري في تلك المنطقة، وتعهّده بحماية الدروز من أي خطر، كما قال في تصريحاتٍ له، الأحد، يجب أن تؤخذ بجدّيّة".
وأضاف "بن سعيد" عبر (إكس) أن المشروع الصهيوني قائم على العنف ويتغذّى بالعنف، ولا يبالي بقانون دولي ولا إنساني، ولا يعترف بسيادة، ولا يخشى عقوبات، فهو يتمتع بحماية الأمم الغربية، ودعمها غير المشروط".
ولفت عبر حساب @LoveLiberty_2 إلى أن سياسة النظام الجديد في سوريا القائمة على ترتيب البيت الداخلي، والانصراف إلى البناء، وطمأنة الجوار، وإنعاش الاقتصاد، كلها مهمّة وضرورية، ولكن نتنياهو لن ينتظر.
وأكد أن نتنياهو "ماضٍ في السلب، وخلق حقائق على الأرض، وهو ما لا ينفع معه التأجيل. التلويح بخطر مزعوم يهدّد الدروز يَشي بما يبيّته الصهاينة لسوريا، فهم لا يريدونها أن تنهض وتستردَّ عافيتها، كما أنهم متورطون في حرب بالضفة الغربية، بعد أن استنزفتهم غزة على مدى سنةٍ ونيِّف، وهم يبحثون عن موطئ قدم آخر، ليستعيدوا شيئًا من هيبتهم، ويرون أن استخدام الورقة الدرزية قد يأتي بنتيجة لأسباب أبرزها الحجّة المألوفة عن حماية الأقليات، والعلاقة الخاصة التي تربط هذه الطائفة بالكيان في الأرض المحتلة".
وأشار إلى أنه في مطلع ديسمبر الماضي 2024، نقض نتنياهو اتفاق فض الاشتباك الموقع عام 1974، مؤكدًا عدم السماح لما أسماه “أي قوة معادية” بالاستقرار على حدود فلسطين المحتلة. موضحًا أنه "ومن خلال التودّد إلى الدروز، يطمح العدو إلى إنشاء ما يُسمّى “ممر داود” الذي يُراد له أن يربط فلسطين المحتلة بالعراق عبر سوريا ليكون حائط صدٍّ ضد تركيا وإيران، مستعينًا في ذلك بتنظيم “قسد” الذي يحتل ثلث الأراضي السورية، ويمكن أن يتوسّع بدعم أميركي، بينما يواصل العدو قضم المزيد من الأراضي. كل هذا يحتّم على سوريا وتركيا التحرّك سريعًا لردع نتنياهو، وإجهاض مخططاته. انتصار الثورة كان صعبًا، لكن الحفاظ عليها قد يكون أصعب. أيها القائد الشرع، قل لرفاق السلاح: لا تضعوا أسلحتكم!
https://x.com/LoveLiberty_2/status/1893798053640884558
رسالة لقادرة العرب
ومع انعقاد قمة عربية في 4 مارس تستضيفها القاهرة، قال المحلل السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة إنها "رسالة مهمّة جدًا لقادة العرب، ولمن يعنيهم الأمر، من مؤرّخ عايش كل مراحل الصراع وبلغ المئة عام.. إنه المؤرّخ الفلسطيني وليد الخالدي (مواليد 1925)، وهو أحد مؤسّسي "مؤسّسة الدراسات الفلسطينية".
نشر اليوم في "الأخبار" مقالاً بعنوان "حصَاد الإبراهيمية والقمّة القادمة"، ختمه بالكلمات التالية التي تستحق أن تُقرأ، رغم أنها معروفة لأهل الخبرة، لكنها بالغة الأهمية من رجل بهذا العلم والوزن والتاريخ يقول فيها: "فهل يدرك قادتنا أخيرًا أن الأمر تخطّى القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وإيران وحماس وحزب الله، وأن حملة أعداء اليوم أشرس وأدهى من جملة سوابقها في العصور الوسطى، وأن عدو العقد الثاني من هذا القرن إن هو إلّا التلمودية الخيبرية العائدة إلى مشرقنا بالتحالف مع صليبية أميركية إنجيلية بروتستانتية تزهو بالجبروت الأمريكي لقلب موازين العالم رأسًا على عقب، ولإذلال الإسلام والعروبة في عُقر ديارهما تمهيدًا لأحلامها الألفية؟. وبعد فأنظار العالم بأسره ترنو إلى القمة القادمة في القاهرة وإلى قفّاز التحدي القاطر سُمًّا واحتقارًا المُلقى عند أقدامها.".
وعبر @YZaatreh عبّر الزعاترة عن رأيه ببيت شعر للشاعر (الرصافي):
"بني وطني ما لي أراكمْ صبرتمُ *** على نوبٍ أعْيا الحُصاةَ عديدُها
أما آدَكم حملُ الهوانِ فإنّه *** إذا حُـمِّـلَتْه الراسياتُ يؤودُها؟".