تقرير - محمد ناجي :

في سلسلة جديدة من التصريحات العنصرية المستفزة بحق المسلمين، دعا رجل الأعمال الأميركي، دونالد ترامب، الذي يسعى للظفر بترشيح الحزب الجمهوري لخوض المنافسة على منصب الرئاسة بالولايات المتحدة، إلى حظر دخول جميع المسلمين إلى أميركا، حتى يتمكن قادة البلاد من "التوصل إلى معرفة ما يجري"، وذلك في إشارة منه إلى إطلاق النار الذي وقع في سان بيرناندينو، بكاليفورنيا، وفق ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز".

الصحيفة ذاتها أكدت أن هذه التصريحات الجديدة لترامب تمثل تصعيدا في لهجة خطابه الموجه لإذكاء مشاعر الخوف لدى الناخبين من أبناء الجالية المسلمة في أميركا، مضيفة أن الدعوة لحظر دخول المسلمين إلى البلاد، تمثل سابقة بالنسبة لمرشح بارز للرئاسيات الأميركية، وتجسد تطورا لافتا في انعدام الثقة المرتبط بالبعد الأيديولوجي أكثر من ارتباطه بالسياسة.

كما ذكرت "نيويورك تايمز" أن ترامب، الذي أعلن في شهر سبتمبر "أحب المسلمين"، انقلب في مواقفه بشكل لافت بعد هجمات باريس التي خلفت 130 قتيلا، وذلك بعدما دعا إلى وضع قائمة بيانات لجرد جميع المسلمين في أميركا، وتكراره لإشاعات لا أساس لها من الصحة حول احتفال الآلاف من المسلمين بنيوجيرزي بهجمات الحادي عشر من سبتمبر. وأوضح مقال الصحيفة أن شعبية ترامب الانتخابية ارتفعت بشكل كبير نتيجة لذلك، مشيرا إلى أنها تراجعت صبيحة الاثنين بولاية ايوا، ما دفعه ساعات بعد ذلك إلى الدعوة لحظر دخول المسلمين.

الصحيفة ذكرت أن هذا الأمر يبرز استراتيجة ترامب في الإدلاء بتصريحات مستفزة كلما أحس بأن مساعيه للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية أصبحت مهددة.

كما ورد في مقال الصحيفة أن ترامب قال إن "كراهية" العديد من المسلمين للأميركيين "يعجز المرء عن فهمها"، داعيا الولايات المتحدة إلى ضرورة "فهم من أين تأتي هذه الكراهية وما سببها".

ليست المرة الأولى

سبق لترلمب أن صرح قائلا أن مرتديات الحجاب المسلمات يفضلن ذلك، لأنه «يقلل من ضرورة استخدام مستحضرات التجميل». وقال الملياردير الأميركي، الذي اقتحم مجال السياسة مؤخراً، إنه «شخصياً لا يفضل استخدام الحجاب أو النقاب».

سخرية ترامب من المسلمات ليس الهجوم الأول، فقبلها أعلن عن استعداده لإغلاق المساجد في الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم "داعش"، وقبلها هاجم السعودية، وبلدان الخليج العربي، ورأى أن العالم كان يمكن أن يكون أفضل لو حافظ الرئيس العراقي صدام حسين والعقيد معمر القذافي على السلطة في بلديهما.   

من جهة أخرى، ذكرت الصحيفة أن تصريحات المرشح ترامب جاءت بعد مرور يوم واحد على خطاب ألقاه الرئيس الأميركي، باراك أوباما، دعا فيه الأميركيين إلى عدم مهاجمة المسلمين في أعقاب الهجمات الإرهابية. وأضافت أن الخبراء في قوانين وسياسات الهجرة عبروا عن صدمتهم لدى سماعهم تصريحات ترامب، وهو الأمر نفسه الذي عبرت عنه مجموعات من مختلف الديانات.

أهم المرشحين بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري حتى الآن

في جانب الجمهوريين يبقى جيب بوش المرشح الأوفر حظا بعد أن أنفق الكثير على حملته الانتخابية، بفوز جيب سيكون الرئيس الثالث لأمريكا من أسرة واحدة، وليس هذا فقط ما يرشحه لكن أفكاره معتدلة جدا بالنسبة للهجرة والتعليم، وقد أعلنت الرئيسة التنفيذية السابقة لشركة هيوليت-باكارد، المعروفة بـ (HP)، كارلي فيورينا الرئيس التنفيذي السابق لشركة هيوليت باكارد ترشحها عن الجمهوريين معتمدة على خبرتها السابقة كمستشارة للسيناتور ميت رومني حين كان مرشحًا للرئاسة في الحملة الرئاسية للعام 2008.

الطبقة الثانية من الجمهوريين بينها ماركو روبيو المرشح من أبريل الماضي بكاريزمته الشبابية، ومعه راند بول المتحرر ونصير الشباب من ولاية كنتاكي وسبق وترشح والده رون بول من ولاية تكساس للرئاسة في الماضي، و السيناتور تيد كروز المرشح المحافظ الذي يطمح إلى قيادة الحزب الجمهوري معتمدا على هجومه المستمر على سياسات أوباما، وحاكم أركانساس السابق مايك هوكابي في محاولة هذا الجمهوري الثانية للترشح للرئاسة بعدما خسر في انتخابات العام 2008
ومعه من الخاسرين السابقين ريك سانتورام أكثر المرشحين محافظة في السباق الرئاسي.

على الجانب الديموقراطي الأمر أسهل بكثير، فأكثر المرشحين شهرة وشعبية بين المرشحين الديموقراطيين السيدة الأولى هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية السابقة ومن شغلت منصب السيناتور تعتمد على أعضاء إدارة أوباما، تبدو دائما وكأنها ضمنت الفوز لكن ينافسها بيرني ساندرز المرشح المستقل وعضو مجلس الشيوخ الاشتراكي عن ولاية فيرمونت فهو ملتحم جدا بالحشود ويكتسب زخما بسبب انتقاداته العنيفة لهيلاري فيما يخص عدم المساواة في الأجور والمجازفة برأس مال ضخم في السياسة خاصة وأنه يدعو الطبقة العاملة دوما لثورة سياسية، هذا ما يبدو حتى الآن إلا أن السيدة هيلاري قد تملك الكثير من المفاجآت لمنافسيها.

وقد بدأ حاكم ماريلاند السابق مارتن أومالي حملته الانتخابية في مايو الماضي في بالتيمور. ويأمل المرشح الديموقراطي أن يجذب التقدميين في الحزب بشكل ينافس شعبية هيلاري كلينتون

لكنه مازال منتخبا في نتائج استطلاعات الرأي ومعه لينكولن تشافي وجيم ويب.

ومن المرشحين الزائدين نجم برامج الواقع دونالد ترامب والذي أعلن عن رغبته في الترشح يونيو الماضي، وطبيب الأعصاب المتقاعد بين كارسون والاثنين من قائمة الجمهوريين، وفي انتظار أن يترشح المزيد لهذه اللعبة الخطرة.