قالت مصادر بالشرطة والمخابرات العامة المصرية إن الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الذي عذب وقتل في مصر احتجزته الشرطة ثم نقلته إلى مجمع يديره جهاز الأمن الوطني في اليوم الذي اختفى فيه.


ورغم نفى مسؤولون انقلابيون بشدة أي تورط للشرطة في مقتل ريجيني، إلا أن 3 مسؤولين بالمخابرات المصرية و3 مصادر بالشرطة قالوا لرويترز إن الشرطة احتجزت ريجيني في مرحلة ما قبل وفاته.


المصادر الستة بالمخابرات والشرطة قالت إن رجال شرطة في زي مدني ألقوا القبض على ريجيني قرب محطة مترو جمال عبد الناصر في القاهرة مساء يوم 25 يناير، حيث كانت الإجراءات الأمنية مشددةً في ذلك اليوم الذي وافق ذكرى ثورة يناير 2011.


كما كشفت المصادر إلقاء القبض على مواطن مصري في نفس الوقت، لكن لم تتضح صلة هذا الرجل بريجيني ولا سبب اعتقالهما.


وبالرغم من أن كل المصادر قالت إن الرجلين لم يكونا مستهدفين بشكل محدد، لكنهما احتجزا في إطار حملة أمنية واسعة.


أحد مسؤولي المخابرات أكد أن ريجيني والرجل الآخر اقتيدا إلى قسم شرطة الأزبكية بوسط القاهرة بواسطة حافلة صغيرة بيضاء تحمل لوحات شرطة.


وذكرت المصادر الثلاثة بالشرطة أن ضباطاً كانوا في الخدمة بالمنطقة تلك الليلة أكدوا لهم أن ريجيني اقتيد إلى قسم شرطة الأزبكية.


وقال أحد ضباط الشرطة والذي أكد أن المحتجز كان ريجيني "تمّ إبلاغنا أنه تم إلقاء القبض على إيطالي ونقل إلى قسم شرطة الأزبكية."


ضابط كبير في قسم الشرطة قال لرويترز إنه يتذكر اقتياد إيطالي للقسم، وأضاف أنه سيبحث في السجلات لتأكيد الاسم. لكنه رفض التعليق بعد ذلك قائلا: "لا أعرف شيئاً عن هذا... بحثت في السجلات. اسم ريجيني لم يكن موجوداً بها."


وقال مصدر في المخابرات إن ريجيني احتجز في قسم الأزبكية لمدة 30 دقيقة قبل نقله إلى مقر جهاز الأمن الوطني في شارع لاظوغلي بالقاهرة.


ولم تذكر المصادر ماذا حدث للباحث الإيطالي بعد ذلك. ولم تستطع رويترز الحصول على معلومات بشأن مكان الرجل الآخر الذي اعتقل مع ريجيني.


تطابق روايات


تتطابق هذه التصريحات مع ما نشرته الصحافة الإيطالية يوم 6 أبريل الجاري، والتي كشفت عن تلقيها رسائل إلكترونية من شخص مجهول، يعتقد أنه من جهاز الشرطة السرية المصرية على حد وصفها، تكشف عن تفاصيل كثيرة جديدة حول مقتل واختفاء الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة بين 25 ينايرو3 فبراير الماضي.


وتقول صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية إن ما جاء في الرسائل يقود مباشرة إلى قلب أجهزة الأمن المصرية، المدنية والعسكرية، وشرطة محافظة الجيزة، ووزارة الداخلية ورئاسة الجمهورية.


يذكر أن ريجيني اختفى وسط القاهرة في 25 يناير ليُعثر على جثته بعد 9 أيام وعليها آثار تعذيب.


وشكل مقتل الطالب الإيطالي أزمة بين القاهرة وروما، فقد طالبت الحكومة الإيطالية السلطات المصرية بتحديد المسؤول عن تعذيب وقتل طالب الدكتوراه الذي كان يقوم ببحث عن الحركة العمالية وقضايا اجتماعية أخرى في مصر.


وكانت الحكومة الإيطالية يوم 8 أبريل الجاري سحبت سفيرها بمصر ماوريتسيو ماساري للتشاور، وذلك بعد انتهاء اجتماعات جمعت وفداً قضائياً وأمنياً مصرياً ومحققين إيطاليين في روما بشأن التحقيقات الجارية لمعرفة ملابسات مقتل ريجيني.