انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصور تظهر مستودعًا للذخيرة والصواريخ المقدمة من أبوظبي لقوات الدعم السريع في مدينة ود مدني بالسودان، بحسب ما يدعيه الجيش السوداني بعد أن سيطر على المدينة الاستراتيجية من قوات الدعم السريع.

وتظهر مقاطع الفيديو أعضاء من الجيش السوداني يتجولون حول المستودع المليء بصناديق كبيرة، ويقول جندي سوداني إن الأسلحة كلها مصدرها أبوظبي.

وقال موقع "ميدل إيست آي" إنه حاول التواصل مع سفارة الإمارات في واشنطن للتعليق على هذه الفيديوهات، إلا أن السفارة لم ترد حتى وقت نشر هذا التقرير.

وقالت القوات المسلحة السودانية، إنها سيطرت بالتعاون مع جماعات مسلحة متحالفة معها على مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة السودانية.

وظلت المدينة لمدة عام تحت سيطرة قوات الدعم السريع، وهي القوة شبه العسكرية التي تقاتل حاليا الجيش السوداني في حرب أهلية مستمرة منذ أبريل 2023.

واعترف قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بالهزيمة في ود مدني لكنه أكد أن الحرب لم تنته بعد.

وقال في تصريح نقلته الجزيرة "لقد خسرنا ود مدني لكننا سنستعيدها، الناس بحاجة فقط إلى إعادة تجميع صفوفهم وإعادة تنظيم أنفسهم وإعادة تقييم أنفسهم".

وأدت الحرب في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى نزوح أكثر من 11 مليون شخص، بحسب المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، مع وجود أكثر من ثمانية ملايين شخص على شفا المجاعة بحسب الأمم المتحدة.

واتُّهمت قوات الدعم السريع بارتكاب فظائع واسعة النطاق وانتهاكات لحقوق الإنسان في جميع أنحاء الولاية، حيث أفادت تقارير لموقع "ميدل إيست آي" عن حالات متعددة من الاعتداء الجنسي التي ارتكبتها المجموعة شبه العسكرية.

كما استفاد المقاتلون من جانبي الصراع من الحرب من خلال تهريب وبيع السلع الحيوية بما في ذلك الغذاء والوقود والأدوية، إضافة لذلك، شاركت جهات أجنبية في الحرب، بما في ذلك أبوظبي التي دعمت قوات الدعم السريع.

وكان الموقع البريطاني قد نقل عن مصادر في وقت سابق قولها إن الدعم العسكري المقدم من أبوظبي لقوات الدعم السريع أبقى المجموعة "في القتال وسمح لها بالاستمرار فيه، مع عدم وجود نهاية في الأفق".

وفي ديسمبر، ذكرت وكالة رويترز أن عشرات الرحلات الجوية القادمة من الإمارات هبطت في مهبط للطائرات في تشاد كان يستخدم لنقل الأسلحة عبر الحدود إلى السودان، وفي يناير 2024، قالت لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة، مستشهدة بمزاعم "موثوقة"، إن أبوظبي كانت تقدم إمدادات عسكرية للصراع عبر مهبط للطائرات في تشاد، ونفت الإمارات ذلك، مؤكدة أنها أرسلت مساعدات إلى السودان، وليس أسلحة.

وقال مسؤول غربي في وقت سابق لموقع ميدل إيست آي، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن العديد من المسؤولين الأميركيين اعتبروا أن أبوظبي هي "المشعِلة" للحرب. ومع ذلك، كانت الإدارة "مشتتة للغاية" دائمًا للضغط على أبوظبي بجدية بشأن هذا الدعم.

الفيديو:
https://x.com/tajalsserosman/status/1878121929288114227