فيما يبدو أنه خطوة على غرار خلع أحمد شعبان (الذراع الأيمن لعباس كامل) من الإعلام، يعتزم قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي إيجاد بديل سريع لحزب (مستقبل وطن) الذي شكلته المخابرات، ويحوز الأغلبية في برلمان العسكر، وشكله أيضا مدير مكتب السيسي المقال عباس كامل.

ويبدو الحزب البديل لـ (مستقبل وطن) يستثمر إبراهيم العرجاني الذي لمع اسمه في الوسط السياسي تحت مظلة ما يسمى (اتحاد القبائل والعائلات المصرية)، فيضم إلى جوار العرجاني علي عبدالعال رئيس برلمان السيسي السابق (مرشح لرئاسة الحزب الجديد)، والدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان السابق (الأمين العام للحزب)، والسيد القصير وزير الزراعة السابق، (أمين التنظيم) ونيفين القباج وزيرة التضامن السابقة، وعادل لبيب وزير التنمية المحلية الأسبق!

بعض التقارير قالت إن رئيس الحزب السياسي الجديد سيكون علي عبدالعال، ومن المتوقع ان يحمل اسم (كيان مصر)، إضافة لمناقشة أسماء أخرى، منها (الاتحاد المصري الوطني) و(الحرية الديموقراطي)، على أن يتم جمع توكيلات التأسيس قبل نهاية شهر ديسمبر الجاري، تحت مظلة اتحاد القبائل.

وعقد اتحاد القبائل والعائلات المصرية اجتماعًا تأسيسيًا اليوم لوضع تصور شامل لإطلاق الحزب لانطلاقة رسميًا خلال المرحلة المقبلة في أفخم فنادق التجمع.

ومن المتوقع أن يضم الحزب عدد من الكوادر السياسية منهم نائب برلمان السيسي أحمد رسلان، واللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية الأسبق، وآخرين سيظهرون بمجرد انطلاقه رسميًا.

وكانت آخر فعاليات نظمها اتحاد القبائل احتفالية نصر أكتوبر التي كانت في 23 أكتوبر الماضي، وينشط الاتحاد باجتماعات تنظيمية بزعم أن "تكون القبائل والعائلات المصرية درعًا حصينًا في مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة، والعمل على دعم الاستقرار الوطني في ظل الظروف الراهنة"!

الحاضرون في فندق التجمع ناقشوا موضوعات منها توسيع دور الاتحاد في جهود التنمية بالمحافظات المختلفة، وتعزيز التواصل بين أبناء الوطن، بحسب صحف محلية.

ومن المقرر أن تنطلق انتخابات "مجلس النواب" المقبلة في 12 نوفمبر 2025، وفقًا للمادة 106 من الدستور التي تنص على: أن "مدة عضوية مجلس النواب تستمر 5 سنوات ميلادية، تنطلق من تاريخ أول اجتماع له، ويجرى انتخاب المجلس الجديد خلال الستين يومًا السابقة على انتهاء مدته المقررة".

الدورة الحالية لبرلمان السيسي تستمر حتى 12 يناير 2026، وطبقًا للقانون، تجرى انتخابات البرلمان الجديد قبل 60 يومًا من انتهاء مدة المجلس الحالي أي في 12  نوفمبر 2025.

وأسست السلطة قائمةً تحمل اسم في حب مصر في انتخابات 2015، قبل أن يقود حزب مستقبل وطن قائمة من أجل مصر في انتخابات 2020.

واعتبر مراقبون أن إقدام اتحاد القبائل على تأسيس حزب، يعني انتهاء دور حزب مستقبل وطن الذي تصدر أحزاب النظام خلال  السنوات السابقة.

وأثار العرجاني بتأسيس اتحاد القبائل العربية، ردود فعل واسعة في إبريل الماضي، حيث عقد أول لمؤتمر له في منطقة العجراء جنوبي مدينة رفح المصرية، بمشاركة 30 قبيلة سيناوية مصرية، واختيار قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي رئيسًا شرفيًا للاتحاد، كما تم الإعلان عن تغيير اسم قرية العجراء إلى مدينة السيسي.!

وأعلن الاتحاد عن أهدافه، وهي: دمج القبائل تحت مظلة وطنية، وجعلها سندًا للدولة لدعم الأمن في المناطق الخاضعة للقبائل، ودعم التنمية.

واعترضت الحركة المدنية المعارضة آنذاك، على تأسيس الاتحاد، ورفضت دعم كيانات ذات طبيعة سياسية أو اقتصادية أو عسكرية، ووجود مليشيات في سيناء.

وتحول العرجاني - وهو من شيوخ قبيلة الترابين أحد أكبر قبائل سيناء، خلال العقد الماضي - من مطلوب ومتهم بقتل وخطف عناصر من الشرطة، إلى أحد مؤسسي اتحاد قبائل سيناء التي ساندت الجيش في مواجهة المسلحين الإسلاميين بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي عام 2013.

وتعرض العرجاني في 2008، للاعتقال لمدة عامين بتهمة اختطاف عناصر من الشرطة ردًا على مقتل 3 من قبيلته، قبل أن يشارك في تأسيس اتحاد قبائل سيناء الذي لعب دورًا في القضاء على تنظيم ولاية سيناء.

وبات العرجاني، واحدًا من أهم رجال الأعمال المصريين، من خلال مؤسسة أبناء سيناء التي تولت إحدى شركاتها عمليات إعادة الإعمار في قطاع غزة، ضمن المبادرة التي أعلنها قائد الانقلاب السيسي بقيمة 500 مليون دولار في مايو 2021.

وفي يناير 2022، عيّن السيسي، العرجاني عضوًا بمجلس إدارة الجهاز الوطني لتعمير شبه جزيرة سيناء وهي هيئة اقتصادية عامة، كانت تتبع منذ تأسيسها في العام 2012 رئاسة الوزراء، ثم صدر القرار رقم 172 لسنة 2020، قضى بنقل الإشراف عليها إلى وزارة الدفاع بدلاً من رئاسة مجلس الوزراء.

ويملك العرجاني شركة هلا للسياحة وتتبع مجموعة سيناء للاستثمار والتي تلعب دورًا في معبر رفح، بسبب تحصيل آلاف الدولارات من راغبي دخول مصر من أهالي قطاع غزة فيما عرف بـ"تنسيق هلا".