بقلم: د. عز الدين الكومي
ماذا كان ينتظر المصريون عندما سكتوا على جرائم وفظائع الانقلاب العسكري وسكتوا عن الحرب على دين الله من كل ساقط وساقطة وعاهرة وراقصة ومارق ومارقة؟ وماذا كانوا ينتظرون بعد أن قامت عمائم الأزهر الذي كان شريفا بتأييد مطلق للنظام الانقلابي بدون حياء أو خجل يبررون له جرائمه ويهللون ويطبلون ويضفون علية قدسية الأنبياء والمرسلين.
حتى الكنيسة والتي تزعم المحبة والسلام صفقت وشكرت بل وأيدت النظام الانقلابي ودعت أتباعها ليقولوا نعم لدستور الدم لأن قول نعم يجلب النعم وكان نصيب الكنيسة وافرا من نعم الانقلاب التي انهالت على تواضروس وأتباعه.
وماذا كنتم تنتظرون بعد المجازر الظالمة التي قادها العسكر وعصابات الداخلية البلطجية مستخدمين كل أسلحة ضد الأبرياء العزل؟
وماذا كنتم تنتظرون من إعلام سفيه جمع كل الحقراء والرويبضات ليتطاولوا على كل القيم ويهللون لكل جرائم النظام الانقلابي؟
وماذا كانوا ينتظرون من قضاء فاسد يصدر أحكام إعدامات بالجملة على أكثر من سبعين شخصا في قضية قتل مأمور أحد مراكز الشرطة وبعد ذلك أحكام بالمئات يصدق عليها مفتي الدم وهو يعلم أنه كاذب في كل ما نطق به قضاء العار وما حكم به؟
وماذا كنتم تنتظرون من ساقطي الداخلية وبلطجيتها وعساكرها من انتهاك أعراض الحائر واغتصابهن في سيارات ومدرعات الشرطة؟
أم ماذا كنتم تنتظرون من الاستهانة بأرواح البشر كما جاء على لسان عباس ترامادول وهو يتحدث عن شهداء سيارة الترحيلات الحاجة وتلاتين بتوع سيارة الترحيلات ليصدر فيها حكم بالبراءة على أحد مدللي قيادات الداخلية؟
أمّاذا كنتم تنتظرون بعدما أصبح في كل بيت في مصر الآن شهيد أو جريح أو معاق أو مطارد أو معتقل أو يتيم أو ثكلى أو أرملة أو خائف فاقد للأمن والإيمان؟
هل كنتم تنظرون أن تمطر السماء عليكم ذهبا وفضة أو دراهم الإمارات التي لم تبخل في تدبير المكائد والمصائب ضد هذا الشعب أم كنتم تنظرون أيسقط عليكم المن والسلوى مع إشراقة كل صباح؟
ما وقع اليوم هو تسونامي بكل المقاييس وسيلقي بظلاله على حياة المصريين لشهور وربما سنوات هذا ظل هذا النظام الانقلابي المدمر ومع مجيء غراب البين والكوارث تترى وكل يوم نستيقظ على كارثة جديدة وآخر هذه الكوارث غرق مركب نيلي ومحمل بـ 500 طن فوسفات كارثة بيئية بمعنى الكلمة.
ومما غاظني فعلا هو التعاطي الإعلامي الانقلابي مع الحادثة على أنه مجرد حادث سير عادي أو مقتل مجند أثناء تنظيف سلاحه –نيران صديقة– كما أن معالي الوزير وجه بإغلاق محطات الشرب وكلف الجهات المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة، والشركة القابضة -والحمد لله– أعلنت أنه ما في أي مشكلة لأنه الفوسفات بيترسب في قاع النيل وكله تمام يا أفندم وكله على ما يرام ولا يسير مع مياه النيل وكله سمن على عسل.. ومن ساعة ما أطلق شعار وبكرة تشوفوا مصر وهي في النازل كوارث وفناكيش وفشل وغلاء أسعار وانفلات أمني ودمار وخراب ونفاق وحقد وكراهية.. اللي حصل ده كارثة ولازم نقول إنها دولة فاشلة علشان الفوسفات ده لما تشربه ويجيلك سرطان انت و عيالك مش هينفعكم حد من المسئولين!!
وأخيرا وليس آخرا أنا لدي تفسير مغاير لما ذكر من تفسيرات غرق ناقلة الفوسفات في النيل وأنه انتحرت وغرقت لتغيظ الإخوان!

