في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة، كشفت وسائل إعلام صهيونية عن وجود نقاشات جادة داخل المستويين السياسي والأمني في الكيان الصهيوني حول تداعيات انسحاب أميركي محتمل من سوريا، وسط مخاوف من تغيّر التوازنات العسكرية في المنطقة وتأثير ذلك على مصالح الاحتلال الصهيوني.
رسائل أمريكية تثير القلق الصهيوني
بحسب تقرير نشره معلق الشؤون السياسية في قناة "كان" الإسرائيلية، سليمان مسودة، فإن مسؤولين كبارًا في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أرسلوا رسائل واضحة إلى حكومة الاحتلال تفيد بأن البيت الأبيض يدرس جدّيًا قرار سحب القوات الأميركية من سوريا.
وأشار مسودة إلى أن هذا القرار، الذي جرى مناقشته في الدوائر السياسية والعسكرية الصهيونية خلال الأسابيع الأخيرة، قد يشكل تحولًا كبيرًا في المشهد الإقليمي، خاصة مع وجود عدة آلاف من الجنود الأميركيين المنتشرين في قواعد استراتيجية داخل سوريا، والذين يؤدون دورًا محوريًا في التوازن العسكري بالمنطقة، لا سيما في ما يتعلق بمواجهة النفوذ الإيراني وحماية مصالح الاحتلال الصهيوني.
تأثير مباشر على الأكراد وخشية من اجتياح تركي
من أبرز المخاوف الصهيونية، وفق التقرير، أن انسحاب القوات الأميركية قد يؤدي إلى تقويض الدعم العسكري والسياسي للأكراد في شمال سوريا، مما قد يفتح الباب أمام عملية عسكرية تركية في المنطقة.
وقال مسودة إن قيادة الاحتلال قلقة للغاية من أن تستغل تركيا الفراغ الأميركي لتنفيذ اجتياح عسكري ضد القوات الكردية، وهو ما قد يؤدي إلى إعادة رسم خريطة النفوذ في سوريا، بما لا يخدم المصالح الصهيونية.
التطورات السياسية في سوريا تُلقي بظلالها
يأتي هذا القلق الصهيوني في وقت تشهد فيه الملف السوري تحولات متسارعة، فقبل أسبوعين، صرّح قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع بأن "الكل متفق على ضرورة إنهاء التقدم الصهيوني داخل سوريا، وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه سابقًا".
وفي خطوة لافتة، أعلن الشرع، بعد لقائه رئيس الوزراء القطري، أن سوريا مستعدة لاستقبال قوات من الأمم المتحدة في المنطقة العازلة، وهو ما يشير إلى تحركات دبلوماسية تهدف إلى تقليل النفوذ الصهيوني في سوريا وإعادة الوضع العسكري إلى ما كان عليه قبل التصعيد الأخير.
مخاوف صهيونية من "النهج الانفصالي" لترامب
أحد أبرز الجوانب التي تُثير قلق قادة الاحتلال الصهيوني هو ما وصفه مسودة بـ"النهج الانفصالي لترامب"، إذ يرون أن السياسة الأميركية الحالية لا تعطي الأولوية لمصالح الاحتلال الأمنية كما كانت في السابق.
وأشار التقرير إلى أن الانسحاب الأميركي، إن تم، قد يترك الاحتلال الصهيوني أمام مشهد إقليمي أكثر تعقيدًا، حيث سيجد نفسه مضطرًا إلى التعامل مع النفوذ الإيراني المتزايد في سوريا، وتراجع الدعم الأميركي التقليدي لمصالح الاحتلال الصهيوني.