03/01/2008
قال د. حسن نافعة، الأمين العام لمنتدي الفكر العربي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن "روبرت فيسك لم يذهب بعيدا عن الحقيقة في قوله إن القرار المصري مرتبط بشكل واضح بالقرار الأمريكي ومن ورائه القرار الإسرائيلي".
وقال: إن "مقالات الكتاب والمفكرين الغربيين لا ترتبط بالضرورة بمواقف النظم السياسية هناك، فهي مقالات تنظر للموضوع إما بمنظور أيديولوجي أو من خلال موقف مستقل سواء بتبني المنطق الإنساني أو ما الذي يمكن أن تصنعه السياسة المصرية أو ما يصب في مصلحة المنطقة بصرف النظر عن أي اعتبار آخر".
وأضاف أن "هناك اعتبارا آخر في قراءة وتحليل السياسة الخارجية في عهد الرئيس مبارك وهو أنها خلطت ما بين حماس كامتداد للحركة الوطنية الفلسطينية وحماس كامتداد للإخوان المسلمين في مصر". وتابع: "النظام المصري يتعامل مع الإخوان المسلمين علي أنهم امتداد لحركة حماس وبالتالي وجود الأخيرة في سدة الحكم في فلسطين يشكل خطرا ما علي استقرار النظام في مصر".
وأوضح نافعة أن "النظام المصري يخلط الأوراق لكونه لا يريد أن يدعم حماس من منطلق عداء النظام التقليدي للإخوان المسلمين.
وأكد نافعة أن "مصر وفي كل المراحل التاريخية كانت تفصل ما بين الحركة الوطنية الفلسطينية والاعتبارات الأيدلوجية والسياسية وتعتبر أن فلسطين قضية مصرية بصرف النظر عمن يقود الحركة الوطنية فيها".
وضرب مثالا علي ذلك بالفترة التي توترت فيها العلاقة بين مصر عبد الناصر وحركة فتح بزعامة ياسر عرفات بعد قبول القاهرة بمبادرة روجرز، موضحا أنه وبحلول عام 1970 لم تكن هناك علاقات تذكر بين القاهرة وعرفات.
وأضاف نافعة أنه علي الرغم من هذا الخلاف فإن عبد الناصر، وبمجرد نشوب أحداث سبتمبر(أيلول) الأسود في الأردن عام 1970، كان هو الغطاء الذي استطاع من خلال القمة أن يوقف القتال وأن يهرب ياسر عرفات من الأردن بطريقة لم تكن تخلو من مخاطرة.
ودلل نافعة بقوله "إن سياسة الفصل هذه مارستها مصر مع إثيوبيا، ففي فترة حكم الرئيس الإثيوبي هيلا سيلاسي فصلت القاهرة ما بين كونه زعيم الرجعية في أفريقيا والمنفذ للأجندة الأمريكية في المنطقة، وبين مصلحة مصر في نهر النيل".
وقال نافعة:" الآن هناك خلط واضح في الأوراق فضلا عن غياب أي رؤية سياسية لدي نظام مبارك".
وأضاف أن "أحد أسباب المأزق الراهن أن مصر في عهد مبارك عجزت عن الفصل ما بين فلسطين كقضية تهم الأمن القومي الاستراتيجي وبين حماس التي تعتبرها امتداداً للإخوان المسلمين، وهذه هي المشكلة الحقيقية".
وقال الروائي د. علاء الأسواني إن روبرت فيسك شخصية علي قدر كبير من الاحترام ، ونموذج لكاتب سياسي متخلص من كل الانحيازات الغربية ، ومعروف بمواقفه الموضوعية ليس فقط بالنسبة لمذبحة غزة التي تجري رحاها الآن، ولكن  بالنسبة للعدوان الإسرائيلي علي لبنان في 2006، وكذلك موقفه المتوازن من هجمات 11 سبتمبر.
وأضاف الأسواني أن "فيسك يتمتع بمصداقية هائلة في بريطانيا.
وذكر أن مقال فيسك الذي ينتقد فيه نظام الرئيس مبارك يعبر عن "نقلة واضحة في تناول الإعلام الغربي قضايا المنطقة. فالحادث أن معظم تغطيات الإعلام الغربي تسقط في قبضة المصالح الغربية الإمبريالية. وهذا الإعلام يركز بشكل واضح علي تفاصيل دقيقة للغاية لما يحدث في دول معادية للغرب مثل إيران، ويتعامي بشكل كلي عن الانتهاكات المريعة لحقوق الإنسان في دول مثل مصر والأردن والسعودية".
واتفق الأسواني في فرضية فيسك الرئيسية بمسئولية الرئيس مبارك عما يحدث في غزة الآن، وقال إن "دور النظام في مذبحة غزة مشين"، لكن "ضوضاء الإعلام الرسمي والأمني تريد التعمية علي حقيقة أن النظام لا يمثل مصر وأن مهاجمة النظام لا تعني مهاجمة مصر، بل بالعكس فإن مهاجمة سياسات النظام تعد دفاعا عن تاريخ الشعب المصري".
وقال الأسواني إن "الدليل علي تواطؤ النظام المصري هو أنه لم يفتح المعبر منذ البداية لإدخال المساعدات الرئيسية للشعب الفلسطيني".
وأضاف أنه خلال الشهور الماضية، وقبل العدوان الإسرائيلي علي غزة، قامت القوي الوطنية، ومنها نادي القضاة، بإرسال 4 قوافل إغاثة إلي غزة، إلا أن النظام منع هذه القوافل من تنفيذ مهمتها.
واعتبر الأسواني أن "إغلاق مصر للمعبر يمثل انتهاكا واضحا لحق الناس في الملاذ الآمن

 ============

المصدر : البديل - أحمد زكي عثمان