مع بدء العام الدراسي الجديد، تجد الأسر المصرية نفسها أمام تحدٍّ كبير يتمثل في صعوبة توفير الوجبات المدرسية لأبنائها مع تزايد أسعار السلع الغذائية، ما يجعل من الصعب على غالبية الأمهات تأمين أطعمة مشبعة ومفيدة لأطفالهن بتكلفة تناسب ميزانية الأسرة التي باتت مثقلة بالأعباء.
وارتفعت أسعار الألبان والجبن والفاكهة والخضروات في مصر، وأظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ، ارتفاع معدل التضخم إلى 26.2% في شهر أغسطس الماضي، بينما سجل معدل التضـخم السنوي 25.6%، وجاء التضخم مدفوعاً بارتفاع أسعار الخضروات بنسبة 14.3%؛ والألبان والجبن والبيض بنسبة 2.1%؛ والفاكهة بنسبة 0.9%؛ والمياه المعدنية والعصائر بنسبة 1.7%.
تعبر كوثر محمد، وهي أم لثلاثة أطفال، عن قلقها: "كنت أعد وجبات صحية لأطفالي كل يوم، لكن مع زيادة الأسعار، أصبح من المستحيل توفير طعام جيد، وأحاول الآن البحث عن طرق لإعداد وجبات يمكنني تحمل تكاليفها، فأحياناً أستبدل الخضروات الطازجة بالمجمدة، لكني لا أستطيع فعل ذلك لفترة طويلة.
وتطالب كثير من الأمهات بأن يكون هناك دعم من الحكومة أو من منظمات غير حكومية لتوفير الوجبات المدرسية، سواء بالمجان أو بأسعار رمزية، فهناك العديد من الأسر التي تعاني، كما أن نقص تغذية الأطفال قد يؤدي إلى جيل هزيل، ويسبّب مشكلات أعمق في المستقبل. الأسعار تتزايد كل عدة أشهر، والبيضة ارتفع سعرها من خمسة جنيهات في العام الدراسي السابق إلى ثمانية جنيهات في العام الحالي، والأجبان ارتفعت بما لا يقل عن 30%، والخضروات ارتفع بعضها بنسبة 150%، والفواكه ارتفعت بما لا يقل عن 75%".
وتشير إلي أنها لجأت إلى تجهيز وجبات المدرسة من بقايا الأطعمة المنزلية التي تجهزها بتكلفة أقل بدلاً من شراء الأطعمة الجاهزة أو المكونات نصف الجاهزة، بينما تستبعد كثير من الأسر عدد من المنتجات التي اعتاد عليها الأبناء سابقاً بعد أن تخطت أسعارها الضعف، لأنها لا تستطيع تحمل كلفة هذه الزيادات.
بينما يرى أطباء التغذية أن تغذية الأطفال تلعب دوراً أساسياً في أدائهم الأكاديمي، وعندما تكون الوجبات غير كافية أو غير مغذية، فإن ذلك ينعكس سلباً على تركيزهم، وقدرتهم على التعلم، وهذه الأزمة قد تؤدي إلى زيادة معدلات الغياب، أو ضعف الأداء الدراسي، ما يؤثر على مستقبل الأطفال. ينبغي التفكير في حلول مبتكرة، ومن بينها تبني الحكومة برامج دعم الأسر الفقيرة من خلال توفير وجبات مدرسية مجانية أو بأسعار رمزية، وتعزيز التعاون بين المجتمع المدني والقطاع الخاص لتوفير الدعم الغذائي لأبناء العائلات المحتاجة".
فيما تشهد الأسواق المصرية منذ فترة طويلة ارتفاعاً متكرراً في أسعار الأغذية، ما يمثل تحدياً كبيراً للأسر، ويعود هذا إلى عدة عوامل، من بينها التضخم العام، وزيادة تكاليف الإنتاج، وارتفاع أسعار الاستيراد نتيجة تقلبات أسعار الصرف. في ظل هذه الظروف، تجد الأسر نفسها مضطرة إلى التكيف مع الزيادات، ما يؤثر على نمط الحياة وعلى التغذية، وهو ما يطاول الوجبات المدرسية الخاصة بالأطفال، ومع الارتفاع المستمر في الأسعار يصعب على الأسر توفير وجبات صحية ومتوازنة..