01/04/2011

أكد  الأستاذ محمد مهدي عاكف، المرشد العام السابق للإخوان المسلمين، أنه لا مانع لدى الجماعة من أن يترأس قبطي رئاسة حزب "الحرية والعدالة"، ما دام جاء عن طريق الانتخابات وحظي بقبول أعضاء الجمعية العمومية للحزب، وسيسير على برنامجه.

 وقال الاستاذ - في حواره مع فضائية (الأقصي) في برنامج "لقاء خاص"،مساء يوم الجمعة -: إن الإخوان لا يضطهدون الأقباط ولا المرأة، وإنه على مَن يكرر "هذه الأسطوانة المشروخة" أن يراجع نفسه ويراجع ما تقوم به الجم؟اعة، فلا أحد كرَّم المرأة بقدر ما كرَّمها الإسلام ثم الإخوان، والجماعة تتعامل مع المسيحيين بما يفرضه الإسلام علينا، متسائلاً: "أليس اتصال فضيلة الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان والبابا شنودة، بطريك الكرازة المرقسية، يدحض كلَّ هذا الكلام؟".

  وعما تردد حول تقديم د. عبد المنعم أبو الفتوح استقالته، وما تردد عن قيام د. إبراهيم الزعفراني بإنشاء حزب سياسي بعيدًا عن حزب الإخوان، قال الأستاذ عاكف: "هذه هي الجماعة.. مَن يريد أن يسير معنا فمرحبًا به، ومَن أراد أن يتركها فمرحبًا به أيضًا ولن نذكره إلا بالخير، وندعو الله له أن يوفقه في خدمة الإسلام".

وأضاف أنه قد خرج من الإخوان الكثيرون، وفُصل عن الإخوان الكثير، ولم تتأثر الجماعة، ولكن مَن ينظر للموضوع من بعيد يجد أن أغلبهم يعود مرة أخرى إلى حضن وكنف الإخوان.

 ودعا المرشد العام السابق جموع الإخوان إلى العمل لخدمة المجتمع المصري ولخدمة هذا الدين، وعدم الوقوف عند الكلام والمناقشات والمناظرات، مشيرًا إلى أن مصر تحتاج من الإخوان الكثير للخروج مما هي فيه.

  وطالب الأستاذ عاكف الإخوان، قيادةً وصفًا، ألا يفكروا بعقلية ما قبل 25 يناير، وألا يكثروا من الكلام، بل عليهم أن يتفرَّغوا للعمل والحركة؛ لوأد المحاولات الحثيثة التي تحاول أمريكا والكيان بها القضاء على مكتسبات الثورة وإفشالها.

 وشدد على أن الإخوان هم الهيئة الإسلامية الوحيدة على مستوى العالمين العربي والإسلامي التي تحمل مشروعًا نهضويًّا للأمة ضدَّ الصهاينة والأمريكان، مشيرًا إلى أن مَن يحاول أن يقول عكس ذلك فعليه أن يراجع نفسه.

وقال إن ثورة 25 يناير أظهرت حقيقة وأخلاق المصريين، وأثبتت أن الإخوان كانت العمود الفقري لها دون أن يعلنوا ذلك، وكانوا في قلب الثورة دون أن يتقدَّموا أو يتأخروا، مشيرًا إلى أن المتخوفين من الإخوان عليهم أن يراجعوا أنفسهم، وعلى الجماعة ألا تعيرهم اهتمامًا وأن تسير في طريقها دون الالتفاف إلى مَن يهاجمونها، وستكون أفعالهم خير رد عليهم.

 ولم يعترض المرشد العام السابق على أن يضم مكتب الإرشاد أيًّا من الأخوات، مشيرًا إلى أن هناك عدة تجارب لعدد من المكاتب الإدارية التي تضم الآن أخوات، إلا أنه رفض في نفس الوقت أن تتولى امرأة منصب المرشد العام لما يمثله ذلك من مجهود عليها، مشيرًا إلى أن النساء أنفسهن لن يقبلوا بذلك، موضحًا أن الإخوان كانوا يرفضون تمثيل الأخوات في مكتب الإرشاد خوفًا من بطش الأمن بهن.

 وعن علاقة الجماعة بالحزب المزمع إنشاؤه، قال الأستاذ عاكف: "الإخوان هيئة إسلامية جامعة لها واجبات كثيرة سواء كانت اقتصادية، أو دعوية، أو فنية أو تربوية، أما الحزب فهو الواجهة السياسية لتوجه الإسلام عامة والإخوان خاصة"، مشيرًا إلى أنه سيكون مستقلاً تمامًا عن الجماعة، ولكنه سيمثل وجهة النظر الإخوانية على الساحة السياسية
وأشار إلى أن وجود د. محمد سعد الكتاتني، عضو مكتب الإرشاد، وكيلاً للمؤسسين لا يعني وصاية الجماعة على الحزب، وإنما القاعدة الجماهيرية والجمعية العمومية هما مَن سيختار المكتب التنفيذي، وهيئة المكتب ورئيس الحزب عن طريق الانتخابات.

 وأكد أ. عاكف أن الجماعة لا تمانع من أن يتولى أحد المسيحيين منصب رئيس الحزب إذا قام أعضاء الحزب بانتخابه، موضحًا أن الجماعة سترحب بذلك لأنها نتاج التجربة الديمقراطية.

 ودعا إلى أن يستفيد حزب الحرية والعدالة من التجربة التركية وحزب "العدالة والتنمية" الحاكم، من الناحية الإدارية والاقتصادية والتعليمية، وليس من ناحية السياسة الخارجية التي قد لا تتناسب مع حزب الإخوان.