عندما تجد دولاً غنية بالموارد ولكنها من أكثر الدول ديونًا، وتجد أخرى تتمتع بارتفاع الدخل رغم محدودية مواردها، وعندما تشعر أن لديك ثروات من المواهب والـ قدرات ولكنها بلا فائدة أو منتجات ، عندما تشعر أن قدراتك أكبر من مكانك. إليك ما يمكنك أن تفعله… القدرات الإنسانية هي الاستعداد الطبيعي لفعل شيء ما بتميز أو بسرعة أو بسهولة، وتساعدك هذه الكلمات السحرية الثلاث على سرعة اكتشاف ما لديك من قدرات؛ لذا برجاء ألا تكمل القراءة قبل أن تحضر قلمًا وورقة. ابدأ في كتابة كل ما تعرفه عن نفسك وقدراتك وكل ما تفعله وتشعر أنك تقوم به أو تتعلمه بسرعة.. بتميز.. بسهولة. تذكر الأشياء التي قمت بها أو ما زلت تنفذها أو تتعلمها وظهرت فيها صفة أو أكثر من هذه الصفات، تذكر بقوة منذ أن جئت إلى الدنيا وإلى الآن؛ فهذه الأعمال وبكل بساطة هي منتجاتك. وللقدرات عدة تقسيمات وأنواع، ولكننا سنركز هنا على تقسيمها تبعًا للمكون البشري الذي يُخرج هذه القدرة. فالإنسان وكما نعلم عبارة عن وحدة متكاملة، ولكنه في نفس الوقت يتكون من روح وجسد وعقل وقلب. وكل مكوّن منها لديه استعداد طبيعي لعمل أشياء بعينها والتميز فيها (وهذا ما نطلق عليه القدرة)، وللاستفادة من هذه القدرة فلا بد أن نقوم بتحويلها إلى منتج -مهما امتلكت من مهارات مذهلة فليس لها معنى إن لم تتحول إلى منتجات- لنربح منها بصور مختلفة، ماديًّا أو معنويًّا أو في صورة ربح للآخرين بالمساعدة أو فكرة جديدة تيسر الحياة. القدرة حين تصبح منتجا وما تنتجه القدرات من منتجات قد تخرج من مكون واحد كالأفكار التي ينتجها العقل أو تحتاج لأكثر من مكون لتخرج للنور. فالمنتجات العقلية تعتمد على العقل.. آلة التعلم والتعامل مع المعلومات والأرقام والكلمات والإحصاءات والتذكر والتفكير بأنواعه والتحليل والنقد وحل المشكلات، والمنطق، والبلاغة… والقدرات العقلية السابقة تدور معظم منتجاتها حول الإنتاج المعلوماتي، كتأليف الكتب وكتابة المقالات والعمل الصحفي بمختلف مساراته، وتجميع المعلومات كالموسوعات والقواميس والمعاجم والبرامج التلفزيونية والإذاعية، وما يتعلق بها من تحرير وإعداد وتقديم الأفلام الوثائقية والعلمية. المدير المبدع ولأن القدرات الإنسانية غير منفصلة وتمثل في الغالب حلقات متداخلة، فإن قدرات الإنسان المختلفة تؤثر على نوعية المنتجات التي يستطيع إنتاجها؛ فالقدرات العقلية عندما تتداخل مع القدرات الجسدية يرتبط العقل بالجسد وتكون المعلومات مرتبطة بالتنفيذ. فترى أصحاب هذه القدرات يفضلون المعلومات التنفيذية ونتائج الخبرة الفعلية. وتدور منتجات هذا التداخل العقلي الجسدي حول الإدارة التنفيذية والإشراف ومنتجات الوعي الجسدي كالتحليل والنقد الرياضي والتعليق الرياضي، والأعمال الموسوعية الرياضية ككتب المسابقات المعلوماتية الرياضية. وكذا منتجات تتعامل مع المعلومات كالكمبيوتر والتلفزيون والتسجيل، ومنتجات للتعليم كالمكعبات والمجسمات والنماذج التوضيحية للآلات والخطوط والنقوش والآيات… أي كل المنتجات التي يظهر فيها المعلومات وتنفيذها في أي صورة. على درب أينشتاين دعنا نتحدث الآن عن نتائج الامتزاج بين القدرات العقلية والقدرات الروحية، أي اتحاد المعلومات وتقاطعها مع الغيبيات والخيال والإبداع. تصبح لدينا نتيجة هذا الامتزاج لتلك القدرات بداخلنا منتجات كأفلام الخيال العلمي، وعندما تركز في الكلمة بذاتها (الخيال العلمي) تجد فعلاً تداخل المكون العقلي والروحي. ويكون من منتجات هذا الاتحاد بين قدرات العقل والروح أيضا الشعر ووسائل التعلم المبتكرة وطرق التداول المعلوماتي ووسائط المعلومات واختراع طرق الحساب والطباعة الجديدة. ويقوم أصحاب هذا الخليط من القدرات بتغيير الواقع القديم تبعًا للفكرة الجديدة، تراهم أصحاب نظريات جديدة (كأينشتاين) وإعلانات مبتكرة وجمل مبدعة وطرق تأليف عجيبة. مراسلو القمر وحين تندمج قدرات الجسد مع قدرات الروح فتجد أن المنتجات تأخذ أشكالاً كتصميم الأزياء والإبداع فيها والألعاب الرياضية والتجديد بها؛ فمن يتمتعون بهذه القدرات مبدعون في التنفيذ يصلون لنفس الأهداف التي تم وضعها، ولكن بطرق قلما يفكر فيها أحد، ينفذون بتميز وباختصار للخطوات. وإذا كانت منتجات المزيج العقلي الروحي تدور حول الأفكار المعلوماتية الجديدة وهم جالسون على مكاتبهم، فمنتجات هذا الصنف الجسدي الروحي تدور حول تنفيذ الجديد وجذبه من السماء للواقع ومحاولة اكتشاف الجديد والدخول فيه وجلبه إلى الناس، يحدث ذلك أحيانًا في صورة فيلم عن التماسيح وحياتها وتكاثرها وأماكن تجمعها -تظل مرعوبًا وأنت تشاهده فما بالك بمن يقوم بذلك بنفسه- أو بث مباشر من على سطح القمر ينتظره الملايين.
روّاد التجديد لعل الجميع ينتظر الآن عندما نقوم بعملية دمج للجانب الوجداني “القلب” مع الجانب الروحي، وسنجد أنه من الواضح أن منتجات هذا الدمج الجديد تدور حول المنتجات التفاعلية الإنسانية، ولكنها تُقدم بشكل مبتكر لوجود الجانب الروحي فيها، فتجد منها أساليب جديدة ومبدعة لمساعدة الآخرين وللعمل التطوعي ولحل المشكلات، وحلولا مبتكرة للمشاكل الأسرية والتربوية، وخدمات متنوعة وجديدة للعملاء أيضًا. ومن يتمتعون بهذه القدرات يقومون بتسهيلات كبيرة في التعامل البشري، وتجدهم يبذلون المساعدة عن طريق الهاتف أو الإنترنت، وتراهم في كل يوم يبتكرون طرقًا متنوعة ومتطورة للبيع والتسويق وللمساعدة كمثال محمد يونس وبنك الفقراء، والدعاة المبتكرين ورواد التجديد في الخطاب الديني. كيف أستفيد من قدراتي؟ تعرف على مزيج القدرات الذي تمتلكه من خلال السطور السابقة. بعد التعرف على منتجات كل مكون مما قرأت اكتب منتجات أخرى لكل مكون، سواء تعرفها بنفسك أو قمت بسؤال غيرك عنها. عليك بكتابة المنتجات التي أنجزتها فعلاً في كل سنوات عمرك وانسبها لكل مكون. اسأل من حولك ومن يعرفك من الأهل والأصحاب وزملاء العمل ورؤسائك عن قدراتك ومنتجاتك. اكتب اهتماماتك وكيف يمكن أن تحولها لمنتجات. وفّر ولو دقيقة يوميًّا لتحويل قدرة أو اهتمام أو مهارة إلى منتج، وداوم على ذلك فستربح على كل حال، إما أن تجد منتجًا كاملاً بعد فترة أو تتعلم من أخطائك.