قال يعقوب ليتر السفير الصهيوني الجديد في واشنطن إن "مصر من المرجح أن تكون جزءًا من جهود الحكم في غزة إلى جانب المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، على الرغم من أن الدول الثلاث اشترطت مرارًا وتكرارًا مشاركتها بسماح الاحتلال الصهيوني للسلطة الفلسطينية بلعب دور كجزء من الطريق إلى حل الدولتين في المستقبل، وهو الإطار الذي ترفضه سلطات الاحتلال.

وحرص "ليتر" على سرية محادثات ما يمسى بـ"اليوم التالي" بشأن غزة "التي قال إنها "مستمرة والطريقة الوحيدة التي يمكن أن تنجح بها هي ألا نتحدث عنها علنًا".

وأضاف "ليتر"، في إشارة إلى دعوات ترامب لنقل سكان غزة بالكامل إلى مصر والأردن ودول أخرى: "سيكون هناك موقف في غزة حيث إما أن يحاول الجميع العودة إلى ما حدث في السادس من أكتوبر - ولن نسمح بحدوث ذلك. نحن بحاجة إلى منطقة عازلة واسعة النطاق... أو يمكننا أن نفكر خارج الصندوق ونخلق وضعًا حيث يعيش الناس بكرامة واحترام للذات".

وعندما سُئل تحديدًا عن دعوة ترامب إلى إزالة جميع سكان غزة، أجاب ليتر: "لا أعرف ما إذا كانت مبادرة، ولكن من المؤكد أن الرئيس ترامب يلفت الانتباه إلى حقيقة أن البلدان في جميع أنحاء العالم تستقبل اللاجئين الحدوديين". وقد عقدت الجلسة قبل حوالي أسبوع من إعلان ترامب أنه يريد أيضًا أن "تتولى" الولايات المتحدة "إدارة" غزة وتقود إعادة إعمار القطاع.

وفي إشارة إلى دولة تشاد، وهي دولة أفقر من مصر واستقبلت لاجئين من السودان المجاور، قال ليتر إنه "من غير المعقول أن مصر لا تفكر في إمكانية إيواء بعض اللاجئين على الأقل مؤقتًا".

وأضاف أن أفراد عائلة السيسي يديرون وكالة سفريات فرضت على سكان غزة عشرات الآلاف من الدولارات للفرار من القطاع الذي مزقته الحرب عبر مصر.

عن تعامل السيسي مع اتفاق وقف إطلاق النار تناولت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" خطاب يعقوب ليتير السفير الصهيوني لدى واشنطن خلال اجتماعه مع زعماء المنظمات اليهودية فى الولايات المتحدة حرفيًا ونشرته:

وقال يعقوب ليتير يقول إن مصر ترفض استضافة اللاجئين الفلسطينيين مؤقتًا، رغم أن أفرادًا من عائلة السيسي يديرون وكالة سفر تتقاضى مبالغ ضخمة من الغزيين الراغبين في مغادرة القطاع.
إلا أنه أضاف أن "السيسي يخرق اتفاق السلام ويلعب على الجانبين مع حماس كما تطاول على قطر وتركيا"؟!

وأردف، "السيسي ينتهك اتفاق السلام الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين القدس والقاهرة، والاستفادة من يأس الفلسطينيين الذين يسعون إلى الفرار من قطاع غزة، والعمل بشكل مخادع لصالح حماس"!

ووجه السفير "لايتر" هذه الاتهامات خلال اجتماع عبر تطبيق زووم في 28 يناير مع المسؤولين التنفيذيين لمنظمات يهودية أمريكية كبرى.

وتعمل مصر كواحدة من الوسطاء بين الاحتلال الصهيوني وحماس من أجل تأمين إطلاق سراح الأسرى الصهاينة الذين أسرتهم حماس خلال هجومها في 7 أكتوبر 2023.

وقالت الصحيفة إن مصر رفضت الفكرة بشكل قاطع - وتمسكت بهذا الموقف في الأسابيع الأخيرة مع تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الفكرة كجزء من خطته للسيطرة على غزة - وطلبت ضمانات من الاحتلال الصهيوني بأن أولئك الذين يغادرون القطاع سيُسمح لهم بالعودة، كما قال دبلوماسي عربي كبير لـ"تايمز أوف إسرائيل".
وأضافت أن "مثل هذا الضمان لم يأت بعد، مما يزيد من توتر العلاقة الإستراتيجية.".

وأعرب سفير الكيان في واشنطن عن مخاوفه بشأن مصر خلال إحاطة قدمها لمؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية الكبرى، وهو أول اجتماع من نوعه يعقده مع المجموعة المظلة منذ وصوله إلى واشنطن الشهر الماضي.

وعين نتنياهو لايتر ليحل محل السفير السابق مايكل هيرتزوج، وهو شخصية أكثر اعتدالاً تم تكليفه بمهمة الحفاظ على العلاقات الإسرائيلية الأمريكية خلال إدارة بايدن.

وقالت إن "لايتر" أكثر تماشيًا مع اليمين "الإسرائيلي" وحركة الاستيطان على وجه الخصوص، وهو يحمل آراء ربما لم يتم استقبالها بشكل جيد من قبل الإدارة السابقة ولكنها تحظى بترحيب أكبر في ظل البيت الأبيض والكونجرس اللذين يسيطر عليهما الجمهوريون.

وأضاف لزعماء اليهود الأميركيين، ".. مصر تنتهك بشكل خطير اتفاق السلام في سيناء. وهذه قضية سوف تبرز إلى الواجهة لأنها غير مقبولة".

وأردف، "..نبني قواعد لا يمكن استخدامها إلا في العمليات الهجومية، ونقل الأسلحة الهجومية ــ وهذا انتهاك واضح. لقد تم تجاهل هذا الأمر لفترة طويلة، ولا يزال هذا الأمر مستمرًا، وسوف تكون هذه قضية سنضعها على الطاولة قريبًا جدًا وبكل تأكيد".

وزعم ليتر أن السيسي "يلعب على كلا الجانبين من المعادلة" في مواجهة حماس، على الرغم من أن الحكومة المصرية على خلاف كبير مع جماعة الإخوان المسلمين المرتبطة بحماس.

وزعم مبعوث الاحتلال أن مصر ستكون أكثر استعدادًا للتعاون مع الاحتلال الصهيوني ضد حماس إذا نجحت القدس في "إلحاق الهزيمة الحاسمة" بالجماعة الإرهابية في غزة.

وسُئل ليتر عن جهود الاحتلال الصهيوني للتخطيط لإدارة غزة بعد الحرب، وهي القضية التي عرضت القدس لانتقادات كبيرة، وخاصة من إدارة بايدن، التي زعمت أن فشل الاحتلال الصهيوني في تقديم بديل قابل للتطبيق لحماس سمح للجماعة الإرهابية - على حد وصفه - بملء الفراغات التي نشأت بشكل متكرر عندما غير جيش الدفاع الصهيوني عملياته في القطاع.

وردد ليتر حجة نتنياهو، الذي أكد أن مثل هذه التخطيطات لا يمكن أن تتم إلا بعد خروج حماس من الصورة، حيث لن يكون هناك أي هيئة حاكمة أخرى على استعداد لدخول غزة حتى ذلك الحين.

ودعا ليتر أن تفتح الحدود المصرية مع غزة، مؤقتا على الأقل، حتى يتمكن الراغبون في المغادرة من القيام بذلك.
وكان السيسي قد رد في الماضي بأن سلطات الاحتلال الصهيوني يجب أن تستوعب اللاجئين في صحراء النقب إذا كانت عازمة على تطهير القطاع.