كشف موقع "والا" العبري أن إسرائيل نفذت فجر السبت هجمات جوية على مواقع عسكرية في إيران، استهدفت العاصمة طهران ومناطق أخرى، وأكدت مصادر إعلامية أن إسرائيل أبلغت إيران مسبقاً عبر عدة دول عن نيتها تنفيذ الهجوم. تأتي هذه العملية، التي أطلق عليها اسم "أيام التوبة"، في إطار تصعيد إسرائيلي محدود تجاه إيران، وسط سخرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية من محدودية تأثير الضربة، ما أثار تساؤلات حول فاعلية وجدوى مثل هذه الهجمات. وذكر الموقع أن الحكومة الإسرائيلية، قبل تنفيذ الهجوم، أرسلت رسائل تحذيرية إلى إيران، طالبت فيها بوقف التصعيد والتزام الهدوء بعد الضربة، وهددت باتخاذ ردود أشد في حال قامت إيران بالرد. كما نقل الموقع عن مصادر مطلعة قولها إن إيران أُبلغت بتفاصيل عامة حول المواقع التي ستُستهدف وما لن يُستهدف، مما يشير إلى رغبة إسرائيل في إظهار قوتها دون الوصول إلى تصعيد شامل. إحدى القنوات الدبلوماسية التي استُخدمت لنقل الرسائل بين إسرائيل وإيران كانت هولندا، حيث كتب وزير الخارجية الهولندي كاسبر فيلدكامب، على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، أنه تحدث إلى وزير الخارجية الإيراني قبل ساعات من الهجوم. ودعا فيلدكامب الأطراف إلى ضبط النفس والعمل على تجنب التصعيد العسكري في المنطقة. تأتي هذه الرسائل في إطار محاولة إسرائيلية للحد من تداعيات الضربة وضمان بقاء التصعيد في حدوده الدنيا، تجنبًا لتدهور أوسع. وصرّح مسؤول أمريكي كبير لموقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي، أن الولايات المتحدة لم تشارك في العملية العسكرية الإسرائيلية، لكنها مستعدة للدفاع عن إسرائيل في حال قامت إيران برد عسكري. وأوضح المسؤول أن واشنطن تأمل أن يكون هذا الهجوم نهايةً لتبادل الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيران، وأن عدم رد إيران قد يساعد في تجنب حرب شاملة بالمنطقة. وأكد أنه إذا قامت إيران بأي هجوم على إسرائيل، فإن الولايات المتحدة مستعدة لدعم حليفتها. ورغم كل التحذيرات، قوبلت هذه الضربة بردود فعل ساخرة في الإعلام الإسرائيلي، حيث اعتبر مراسل قناة "كان" الإسرائيلية، روعي كايس، أن الضربة كانت محدودة وغير مؤثرة. وكتب كايس بسخرية: "لو كنت خامنئي، لعدت إلى النوم وتحققت مما حدث في الصباح". تعكس هذه التعليقات حالة من الانتقادات لسياسة الحكومة الإسرائيلية التي تروج لهجمات محدودة لا تحقق، وفق المعلقين، النتائج المطلوبة في الردع. أُطلقت عملية "أيام التوبة" بتوجيه من القيادة السياسية الإسرائيلية واستمرت عدة ساعات، حيث شملت ثلاث موجات متتالية من الغارات الجوية. وشاركت 100 طائرة مقاتلة إسرائيلية في الهجوم الذي استهدف مواقع عسكرية ومنظومات الدفاع الجوي الإيرانية، وفقًا لتقارير نشرتها صحيفة "معاريف" العبرية. وصرّح الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، أن الهجوم جاء رداً على هجمات النظام الإيراني التي تستهدف إسرائيل ومواطنيها، مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي يُجري تقييماً للوضع بشكل مستمر. وتعكس هذه التطورات توترات متصاعدة بين إيران وإسرائيل، في وقت يحرص فيه الطرفان على تجنب الدخول في مواجهة شاملة، فيما تواصل الولايات المتحدة سعيها لاحتواء الموقف ومنع انزلاق المنطقة نحو حرب شاملة قد تهدد استقرار الشرق الأوسط بأكمله.