شهدت مصر خلال السنوات القليلة الماضية عدة جرائم بشعة، هزت الرأي العام، وانشغل بها الشارع فترات طويلة، لما كانت تتسم به من الوحشية والدموية والعنف، وكان آخرها مقتل شخص وفصل رأسه على يد جاره في أحد الشوارع بمحافظة الأقصر أول أمس الثلاثاء.
ونستعرض في هذا التقرير أبرز 7 جرائم اتسمت بالعنف والدموية في الشارع المصري.
حكاية جريمة طبيب الساحل
ومن هذه الجرائم، جريمة طبيب الساحل، أسامة صبور، حيث قررت النيابة إحالة طبيب بشري ومشرف إداري يعمل بعيادته وامرأة تربطه بها علاقة زواج عرفي، إلى محكمة الجنايات.
وأشارت إلى أن تحقيقاتها مع المتهمين انتهت إلى ثبوت اتهامهم بجناية قتل طبيب بشري عمدًا مع سبق الإصرار المقترنة بجنايات خطفه بالتحايل، وسرقته بالإكراه، واحتجازه بدون وجه حق، وتعذيبه بدنيًّا قبل القتل؛ لرغبتهم في الاستيلاء على أمواله، بعدما أوعز إليهم الطبيب المتهم بذلك لمعرفته بالمجني عليه وعلمه بثرائه.
وكانت تحقيقات النيابة العامة قد انتهت إلى أن المتهمين الأول والثاني قد قتلا الطبيب المجني عليه الذي كان على علاقة زمالة بالمتهم الأول عمدًا مع سبق الإصرار، واشتركت المتهمة الثالثة معهما في ارتكاب الجريمة بطريقي الاتفاق والمساعدة، حيث أعد القاتلان مقبرة له في عيادة الطبيب المتهم وجهزا فيها عقاقير طبية وفرتها المتهمة الثالثة لهما لحقن المجني عليه بها حتى الموت، ولكي ينقلوه إلى تلك المقبرة استدرجوه بداية إلى وحدة سكنية استأجروها، حيث اتصلت المتهمة بالمجني عليه وأوهمته بحاجة والدتها لتوقيعه كشفًا طبيًّا منزليًّا عليها لكبر سنها وضعفها، فاستجاب لادعائها.
كما اتفقت معه بالمتهم الثاني الذي تظاهر له بنقله إلى حيث مسكن المريضة، فاستدرجه إلى الوحدة السكنية، والتي كان يتربص له فيها الطبيب المتهم.
بعد وصول المجني عليه إلى الشقة، أجهز المتهمان عليه وحقنه الطبيب المتهم بعقار مخدر، وتعديا عليه بالضرب وبصاعق كهربائي، وسرقا منه بالإكراه هاتفه المحمول ومبلغًا نقديًّا كان معه، وبطاقاته الائتمانية، ثم أحضرا كرسيًّا نقالًا وتظاهرا -بعد غيابه عن الوعي- بمرضه ونقلاه إلى العيادة التي فيها المقبرة التي حفراها سلفًا، فألقياه بها بعد أن قيّدا حركته بوثاق، وعصبا عينيه وكمما فاه، وأمعنا في حقنه بجرعات إضافية من العقاقير المخدرة، قاطعين سبل الحياة عنه، قاصدين بذلك قتله، حتى أوديا بحياته، فواريا جثمانه التراب داخل المقبرة.
وكشفت التحقيقات أن المتهمين أعدوا حفرة للدفن مسبقًا، وأنهم حقنوا المجني عليه أسامة صبور بمواد مخدرة ومهدئة، وتركوه داخل الحفرة يومين متتاليين دون طعام.
وفجر محامي القتيل مفاجأة مدوية في تصريحات خاصة حيث قام القتلة بسحب حوالي لتر كامل من دم القتيل ووضعوه في زجاجة بلاستيكية كبيرة كنوع من التشفي، وفقًا لـ"العربية.نت".
سيدة فاقوس
وهي الجريمة صدمت مصر برمتها حين أقدمت أم على ذبح طفلها البالغ خمس سنوات، وأشيع حينها أنها طهت جثته وأكلت أجزاء منها، كما انتشرت شائعات تفيد بأنها تعاني من اضطراب نفسي.
إلا أن تطورات جديدة طرأت على القضية كشفت غير ذلك، وأكدت أنها لا تعاني من أي مرض نفسي، كما كان يعتقد.
جاء في أمر الإحالة أن "المتهمة قد عقدت العزم وبيتت النية على قتل طفلها المجني عليه لرغبتها في الاستئثار به مع خوفها من أن يبعده عنها مُطلقها، وأعدت لذلك عصا فأس كانت بمسكنها وغلقت منافذه وانفردت بالمجني عليه مستغلة اطمئنانه إليها وسكونه في وجودها، فغافلته وانهالت على رأسه بثلاث ضربات بالعصا قاصدة إزهاق روحه فأحدثت إصابته الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي أودت بحياته.
وفي سبيل إخفاء أثر جريمتها وحتى لا يفتضح أمرها قطّعت جثمانه إلى أشلاء وانتزعت اللحم عن العظم وأذابت الأحشاء وبعض الأشلاء بطهيها لإخفاء معالمها، وقبيل ضبطها من ذويها والجريمة متلبسة بها جمعت ما تبقى من الأشلاء والعظام وأخفتهم بدلو حتى اكتشف أمر جريمتها على النحو المبين في التحقيق.
سفاح الإسماعيلية
في نوفمبر 2021 شهدت أحد الشوارع بمحافظة الإسماعيلية، جريمة هزت أنحاء المحافظة، بعدما أقدم الشاب عبد الرحمن نظمي الشهير بـ"دبور" على ذبح عامل وسط الشارع أمام أعين المارة باستخدام سلاح أبيض "ساطور"، ولم يكتف الشاب بذلك بل فصل رأس العامل عن جسده وتجول بها بين المارة في مشهد مرعب وسط ذهول المواطنين الذين تعالت صيحاتهم.
بعد مرور 66 يومًا على الحادث أسدلت محكمة جنايات المنصورة الستار عن القضية، وقضت بمعاقبة المتهم بالإعدام شنقًا، وفي 22 مايو 2024 أيدت محكمة الطعن حكم إعدام المتهم ورفض الطعن المقدم من سفاح الإسماعيلية.
جريمة نيرة أشرف
في 20 يونيو 2022 شهد محيط جامعة المنصورة مقتل الطالبة نيرة أشرف على يد زميلها محمد عادل في وسط النهار وأمام أعين المارة، باستخدام سلاح أبيض "سكين" بعدما رفضت الطالبة الارتباط به، وفي 6 يوليو 2022 قضت محكمة جنايات المنصورة بالإعدام شنقًا على المتهم، وفي 9 فبراير 2023 رفضت محكمة النقض الطعن المقدم من المتهم على حكم إعدامه، وفي 14 يونيو 2023 نفذت مصلحة السجون بجمصة حكم إعدام المتهم بقتل الطالبة نيرة.
مؤذن الإسكندرية
في مارس 2023 وبالتحديد في اليوم الثاني من أيام شهر رمضان أقدم شقيقان ووالدهما على قتل مؤذن متطوع وسط الشارع أمام مسجد بمنطقة مينا البصل في محافظة الإسكندرية لخلافات حول رفع آذان العشاء، حيث انتظر المتهمان خروج المؤذن من المسجد وقاما بالتعدي عليه أمام المارة ليلفظ أنفاسه الأخيرة في مشهد مروع.
جريمة قهوة أسوان
في 30 أكتوبر 2024 شهدت منطقة الكوربة في مصر الجديد مقتل صاحب مقهى أمام المارة على يد صاحب العقار الذي يتواجد فيه المقهى بسبب خلافات حول ملكية محل عصير، وتعدى فيها المتهم على صاحب المقهى بعدة طعنات متفرقة بالجسد وحاول الأهالي تخليص المجني عليه من يد المتهم الشهير بـ "حمص" إلا أنه لم يستطيعوا ليلفظ صاحب المقهى أنفاسه الأخيرة في مشهد مرعب أمام الجميع، وتنظر المحكمة القضية والتي قررت تأجيلها إلى 1 فبراير المقبل لاستكمال المرافعة.
فصل رأس عامل بالأقصر
وشهد أمس الثلاثاء الشارع المصري جريمة بشعة اهتزت لها الأنفس، إذ سجل مقطع فيديو قتل شاب لجاره وفصل رأسه بطريقة مروعة باستخدام سكين ثم تجول برأسه في الشارع في منطقة أبو الجود وسط مدينة الأقصر، الأمر الذي أصاب الكثير بالرعب والذهول.
وفي هذا الصدد يقول الدكتور جمال فرويز استشاري الصحة النفسية، إن ارتكاب هذه الجريمة المروعة آخرها بالأقصر وغيرها من الجرائم المتشابهة قد يرجع إلى غياب الوعي الثقافي والديني، بالإضافة إلى كثرة مشاهدة الفيديوهات التي تحتوي على جرائم العنف مثل الأعمال الدرامية أو فيديوهات على أرض الواقع التي رصدتها الكاميرات المتواجدة عبر السوشيال ميديا، والتي تخزن داخل المخ عند بعض الأشخاص ويتم تطبيقها خلال التعرض لمواقف متشابهة.
وتابع "فرويز" أن ارتكاب هذه الجرائم المتكررة يرجع سببها أيضًا إلى تعاطي المواد المخدرة المستحدثة مثل الأيس والاستروكس والشابو التي قد تسبب بعض الأمراض النفسية لدى الشخص المتعاطي وتسبب له اضطراب ذهاني ناتج عن تعاطي المخدرات، وفقًا لـ"الشروق".
وأضاف أن الشخص الذي يعاني من الاضطراب النفسي مثل مرض الهوس يرتكب جرائمه بدون تميز، وليس بالقتل بهذه الوحشية وفصل الرأس والتجول بها وسط الشارع وأمام أعين المارة، فقد يكون مرتكب الجريمة مصابًا باضطراب ذهاني ناتج عن تعاطي المواد المخدرة بالإضافة إلى مشاهدة بعض الفيديوهات التي تحوي على جرائم العنف.