كارثة إنسانية في السودان: تجميد المساعدات الأمريكية يهدد حياة الملايين بالجوع
الأحد 16 فبراير 2025 06:00 م
تشهد السودان كارثة إنسانية غير مسبوقة بعد قرار تجميد المساعدات الإنسانية الأمريكية، ما يهدد حياة آلاف السودانيين الذين يعتمدون على هذه المساعدات كمصدر أساسي للبقاء على قيد الحياة. وقد أدى هذا القرار إلى تفاقم الأزمة الغذائية في البلاد التي تعاني أصلاً من تداعيات الصراع المسلح والانهيار الاقتصادي.
إغلاق مطابخ الإغاثة وزيادة معاناة المتضررين
أدى وقف المساعدات إلى إغلاق نحو 40 مطبخًا للإغاثة في مختلف أنحاء السودان، كانت توفر الطعام لما بين 30 ألفًا و35 ألف شخص يوميًا. وأكدت متطوعة سودانية أن "كثيرًا من الناس سيموتون بسبب هذا القرار"، مشيرة إلى أن الأزمة تستهدف النساء والأطفال بشكل خاص، إذ يُحرمون من وجبات أساسية كانت تقدمها هذه المطابخ.
تحذيرات المنظمات الإنسانية
في هذا السياق، حذّر جاويد عبد المنعم، رئيس الفريق الطبي لمنظمة "أطباء بلا حدود" في مدينة أم درمان، من أن القرار ستكون له "عواقب مميتة"، مضيفًا أن "تجميد التمويل بشكل فوري كارثة أخرى تضاف إلى معاناة السودانيين الذين يكافحون في مواجهة العنف والجوع وانهيار النظام الصحي".
من جهته، أكد نائب مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان، إدمور توندلانا، أن الوضع يزداد سوءًا مع استمرار الصراع ونزوح المزيد من السكان وازدياد الحاجة إلى المساعدات الإنسانية. وأوضح أن "حوالى 30 مليون شخص في السودان يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية، بزيادة خمسة ملايين شخص عن العام السابق".
تداعيات كارثية على المجتمع السوداني
يعيش السودانيون ظروفًا صعبة جراء استمرار النزاع الداخلي، حيث تعاني الأسر من نقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب، إضافة إلى تدهور الخدمات الصحية. ويؤدي توقف المساعدات إلى زيادة حالات سوء التغذية، خاصة بين الأطفال الذين أصبحوا أكثر عرضة للأمراض بسبب نقص الغذاء والتراجع الحاد في الرعاية الصحية.
دعوات لاستئناف المساعدات الدولية
وسط هذه الأزمة المتفاقمة، دعت منظمات إنسانية ودولية المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل واستئناف تقديم المساعدات الإنسانية للسودانيين، محذرين من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر. وأكد خبراء في المجال الإنساني أن الحل الوحيد لمنع المجاعة وإنقاذ آلاف الأرواح هو إعادة فتح قنوات الدعم الإغاثي بشكل فوري.