في حوار مطول لصحيفة الشروق مع الدكتور باسم نعيم، رئيس الدائرة السياسية بحركة المقاومة الاسلامية حماس وعضو المكتب السياسي للحركة، يكشف تفاصيل الاتفاق، مستقبل المقاومة، وإدارة القطاع في "اليوم التالي".
إفشال مخططات التهجير ومصير إعادة الإعمار
أكد الدكتور باسم نعيم أن الشعب الفلسطيني في غزة استطاع إفشال كافة مخططات التهجير والوطن البديل، بما في ذلك الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن نقل سكان القطاع إلى مصر والأردن، وأوضح أن أي ربط بين إعادة الإعمار وتجريد المقاومة من سلاحها هو أمر مرفوض تمامًا، مشددًا على أن الشعب الفلسطيني قادر على إعادة بناء غزة، بشرط رفع الحصار.
هل يلتزم الاحتلال بوقف إطلاق النار؟
وحول فرص استمرار اتفاق وقف إطلاق النار، أشار نعيم إلى أن الاحتلال الصهيوني تاريخيًا غير ملتزم بالاتفاقات، مستشهدًا بالخروقات التي شهدها جنوب لبنان.
ورغم ذلك، أكد أن المقاومة ملتزمة بالاتفاق طالما كان ذلك في مصلحة الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن نتنياهو قد يفكر في العودة للحرب، لكن الضغوط الداخلية والدولية قد تحول دون ذلك.
ضمانات تنفيذ الاتفاق وانسحاب الاحتلال
كشف القيادي في حماس عن أن ضمانات الاتفاق تأتي من الوسطاء، وتحديدًا مصر وقطر والولايات المتحدة، إضافة إلى الضغوط السياسية والميدانية التي تمنع الاحتلال من التنصل من التزاماته، وأوضح أن الاتفاق ينص على انسحاب الاحتلال من غزة وإعادة انتشار قواته بمحاذاة الحدود، مع ضمان عدم اقتطاع أي جزء من أراضي القطاع.
إدارة غزة: من المسؤول؟
مع دخول الاتفاق حيز التنفيذ، تجدد الحديث عن "اليوم التالي"، خاصة مع استمرار رفض السلطة الفلسطينية لمقترح لجنة الإسناد، وأكد نعيم أن حماس لن تترك غزة للفراغ أو الفوضى، وستستمر في إدارتها إلى أن يتم التوافق على رؤية وطنية جامعة، ورفض أي مقترح لإدارة غزة من قبل قوات مشتركة أو دولية، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بأي حل مفروض عليه من الخارج.
ملف الأسرى وصفقة التبادل
فيما يخص تبادل الأسرى، أوضح نعيم أن المرحلة الأولى من الصفقة تشمل الإفراج عن 300 أسير محكوم بالمؤبد، و700 أسير بأحكام عالية، إضافة إلى 1000 أسير غزاوي وتبييض السجون من النساء والأطفال، كما شدد على أن المفاوضات في المرحلة الثانية ستشمل قيادات فلسطينية بارزة مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات، ولن تقبل المقاومة بأي "فيتو" إسرائيلي على إطلاق سراحهم.
معبر رفح وعودة النازحين
كشف نعيم أن معبر رفح سيفتح في البداية لخروج الجرحى والمرضى، ثم لاستقبال العائدين إلى غزة، وأشار إلى أن الاتفاق كان ينص على إدارة المعابر من قبل لجنة الإسناد، لكن مع تعطيل تشكيلها، سيتم الاعتماد على شخصيات عملت سابقًا في تشغيل المعبر بالتنسيق مع جميع الأطراف.
مستقبل سلاح المقاومة
أكد نعيم أن الاتفاق لا يتضمن أي بند يشير إلى تجريد المقاومة من سلاحها، مشددًا على أن السلاح سيظل جزءًا من معادلة الصراع حتى تحقيق الحقوق الفلسطينية، وأضاف أن المقاومة قدمت رؤية سياسية تتضمن ثلاث مراحل: وقف العدوان وإغاثة السكان، وتحقيق الوحدة الوطنية، ثم التفاوض على حل سياسي يمثل جميع الفلسطينيين.
لغز محمد الضيف
وعن مصير القائد العسكري لكتائب القسام، محمد الضيف، بعد ادعاءات الاحتلال باغتياله، قال نعيم: "لدينا إشارات عديدة بأنه لم يستشهد"، مؤكدًا أن اغتيال القادة لن ينهي مسيرة المقاومة.
دور مصر والوسطاء
أعرب نعيم عن تقديره للدور المصري في الوساطة، مشيرًا إلى أن القاهرة لعبت دورًا محوريًا في دفع الاتفاق إلى الأمام، كما تبذل جهودًا لإقناع السلطة الفلسطينية بقبول لجنة الإسناد كحل مؤقت لإدارة غزة.