09/02/2009
أعلن مركز سواسية لحقوق الإنسان ومناهضة التميز فى بيان له عن رفضه القاطع والصريح لتحويل الأستاذ مجدي أحمد حسين للمحاكمة العسكرية بزعم اتهامه بالتسلل إلي غزة عبر أحد الأنفاق بين مصر والقطاع؛ لتعارض ذلك مع كافة المواثيق والأعراف الدولية الخاصة بحقوق الإنسان.
و أكد المركز أن إحالة حسين للقضاء العسكري، إنما تأتي لأغراض سياسية بالأساس، وذلك من أجل قطع الطريق أمام كل من يطالبها بفتح معبر رفح الرئة الوحيدة المتبقية للشعب الفلسطيني المحاصر منذ ما يقرب من السنتين، وذلك بزعم تهديد الأمن القومي المصري.
كما أكد المركز فى بيانه على أن تلك الإحالة تحمل في طياتها الكثير من رسائل التهديد والإرهاب، ليس فقط للمدافعين عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ولكن لكل المنظمات الحقوقية والمعارضة السياسية، ولكل من يرغب في نصرة الشعب الفلسطيني المحاصر في القطاع.
ويضيف المركز أن هذا الأمر يتعارض مع حقوق الإنسان التي أقرّتها كافة المواثيق والشرائع الدولية؛ فالحق في المحاكمة العادلة والمنصفة أمام القاضي الطبيعي من الضمانات الأساسية التي لا يجوز إهدارها تحت أي ادعاء.
هذا و قد سجل المركز أسفه الشديد لاستمرار تلك الظاهرة ( إحالة المدنيين للمحاكمة العسكرية ), ويشدد على ضرورة أن تحترم الدولة القواعد الشرعية والإجرائية عند محاكمة المتهمين بأن لا يُحْرَموا من حقهم في المحاكمة أمام قاضيهم الطبيعي .
فحسب نصوص الدستور فضلاً عن ما ورد في مواثيق حقوق الإنسان الدولية تعد المحاكم العسكرية محاكم منتقصة ولا تتمتع بالاستقلال ، حيث إن القاضي العسكري لا يتمتع بالحصانة ومعرض للنقل والفصل .
كما طالب المركز رئيس الجمهورية بإعمال صلاحياته الدستورية والقانونية من أجل إيقاف إحالة المدنيين للمحكمة أمام القضاء العسكري, وإحالتهم بدلاً من ذلك إلى المحاكم المدنية, حيث يمثل استمرار هذه الظاهرة غير الشرعية انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان وما اتفقت عليه الأعراف والمواثيق الدولية, ويعد أيضًا انتهاكًا ومخالفة صريحة للدستور المصري, فضلاً أنه يضر بسمعة مصر ومكانتها أمام المجتمع الدولي والرأي العام العالمي.
كما طالب رئيس الجمهورية بالإفراج الفوري عن مجدي أحمد حسين باعتبار أن دخوله لقطاع غزة كان لأغراض إنسانية في الأساس، ولم يكن بهدف الإضرار بالأمن القومي المصري، فضلاً عن أن المأساة التي كان يعيشها الشعب الفلسطيني كانت تدفع كل المدافعين عن حقوق الإنسان في شتى أنحاء العالم للتحرك بمختلف السبل لرفع الظلم الواقع علي كاهل هذا الشعب الفقير.