قدمت جنوب أفريقيا، يوم الاثنين، أدلة جديدة إلى محكمة الأمم المتحدة العليا لتعزيز اتهاماتها بأن الاحتلال الصهيوني يرتكب إبادة جماعية في قطاع غزة المحاصر، بحسب وكالة الأناضول.
وقال سيريل رامافوزا، رئيس جنوب أفريقيا، إن النصب التذكاري، كما يُعرف في اللغة القانونية، يتضمن أدلة جديدة على أن الاحتلال الصهيوني "انتهكت اتفاقية الإبادة الجماعية من خلال الترويج لتدمير الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة، وقتلهم جسديًا بمجموعة متنوعة من الأسلحة المدمرة، وحرمانهم من الوصول إلى المساعدات الإنسانية".
وتظهر الأدلة أن تصرفات الاحتلال الصهيوني تهدف إلى التدمير المادي للفلسطينيين فضلاً عن "تجاهل وتحدي" العديد من التدابير المؤقتة التي أمرت بها محكمة العدل الدولية في وقت سابق.
وأضاف أن الاحتلال الصهيوني "يستخدم التجويع كسلاح حرب وتعزيز أهداف الاحتلال لإخلاء غزة من خلال الموت الجماعي والتهجير القسري للفلسطينيين"، في إشارة إلى الأدلة المفصلة في أكثر من 750 صفحة من النص، مدعومة بمعروضات وملاحق تزيد عن 4000 صفحة.
وتابع: "مجموعة الأدلة الجديدة قد لا يتم الكشف عنها للعامة".
وأردف: "تقديم الأدلة يأتي في الوقت الذي تكثف فيه قوات الاحتلال الصهيوني قتل المدنيين في غزة ويبدو الآن أنها عازمة على اتباع مسار مماثل من الدمار في لبنان".
ومن المقرر أن يقدم المدعى عليه -الاحتلال الصهيوني- ردًا على الأدلة الجديدة بحلول 28 يوليو من العام المقبل.
رفعت جنوب أفريقيا دعوى الإبادة الجماعية ضد الاحتلال أمام المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقراً لها في أواخر عام 2023، متهمة الاحتلال الصهيوني، الذي قصف غزة بلا رحمة منذ أكتوبر الماضي، بالفشل في الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948.
وانضمت عدة دول، بما في ذلك تركيا ونيكاراغوا وفلسطين وإسبانيا والمكسيك وليبيا وكولومبيا، إلى القضية أمام محكمة العدل الدولية، التي بدأت جلسات الاستماع العامة في يناير.
وأمرت المحكمة العليا في مايو الاحتلال الصهيوني بوقف هجومه على مدينة رفح بجنوب غزة.
وكانت هذه هي المرة الثالثة التي تصدر فيها هيئة مكونة من 15 قاضياً أوامر أولية تسعى إلى إنهاء الوفيات والدمار في القطاع المحاصر، حيث قُتل ما يقرب من 43 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، منذ 7 أكتوبر 2023، فضلاً عن إصابة أكثر من 100 ألف شخص.
وطلب رامافوزا من المجتمع الدولي على وقف الكارثة المستمرة في غزة: "ستظهر الأدلة أن ما يدعم أعمال الإبادة الجماعية الصهيونية هو النية الخاصة لارتكاب الإبادة الجماعية، وفشل الاحتلال الصهيوني في منع إيذاء الإبادة الجماعية، ومنع الإبادة الجماعية نفسها وفشلها في معاقبة أولئك الذين يؤذون ويرتكبون أعمال الإبادة الجماعية".
وأضاف: "لم يكن الدمار والمعاناة ممكنين إلا لأن الاحتلال، على الرغم من إجراءات وتدخلات محكمة العدل الدولية والعديد من هيئات الأمم المتحدة، فشل في الامتثال لالتزاماته الدولية".