18 سنة بالتمام والكمال هي المدة الفاصلة بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وبين قصيدة "مآذننا حرابنا"، والتي كانت سببا لإيداعه السجن في 1997 حين كان عمدة مدينة إسطنبول.
واستغل الرئيس التركي رجب طيب أردوغانن وجوده في مدينة "سيعرت" التي اعتقل فيها ليعيد قراءة أبيات شعرية، في نفس المدينة والساحة التي قالها فيها قبل 18 سنة، وكانت السبب المباشر في اتهامه بالتحريض على الكراهية الدينية.
جاء ذلك، في خطاب ألقاه أردوغان، الاثنين بمدينة "سيعرت"، جنوب شرق تركيا، خلال مراسيم افتتاح مجموعة من المشاريع التنموية، من بينها مراكز للشباب، وملاعب رياضية، وتجمعات سكنية.
وقال أردوغان في خطابه "مدينة سيعرت، مكان مفصلي في مشواري السياسي، في هذا الميدان، قرأت شعرا، صادقت عليه وزارة التعليم الوطني، وبسببه اتهمت وأدخلت للسجن، هل تتذكرون تلك القصيدة الشعرية؟، هل نستطيع أن نقرأها من جديد؟".
ثم قال"لنرى أين كانت تركيا وإلى أين وصلت، لنرى مرة أخرى كيف هي الحرية في تركيا"، فبدأ يردد "مساجدنا ثكناتنا، قبابنا خوذاتنا، مآذننا حرابنا، والمصلون جنودنا، هذا الجيش المقدس يحرس ديننا، الله أكبر، الله أكبر".
وبسبب هذه القصيدة للشاعر التركي "زييا كوكالب" التي أنشدها قبل 18 سنة، في17 دجنبر/كانون الأولى 1997 سجن ومنع أردوغان من الترشيح للانتخابات العامة، ومن العمل في الوظائف الحكومية، بتهمة التحريض على الكراهية الدينية.
أردوغان الذي أصبح اليوم رئيسا لجمهورية تاركيا، سبق له أن انضم "حزب الخلاص الوطني" بقيادة أستاذه نجم الدين أربكان في نهاية السبعينات، لكن مع الانقلاب العسكري الذي حصل في 1980، ثم إلغاء جميع الأحزاب.
وبحلول سنة 1983 عادت الحياة الحزبية إلى تركيا وعاد نشاط أردوغان من خلال حزب "الرفاه"، خاصة في محافظة إسطنبول.
و في سنة 1994 رشح "حزب الرفاه" أردوغان إلى منصب عمدة إسطنبول، واستطاع أن يفوز في هذه الانتخابات، خاصة مع حصول حزب الرفاه في هذه الانتخابات على عدد كبير من المقاعد.
كما لم تثن قضية اعتقال أردوغان في تاريخ 17 ديسمبر 1997، عن الاستمرار في مشواره السياسي، بل تنبه بعدها إلى كون الاستمرار في هذا الأمر قد يعرضه للحرمان إلى الأبد من السير في الطريق السياسة كما حدث لأربكان.
فاغتنم بعدها فرصة حظر حزب الفضيلة، لينشق مع عدد من الأعضاء منهم "عبد الله غول"، وتأسيس حزب العدالة والتنمية سنة2001، فأعلن أن العدالة والتنمية سيحافظ على أسس النظام الجمهوري ولن يدخل في صراعات مع القوات المسلحة التركية.