يواصل فريق الإغاثة بالهلال الأحمر القطري، عملياته الميدانية في الاستجابة للأزمة الإنسانية الناتجة عن نزوح مئات الآلاف من الأهالي الروهينجا هربا من تصاعد أعمال العنف في إقليم راخين بميانمار (بورما)، وذلك بالتزامن مع تخصيص الهلال الأحمر القطري لمبلغ 100 ألف دولار أمريكي بشكل مبدئي لتوفير المتطلبات الأساسية لخدمة اللاجئين، علما بأن الهلال يستعد لإطلاق نداء إغاثة لدعم الاحتياجات الأساسية للاجئين في مجالات الصحة والإيواء والمواد الغذائية وغير الغذائية.

وفور اندلاع الأحداث في ميانمار، قام الهلال الأحمر القطري بتفعيل مركز إدارة المعلومات في الكوارث لمتابعة الأوضاع الإنسانية المتدهورة وتزايد أعداد النازحين إلى بنجلاديش، التي تتعرض حاليا لموجة من الأمطار والفيضانات الموسمية، كما يوجد عشرات الآلاف من الأشخاص عالقين في المنطقة الحدودية الفاصلة بين دولتي ميانمار وبنجلاديش.

فريق أزمة

وعقد الفريق إثر وصوله إلى العاصمة دكا، اجتماعا مع المسؤولين بسفارة قطر لدى بنجلاديش لبحث الموقف السياسي والدبلوماسي من الأزمة، كما عقد اجتماعات متتابعة مع كل من الهلال الأحمر البنجلاديشي والاتحاد الدولي للجمعيات الوطنية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بهدف الاطلاع على آخر المستجدات وأهم الاحتياجات المطلوب توفيرها، فضلا عن القيام بزيارات ميدانية إلى المواقع التي تحتضن اللاجئين في منطقة كوكس بزار من أجل التنسيق وتقييم الاحتياجات الطارئة.

وقد بدأ الفريق بالفعل في تنفيذ خطة الاستجابة الطارئة التي تم إعدادها في ضوء المعلومات المتاحة، وهي تتضمن دعم تشغيل العيادات المتنقلة في المناطق التي تستضيف اللاجئين، وتوفير مواد الإيواء والمساعدات غير الغذائية لحماية المتضررين والحفاظ على كرامتهم وخصوصيتهم، وتوزيع حزم النظافة الشخصية وأوعية نقل المياه للحد من انتقال الأمراض وتوفير المياه اللازمة للشرب والاستعمالات الشخصية.

300 ألف لاجئ

ومن بين المواقع التي شهدت ارتفاعا هائلا في تدفق اللاجئين المخيمات العشوائية في كاتابولونج، التي قام فريق الهلال الأحمر القطري بزيارتها يوم الجمعة الماضي ضمن خطة الزيارات الميدانية لإجراء التقييم السريع.

وتشير التقديرات إلى أن عدد اللاجئين في تلك المواقع يتجاوز 300 ألف شخص خلال 15 يوما منذ اندلاع العنف فيها بينما أعلنت الأمم المتحدة أنها تتوقع وصول المزيد منهم..

وتسببت تلك الزيادة في اكتظاظ المواقع القائمة واختيار اللاجئين لمواقع غير آمنة، علاوة على عدم كفاية المساحات المخصصة لبناء وحدات الإيواء الطارئ.

ويعيش اللاجئون في مواقع عشوائية وعلى جوانب الطرقات في مناطق تفتقر إلى الخدمات الأساسية كالمراحيض ومواد النظافة الشخصية، مما ينذر بكارثة وبائية، خاصة في ظل رصد حالات إسهال مائي وطفح جلدي وارتفاع درجات الحرارة ونزلات البرد بين المتضررين.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن افتقار المنطقة لخدمات الكهرباء يضيف عبئا آخر على النازحين، ومعظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، مما يضطرهم إلى المشي مسافات بعيدة ليلا للوصول إلى الأماكن المعدة لقضاء الحاجة أو للحصول على المياه، كما تشير التقارير إلى رصد حالات سوء تغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات.

وفيما يتعلق بالاحتياجات العاجلة، فهناك احتياج حاد إلى تخصيص مساحات لاستيعاب الأعداد الهائلة من اللاجئين، وتوفير المأوى الطارئ والمواد غير الغذائية، بالإضافة إلى التدريب على آليات بناء وحدات الإيواء، خاصة في ظل قرب موسم الأعاصير في نوفمبر والشتاء في ديسمير المقبلين.

أيضا يجب توفير خدمات الرعاية الصحية من لقاحات للاجئين الجدد وخاصة الأطفال والأدوية ونظام مراقبة الأمراض الانتقالية وتحسين نظام الإحالة إلى المستشفيات، كما يتعين توفير الأغذية التكميلية وعلاجات سوء التغذية ودعم المطابخ الأهلية لضمان استمراريتها في تقديم الغذاء للاجئين.

ومن الجدير بالذكر أن الهلال الأحمر القطري لديه مكتب تمثيلي في ميانمار يعمل منذ عام 2012 ويقوم بتنفيذ المشاريع الإنسانية لصالح الأهالي والنازحين من الروهينجا.

ويعمل الهلال الأحمر القطري على المستويين المحلي والدولي، وهو يشرف على مشروعات دولية جارية للإغاثة والتنمية في عدد من البلدان في جميع أنحاء الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا وأوروبا. ومن بين الأعمال الإنسانية التي يضطلع بها الهلال الأحمر القطري تقديم الدعم في مجالات التأهب للكوارث والاستجابة لها والتعافي منها والحد من المخاطر، كما يعمل على التخفيف من أثر الكوارث وتحسين مستوى معيشة المتضررين من خلال تقديم الخدمات الطبية والرعاية الصحية والتنمية الاجتماعية للمجتمعات المحلية، بالإضافة إلى نشاطه على صعيد المناصرة الإنسانية. ويستعين الهلال بمجهودات شبكة واسعة من الموظفين والمتطوعين المدربين والملتزمين، ورؤيته تحسين حياة الضعفاء من خلال حشد القوى الإنسانية لصالحهم.

ويمارس الهلال نشاطه تحت مظلة المبادئ الدولية السبعة للعمل الإنساني وهي: "الإنسانية وعدم التحيز والحياد والاستقلال والخدمة التطوعية والوحدة والعالمية".