22/07/2011
أصدر الزميل عامر شماخ عن مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة كتابه الثالث والعشرين: ماذا قدم الإخوان المسلمون لمصر والإسلام؟ في (240) صفحة من القطع المتوسط.
الكتاب قدّم أكثر من ثلاثين إنجازًا لجماعة الإخوان على مدار عمرها الممتد من مارس 1928 وحتى يناير 2011م.
يؤكد شماخ في مقدمة الكتاب أن هذه الإنجازات على الرغم من أهميتها وكثرتها تمَّت في ظروف عصيبة، فباستثناء الفترة: 1928-1942م وهي التي مارس خلالها الإخوان أنشطتهم بحرية نجد أن الجماعة لم تسلم في باقي الفترات من تقييد الأنشطة والتضييق عليها، وقتل أعضائها وسجنهم وتعذيبهم، بل حل الجماعة وتفكيك مقارها وشُعبها.
كما يؤكد أن الجماعة كان بإمكانها أن تنجز أكثر من ذلك بكثير لو أن الظروف تهيأت لها فلم تمارس ضدها تلك الضغوط الرهيبة، المحلية والعالمية، من أجل الحيلولة بينها وبين الفعل والإنجاز، والالتحام بالجماهير، وإدخال الفكرة الإسلامية في الحياة العامة والسياسية.
وعلى الرغم من كبر حجم الكتاب فإن شماخ يؤكد أن ما تم عرضه لا يمثل كل إنجازات الجماعة، ويوضح أن الذي عرضه موجز مختصر لما تم في هذا الجانب أو ذاك، إذ إن كل إنجاز- حسب قوله- يحتاج إلى كتاب مستقل بذاته، وهذا– كما يؤكد- ليس عمله، بل هو عمل الباحثين والمؤرخين، معتبرًا كتابه نواة للمتخصصين والمهتمين بهذا الجانب؛ يبنون عليها ويوسّعون فيما حولها.
الكتاب فى 240 صفحة من القطع المتوسط، واستعرض فيه المؤلف فى مشهديه مختصرة موجزة لأكثر من ثلاثين إنجازا مصريا وإسلاميا سجلهم التاريخ بكل شرف وبأحرف من نور لجماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها عام 1928 حتى عام 2011، وهى فى الحقيقة ليست كل انجازاتها بقدر أنها الأهم.
ويقول المؤلف: إن نظرة واحدة على تلك الانجازات سوف تفرض السؤال التالى: ماذا لو لم يكن هناك إخوان مسلمون؟! وفى تصورى أن الناس سوف يختلفون على الإجابة ، بين شاكر لدورهم ومنكر له.. لكن الذى لا شك فيه أن الكل سوف يجمع على وطنية تلك الجماعة وخيرية أبنائها، وأنها تعد دون جدال مدرسة فريدة فى التربية والسلوك خرجت أجيالا معتزة بإيمانها.
طاف المؤلف وغاص مابين التفصيل والإجمال، والتكثيف والإيجاز، عبر تاريخ الإخوان المسلمين، معتبرا أن أهم مراحل العمل الدعوى للجماعة والتى مارست فيه أنشطتها بحرية كانت فى الفترة الزمنية (1928 -1942 م)، ولكنها لم تسلم بعد ذلك فى باقى الفترات من التقييد والتضييق وملاحقة أعضائها ،وسجنهم، وتعذيبهم، وقتلهم، وحل الجماعة وتفكيك شعبها ومقارها منذ عهد النقراشى باشا فى العهد الملكى مروراً بثورة يوليو 52 وعصور عبد الناصر والسادات ومبارك.
واستعرض الكتاب مواقف "الإخوان" فى التصدى للطغاة والمستبدين ومحاربة الفساد والمفسدين، ودفع ضريبة ذلك من حرياتهم ودمائهم وجهاد المحتل الإنجليزى، مستدلا بقتل الإمام حسن البنا مؤسس الجماعة لإسكات صوت الإخوان، وتآمر القصر والإنجليز عليه، وتصدى المستشار الهضيبى المرشد الثانى للرئيس جمال عبد الناصر، ما أسفر عن قرار حل الجماعة فى 12 من يناير 1954، واعتقال وسجن الإخوان ومرشدهم، وإعدام الشهيد سيد قطب وعبد القادر عودة، وتعذيب النساء والشباب والقيادات بالسجن الحربى وسجن القلعة، وذكر المؤلف بالتفصيل مواجهة المرشد عمر التلمسانى الشهيرة مع الرئيس السادات وشكايته لله فى مؤتمر عام.
وأجاب الكتاب عن دور الإخوان المسلمين فى حماية ثورة23 يوليو و25 يناير 2011 وإفشال مخططات إجهاضهما، وإعلائهم قيم المواطنة ووأد الفتنة الطائفية واحتواء العنصر القبطى من خلال رؤية إسلامية وسطية، وجهودهم فى الإصلاح السياسى والدفاع عن حقوق المواطن المصرى وكرامته، ودور الجماعة الاقتصادى فى إنشاء المصانع والشركات والمتاجر والمؤسسات الوطنية، وحول دور الجماعة الاجتماعى تعرض المؤلف لإسهام الإخوان المسلمين فى الأعمال الخيرية والبر ومحو الأمية ومحاربة الفقر ومحاولتهم لإيجاد مجتمع إسلامى متكافل.
وأشار المؤلف بالوثائق إلى دور الإخوان فى التصدى للتيارات الإلحادية والمذاهب الهدامة والغزو الثقافى، ومحاربة التنصير وحركات التبشير، ومحاربة الإباحية والرذائل والمنكرات وابتذال الأخلاق.
ويختتم الكتاب صفحاته باستعراض دور جماعة الإخوان فى إحياء فريضة الجهاد فى الأمة العربية و الإسلامية، ودورها فى فلسطين وقضايا العالمين العربى والإسلامى، ودعم الأقليات المسلمة وحركات الاستقلال والتحرر الوطني، وتأسيس مشروع إسلامى حضارى لنهضة الأمة فى مواجهة المشروع الغربى المهيمن.