يحل الظلام على أجزاء واسعة من المدن السورية بفعل سياسات نظام الأسد التي أدت إلى قطع التيار الكهربائي عن المناطق الخارجة عن سيطرته، إذ تسببت عمليات القصف المتواصل على المدن بخروج مولدات الطاقة الكهربائية عن العمل، فضلاً عن قطع متعمد للتيار الكهربائي عن المناطق المحاصرة كوسيلة للضغط على السكان المعارضين كما يحصل في مدينة حلب شمال سورية.

وفيما يقطع النظام الكهرباء عن أحياء العاصمة الاقتصادية لسورية، فإن تنظيم "الدولة الإسلامية" من جهته يقطع طريق الوقود القادمة إلى حلب، ويشير مراسل "السورية نت" في حلب، محمد الشافعي أن منازل حلب تعيش بلا كهرباء تزامناً مع وصول ليتر المازوت إلى 700 ليرة سورية.

وذكرت وكالة "الأناضول" أن أصحاب المحلات التجارية الذين يسهرون حتى ساعة متأخرة في شهر رمضان، يعملون على إنارة محلاتهم بواسطة المولدات الكهربائية، فيما يخشى الأهالي في جزء كبير من المدينة حتى من إضاءة أنوار سياراتهم تحسبًا لأي هجوم أو قصف يطالهم.

وتحولت مناطق (قاضي عسكر، وبستان القصر، والمعادي) التي كانت في يوم من الأيام من أكثر المناطق حيوية، إلى أكوام من الأنقاض، بينما هجر سكان حلب مدينتهم جراء تعرض الأسواق ووسائل النقل العام في المناطق الخاضعة للمعارضة لقصف طائرات ومروحيات النظام.

ومع قدوم شهر رمضان زادت هجمات قوات النظام والقصف بالقنابل الفراغية والبراميل المتفجرة صباحًا ومساء، ولا تحظى المناطق الخارجة عن سيطرة النظام بالكهرباء إلا ساعات قليلة في اليوم، فيما انقطع التيار الكهربائي مع مناطق أخرى منذ ثلاثة أعوام.

ويقول مروان سيف أحد سكان حلب القديمة إن المدينة "تحولت إلى خراب نتيجة قصف النظام، وأصبح حلب أكثر مدن العالم ظلامًا"، مشيراً أنه يعمل على حل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي باللجوء إلى استخدام المولد الكهربائي، إلا أن عدم توفر المازوت يزيد من تشعب المشكلة.

وأشار إلى أنهم لا يستخدمون المولدات إلا في الإنارة، مضيفًا: "نعيش في ظلام بسبب عدم توفر المازوت. يقوم النظام بوصل الكهرباء في منطقتنا ساعتين فقط في اليوم، ونسعى إلى النجاة من قصف النظام من جهة، الاعتياد على الحياة في الظلام من جهة أخرى".

ويشار إلى أن مناطق حلب تقسم اليوم بين أحياء خاضعة لقوات المعارضة، وأخرى لقوات النظام، إضافة إلى سيطرة "تنظيم الدولة" على مناطق بريف حلب، وتعيش أحياء المحافظة في ظل حصار مفروض من النظام، ويتزامن ذلك مع قصف شبه يومي بالبراميل المتفجرة والأسلحة الثقيلة، ما يخلف شهداء وجرحى ودماراً كبيراً في البنية التحتية.