في خطوة فجّرت حالة من الجدل داخل الأوساط السياسية والعسكرية الصهيوني، ندد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يوم الخميس بما وصفه بـ"المشاهد الصادمة" التي رافقت تسليم ثلاثة أسرى صهاينة في قطاع غزة.
وتزامن هذا الغضب الرسمي مع قرار مفاجئ بتعليق إطلاق سراح الدفعة الثالثة من الأسرى الفلسطينيين، مما زاد من حدة التوتر في المنطقة وألقى بظلال قاتمة على تنفيذ صفقة التبادل الجارية.
 

نتنياهو وبن غفير.. غضب في الداخل المحتل
   في بيان رسمي، قال نتنياهو: "أرى بهلع شديد المشاهد الصادمة خلال إطلاق سراح رهائننا، هذا دليل إضافي على قسوة حركة حماس التي لا توصف"، وذلك في إشارة إلى الحشود الفلسطينية التي احتشدت في خان يونس وجباليا لمتابعة عملية التسليم وسط انتشار واسع لمقاتلي كتائب القسام وسرايا القدس.

أما وزير الأمن القومي الصهيوني اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، فذهب إلى أبعد من ذلك، إذ اعتبر ما حدث "فشلاً إسرائيليًا كاملًا"، وليس "انتصارًا كاملاً"، مشيرًا إلى أن المشاهد القادمة من غزة "تكشف حقيقة الصفقة المتهورة التي وقعت فيها الحكومة الإسرائيلية"، حسب وصفه.
وأضاف عبر منصة "إكس": "يجب حرمان غزة من المساعدات الإنسانية والوقود والكهرباء والمياه، وسحقها عسكريًا حتى يتوسلوا لإعادة رهائننا، لكن الحكومة قررت الاستسلام".
 

تعليق الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.. خطوة مفاجئة
   في خضم هذا الجدل، أعلنت وسائل إعلام الاحتلال، من بينها صحيفة يسرائيل هيوم، أن المستوى السياسي في الكيان الصهيوني قرر تعليق إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المقرر اليوم.
فيما نقلت هيئة البث العبرية عن مصدر سياسي أن التأجيل جاء كرد فعل على المشاهد القادمة من غزة، وخاصة من خان يونس جنوبي القطاع.

كان من المفترض أن تشمل هذه الدفعة 110 أسرى فلسطينيين، لكن القرار الصهيوني المفاجئ أثار تساؤلات حول مستقبل الصفقة التي تمت بوساطة قطرية ومصرية، وما إذا كان الاحتلال سيمضي قدمًا في تنفيذ بقية بنودها.
 

رد حماس.. رسالة تحدٍ وإصرار فلسطيني
   من جانبها، ردّت حركة حماس على هذه التطورات ببيان رسمي أكدت فيه أن "الاحتشاد الجماهيري خلال تسليم الأسرى الصهاينة في جباليا وخانيونس وسط الدمار هو رسالة للمحتل بأن الشعب الفلسطيني باقٍ في أرضه ولن يرحل".

وأضافت الحركة أن "ما جرى اليوم هو تأكيد جديد على وحدة المقاومة الفلسطينية، وقدرتها على التحكم في المشهد"، معتبرة أن "المشاهد التي أغضبت الاحتلال كانت بمثابة نصر رمزي لشعبنا، وإشارة واضحة إلى أن المقاومة لا تزال متماسكة وقادرة على فرض شروطها".
 

تفاصيل عملية التسليم وأجواء غزة
   تمت عملية التسليم وسط حشد جماهيري كبير في خانيونس، حيث تم إطلاق سراح الأسيرة الصهيونية أربيل يهود والمحتجز غادي موزيس، بينما سبق ذلك تسليم المجندة آغام بيرغر للصليب الأحمر في جباليا، بعد إخراجها من مبنى مدمر بفعل القصف الصهيوني.

وكانت كتائب القسام قد أعلنت، مساء الأربعاء، أنها ستفرج عن هؤلاء الأسرى مقابل 110 أسرى فلسطينيين في إطار تنفيذ المرحلة الثالثة من اتفاق تبادل الأسرى الذي تم التوصل إليه بوساطة دولية.