يبدو أن ما ذكره سياسيون وخبراء عن أهداف خفية لحكومة الانقلاب وراء حادثة تفجير القنصلية الإيطالية في 11/ 7/ 2015م جاء أسرع من المتوقع؛ حيث ربط الخبراء وقتها بين التفجير وما صاحبه من ملابسات بإخلاء منطقة ماسبيرو من سكانها لصالح مشروعات ورجال أعمال.

الأهداف الخفية تأكدت سريعاً بتصريحات الدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة الانقلابي اليوم حين قال: إن منطقة ماسبيرو أعلنت مشروع إعادة تطوير، ما يترتب عليه إخلاؤها تمامًا من السكان حتى الانتهاء من تطويرها وإنشاء مبانٍ وشوارع جديدة بها، مضيفًا أن ١٤ مبنى تضرر من انفجار القنصلية الإيطالية، مؤكدًا أن بينها ٨ مبانٍ تحتاج إلى إزالة!.

وأضاف السعيد، خلال لقائه في قناة “سي بي سي إكسترا“، أن ٦ مبانٍ تحتاج إلى إعادة تأهيل وتخفيف أحمال من خلال إزالة طوابق، مشيرًا إلى أن المحافظة تعمل على توفير وحدات سكنية أو صرف تعويضات للمتضررين حسب رغباتهم.

 

 

تصريحات المحافظ أعادت للواجهة اتهام عدد من أهالي منطقة بولاق أبو العلا الحكومة الانقلابية بتنفيذ التفجير الذي استهدف مبنى القنصلية الإيطالية؛ لإجبارهم على الخروج من المنطقة.

وقال الأهالي في مقطع فيديو نشره أحد المواقع الإلكترونية: “الحكومة هي اللى عملت التفجير علشان يخرجونا من بيوتنا ويهدموها”.

وفي تصريحات صحفية وقت الحادثة رأى الكاتب الصحفي مجدي سمعان أن التفجير الذي تم بالقرب من القنصلية الإيطالية له أسباب أخرى خفية وغير معلنة، مشيرًا إلى أن توقيت التفجير تزامن مع قرب إتمام مناقصة الحكومة لإخلاء مثلث التحرير.

وكتب سمعان في منشور له عبر صفحته الرسمية على موقع “فيس بوك”: “الجدير بالذكر أن السفارة الإيطالية تقع في منطقة مثلث ماسبيرو التي تعمل الحكومة على إخلائها من سكانها لإعادة تخطيطها بإنشاء مولات تجارية. وقد قاربت عملية حصر سكان المنطقة على الانتهاء وتستعد الحكومة لطرح مناقصة بين الشركات لتنفيذ المشروع. ومن المقرر أن يبدأ العمل في المشروع في أبريل 2016″.

وأوضح سمعان أن “القنصلية الإيطالية تحتل مساحة كبيرة من أرض مثلث ماسبيرو، ولم يكن بالإمكان إخلائها بنفس طريقة صرف تعويضات لسكانها”.

وأشار إلى أن العملية الإرهابية، التي هدمت مبنى القنصلية، جاءت في توقيت يخدم المشروع، متزامنة مع الاستعداد لهدم المنازل العشوائية التي تقع في محيطها، مضيفا أن هذا السياق لن تقرأه في الصحف المصرية.

يُشار إلى أن إبراهيم محلب رئيس حكومة الانقلاب يسعى بالفعل لتحويل منطقة مثلث ماسبيرو لمنطقة استثمارية خاصة، عقب إنهاء أزمة ملاكها والوقوف على حلول عاجلة مع الأهالي وتعويضهم ماليًا أو من خلال تسليمهم وحدات سكنية آمنة، وذلك وفقًا لما صرح به جلال السعيد محافظ القاهرة في تصريحات صحفية أخرى له منذ عدة أشهر.

كما أنه يسعى لإنشاء أكبر عدد من المراكز الاستثمارية ومقرات الشركات العالمية بمنطقة مثلث ماسبيرو.

وبالفعل وافقت 1200 أسرة مؤخرًا قبيل التفجير ووقعت رسميًا على الوثيقة النهائية الخاصة بالموافقة على إخلاء منازلهم!.

مصر الآن