في يناير الجاري، أُطلق سراح 11 سجينًا يمنيًا إلى سلطنة عمان، وعودة ريضة بن صالح اليزيدي إلى تونس، بعد احتجاز دام أكثر من 20 عامًا دون تهمة.
وبالرغم من انخفاض عدد المعتقلين إلى 15 شخصًا فقط، لا تزال آثار السجن تشكّل تهديدًا دائمًا للمسلمين، وتعكس استمرار السياسات الإمبريالية الأمريكية القائمة على الإقصاء.
تستأجر الولايات المتحدة قاعدة جوانتانامو منذ 1903 بعد الاستيلاء عليها من إسبانيا، وهو احتلال دائم يعزز الهيمنة الأمريكية.
وفي سياق "الحرب على الإرهاب"، تحول السجن إلى أداة لقمع المسلمين وتجريمهم، حيث شُنّت حروب على دول ذات أغلبية مسلمة، وسُجن فيها الآلاف دون محاكمات عادلة.
بحسب مذكرة قانونية، اعتُبر السجناء "مقاتلين غير قانونيين"، محرومين من الحماية بموجب اتفاقيات جنيف.
ويُشير الفيلسوف جورجيو أجامبين إلى أنهم اختُزلوا إلى "حياة عارية" خالية من أي حقوق قانونية أو سياسية.
ورغم الإفراج عن عدد كبير من المعتقلين، إلا أن الإقصاء الذي تعرضوا له يلازمهم كوصمة دائمة.
يعتبر جوانتانامو رمزًا للإسلاموفوبيا المؤسسية، حيث استُخدم كأداة لتبرير العنف ضد المسلمين.
يقول الجنرال ريتشارد مايرز عن أول دفعة من المعتقلين إنهم "خطرون جدًا لدرجة أنهم قد يُسقطون طائرة بأجسادهم".
أما مصطلح "أسوأ الأسوأ" الذي استخدمه الجنرال مايكل لينهرت، فقد كرّس صورة العدو المسلم كمبرر للعنف والإقصاء.
حتى اليوم، يظل السجن أداة سياسية تهدد المسلمين، كما حدث في 2017 عندما اقترح الرئيس دونالد ترامب إرسال سعيد فوللو سايبوف إلى جوانتانامو بعد حادثة شاحنة نيويورك.
في النهاية، ليس جوانتانامو مجرد سجن، بل رمزٌ متجدد للقمع والعنف الموجه ضد المسلمين، وإرثٌ للإمبريالية الأمريكية المستمرة.
https://www.middleeasteye.net/opinion/twenty-three-years-guantanamo-omnipresent-threat-muslims