متابعة - محمد عبدالعزيز :

صورة الطفل السوري الغريق على شواطئ تركيا أفجعت نشطاء التواصل الاجتماعي، فتفاعلوا معها عبر وسم "غرق طفل سوري" ليكون خلال ساعات قليلة ضمن قائمة الأكثر تفاعلا وتداولا عبر العالم.

طفل كان يبحث عن الحياة وسط الموت الذي كان يأتيه من كل حدب وصوب، فلم يجد في سوريا مأوى ولا وطنا ولا كلمة حنان تطمئن قلبه الخائف بين القذائف والصواريخ، فقرر الهرب من الموت ليجده بين تلاطم الأمواج، ثم يلفظه البحر على شواطئ تركيا ليكون حديث العالم أجمع.

فبعد تداول صور لطفل سوري مات غرقا، أطلق نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وسم "غرق طفل سوري" ليكون خلال ساعات قليلة ضمن قائمة الأكثر تفاعلا وتداولا عبر العالم.

وصف الداعية الإسلامي الدكتور عائض القرني صورة الطفل الغريق بأنها شهادة على موت الضمير العالمي.

أما الدكتور محمد العريفي فغرد: يصلنا من مآسي اللاجئين السوريين جزء قليل. وأضاف العريفي بأن التحرك المتعقل عبر جمعيات موثوقة أمر مهم.

رئيس الوزراء الأردني الأسبق سمير الرفاعي استدعى مقولة الفاروق "قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما: لو ماتت شاة على شط الفرات ضائعة لظننت أن الله سائلي عنها يوم القيامة". ثم أضاف الرفاعي "ماذا نتوقع من جيل لا يعرف إلا الموت والحزن، علينا أن نعيد مجدنا، أبناؤنا يستحقون حياة مليئة بالأمل والحنان والسكينة".

من زاوية أخرى غرد الكاتب والباحث السعودي محمد السماعيل بأن وقوع هذه الكارثة فيها إساءة للعرب والإسلام والمسلمين، وبأنه ليس أمام السوريين إلا الخوض في حمامات الدم ببلادهم، أو الغرق في أمواج البحر خارجها، وأضاف "إذا لم نتحرك لإنقاذ من بقي من إخواننا السوريين فنحن أمام مؤشر خطير لما قد يحدث لجميع العرب والمسلمين مستقبلا".

كما شهد موقع فيسبوك تفاعلا كبيرا مع الوسم، فكتبت الناشطة ميمونة الباسل: "لو كان طارق بن زياد حيا لقال: أيها الناس، أين المفر والبحر أمامكم والعدو من ورائكم، بدلا من قوله: أيها الناس أين المفر والبحر من ورائكم والعدو أمامكم".

ولخصت عاتكة العمري القصة في اقتباسها فقالت:

صغيري ليس يسعفني الكلامُ                وحرفي هل تراهُ له مقامُ
يفر صغارهم من نارٍ حربٍ                وموج البحر يقذفهم ركامُ 

اللاجئون في أوروبا
 
وعلى صعيد آخر اقتحم أكثر من ألف لاجئ محطة بودابست المركزية للقطارات لدى إعادة فتح قوات الأمن المجرية بوابتها الرئيسية بعد إغلاقها ليومين متتاليين، لكن السلطات أوقفت الرحلات الدولية للقطارات "لفترة غير محددة". جاء ذلك بعد اعتقال الشرطة لاجئين غاضبين تظاهروا احتجاجا على أوضاعهم بالمحطة.

وقال شهود عيان إن اللاجئين حاولوا إلقاء أنفسهم وأبنائهم داخل أحد القطارات في محطة "كيليتي" بعد فتح البوابة عند الساعة 8.15 صباحا في مشهد وصفوه بالفوضوي والمأساوي.

وفي السياق، ذكر بيان صادر عن محطة "كيليتي" أنه لن تكون هناك رحلات مباشرة للقطارات نحو بلدان أوروبا الغربية انطلاقا من بودابست، وذلك لمدة غير محددة.

وقبل ذلك، أفاد مراسل شبكة الجزيرة في المجر بأن الشرطة اعتقلت لاجئين غاضبين تظاهروا احتجاجا على أوضاعهم في المحطة.

وقال المراسل إن الشرطة المجرية اعتقلت اللاجئين خلال تدافع معهم أمام محطة القطارات في بودابست، بعدما تظاهر اللاجئون احتجاجا على أوضاعهم.

ولا تزال السلطات المجرية تمنع مئات اللاجئين من ركوب القطارات إلى ألمانيا والنمسا. كما أفادت الأنباء بحدوث حالات تدافع بين الشرطة واللاجئين على الحدود بين اليونان ومقدونيا.

وقال الصحفي المجري بنتير بانسا إن المجر واقعة في مصيدة معقدة لأنها لا تعرف طريقة تعامل الألمان مع اللاجئين في المستقبل.

وأضاف بانسا، في لقاء مع الجزيرة، أن المجر تخشى من إعادة اللاجئين إليها مرة أخرى بعد رحيلهم إلى ألمانيا وفق اتفاقية "دبلن".

أوضاع صعبة

وفي اليونان، طالب مئات اللاجئين السوريين الذين تقطعت بهم السبل في جزيرة "كوس" السلطات اليونانية بتسريع الإجراءات لتمكينهم من الانتقال إلى أثينا.

ويعاني أكثرُ من ستة آلاف لاجئ أوضاعاً معيشية صعبة في تلك الجزيرة بعد استمرار تدفق مئات اللاجئين بشكل يومي.

وفي ظل غياب مركز لإيواء اللاجئين، يُضطر معظمُهم للنوم في العراء واستثمار مدخراتهم البسيطة لتأمين قوتهم اليومي.

في غضون ذلك، تواصل البحرية اليونانية نقل آلاف اللاجئين ممن وصلوا إلى جزرها الشرقية في البحر المتوسط إلى ميناء "بيريوس".

وكانت ألمانيا وإيطاليا وفرنسا قد وقعت أمس وثيقة لتوزيع عادل للاجئين بين دول الاتحاد الأوروبي، وفق بيان الخارجية الإيطالية.

وفي فيينا، يناقش البرلمان النمساوي قانونا يعطي الحكومة الفيدرالية حق إجبار الحكومات المحلية على استقبال اللاجئين من أجل توزيع عادل بين الولايات.