أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فتوى بشأن واجب الحكومات الإسلامية تجاه الغزو الصهيوني على غزة.
وقال الاتحاد: إن لجنة الاجتهاد والفتوى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في اجتماع دائم ومستمر لمتابعة هذا العدوان الغاشم من الصهاينة المجرمين على أهل غزة؛ وذلك للصدع بالحق وبيان الواجب على الأمة تجاه ما يحصل لأهلنا في غزة.
وأفتت اللجنة بما يلي:
أولًا: يتعين شرعاً على الأنظمة الحاكمة والجيوش الرسمية التدخل العاجل لإنقاذ غزة من الإبادة الجماعية والتدمير الشامل، التزاماً تاماً بواجب النصرة لفلسطين دينياً وسياسياً وقانونياً وأخلاقياً، وبموجب المواثيق الدولية والمصالح الإستراتيجية للمنطقة والأمة، وبمقتضى ولايتهم الشرعية على الشعوب.
ثانيًا: يتعين شرعاً واجب التدخل العسكري والإمداد بالمعدات والخبرات العسكرية، وفقا لما يلي:
1- على الداخل الفلسطيني على مستوى السلطة الفلسطينية وكافة الفصائل المقاومة في الضفة و48
2- على دول الطوق الأربع؛ بدءًا بمصر ثم الأردن وسورية ولبنان.
3- على كافة الدول العربية والإسلامية بالتنسيق مع الداخل الفلسطيني ودول الطوق الأربع، ضمن تحالف عاجل يتجاوز حالة التردد والضعف التي استمرت لعقود، التي أدت إلى إمعان المحتل في جرائمه غير المحصورة، التي أصبحت تنذر بمحرقة عامة وشاملة، وانهيار شامل للمنطقة والمحيط.
ثالثًا: الواجب شرعاً على العلماء والنخب والهيئات بأنواعها التحرك العاجل للقيام بواجبها؛ من الضغط على الأنظمة الحاكمة والجيوش الرسمية والمؤسسات السياسية التشريعية والبرلمانية والقضائية للتدخل العاجل والتحرك السريع، وعلى أن تتحمل مسؤولياتها الدينية والتاريخية والدستورية والإستراتيجية.
رابعًا: إن أخطر ما تصاب به الشعوب حالات اليأس من نيل حقوقها وصد المظالم عنها، ما قد ينذر بانفلات عام وهيجان لا يعلم إلا الله مداه ومآله، وخاصة أمام العدوان الصهيوني الأخير بدعم غربي كامل وفاضح ومستفز، وبتخذيل المقاومة ومئات الملايين المناصرة لها، والعمل على اجتثاث كل عضو وحبس كل صوت وكتم كل نفس، لغرض الإبادة العامة والتدمير الشامل واستبدال الأرض بغير الأرض، وكذلك أمام مسارات العبث والمماطلة والكذب والخيانة، لعهود وعقود، دون فائدة، بل بمزيد من التدمير والتهجير والاستيطان والإمعان في العدوان والإفساد.
خامسًا: إن الدعم الغربي الشامل عسكرياً ومالياً وإعلامياً ودبلوماسياً وإستراتيجياً يحتم على الدول العربية والإسلامية المعاملة بالمثل عسكرياً ومالياً وإعلامياً ودبلوماسياً وإستراتيجياً، لتحقيق التوازن الدولي ومنع الطغيان الذي قد يقابله الهيجان؛ ما قد ينذر بالانهيار والطوفان، ولا يعقل أن تظل الجيوش الرسمية التي بلغ عددها أربعة ملايين، التي ينفق عليها سنوياً بـ170 مليار دولار، أن تظل حبيسة ثكناتها وأن تصدأ أسلحتها وتنهار منظوماتها، والأمة تنهار والعالم يهوي.
سادسًا: إن الجهاد والإمداد في فلسطين واجب شرعي ومسؤولية إسلامية وإنسانية، ويحرم شرعاً السكوت عن العدوان وعدم صده ورده بتحرك الأنظمة الحاكمة والجيوش الرسمية الأقرب فالأقرب، والأولى فالأولى، وأن ترك غزة و«الأقصى» والقدس وفلسطين للإبادة والتدمير خيانة لله ورسوله والمؤمنين، ومن أكبر الكبائر وأعظم الذنوب عند الله تعالى.