19 / 7 / 2009
محمد صلاح / نافذة مصر :
أصبح من المعروف لدى القاصى والدانى أن الإخوان كثيراً ما يتعرضون إلى ضربات شديدة بين الحين والآخر عن طريق إعتقالات ومصادرة أموال دون أن يكون هناك مسوغ قانونى لذلك ، ويتكرر ذلك بين الحين والآخر ، و كان آخرها الحملة التى يعيش الإخوان فى أجوائها والتي سميت بقضية التنظيم الدولى ويأتى على رأس عشرات المعتقلين فيها عضوى مكتب الإرشاد د. عبد المنعم أبو الفتوح ، ود. أسامة نصر ، وهو ما جعل العديد من الأوساط والقوى السياسية تتساءل :
" لماذا لا ينزل الإخوان إلى الشارع إحتجاجا ، للرد على هذه الضربة " وتتوالى التساؤلات بل وتتصاعد وتيرتها يوماً بعد يوم وهو ما يستوجب رد الإخوان عليها .
من ناحيته أكد فضيلة الأستاذ / محمد مهدى عاكف – المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين – أن هذه سياسة الإخوان وهم يرون عدم النزول إلى الشارع دفاعا عن أنفسهم ، مشيرا إلى أن الشارع المصرى والقوى السياسية كلها يتعرضون لما أسماه العبث السياسى والتنكيل ، ولكن الإخوان أكثر ما يعانون منه ، نظراً لقوتهم وحجم تواجدهم ، معتبرا أن من يهاجمون الإخوان لعدم الرد فى الشارع لا يوجد عندهم أى برنامج لمواجهة الفساد ومقاومة الإستبداد ، لأنه لو كان عندهم طريق لسلكوه ونفذوا برنامجهم ، مضيفاً : هؤلاء عليهم أن يتحدثوا عن أنفسهم فقط .
وأكد عاكف على أن الإخوان مستعدون للتعاون مع كل القوى السياسية والوطنية للرد ، والإتفاق على إجراءات يلتزم بها الجميع حتى يكف النظام يده عن شرفاء الأمة ، وأموالهم وأعراضهم .
بينما أشار الدكتور / محمد حبيب – النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان – إلى أن الحديث عن هذا الأمر يستوجب التاكيد على عدة معانى تتمثل فى أن الإخوان ليسوا فردا واحدا وإنما جماعة مؤسسات لها وزنها ورصيدها فى العمل السياسى ومواقف تاريخية فى التعامل مع أنظمة مختلفة ومتعددة عبر عقود ماضية ، بالإضافة إلى أنها جماعة تعتمد مبدأ الشورى فى كل تصرفاتها وقراراتها بوصفها " شورى ملزمة " وأن أى موقف سياسى يكون فيه أطروحات مختلفة وبدائل متعددة لها إيجابياتها وسلبياتها وتقوم الجماعة فى النهاية بالترجيح والإنحياز إلى ما تراه مناسبا لها وعلى استعداد لتحمل كافة تبعات هذا القرار .
وألمح حبيب إلى أن كل هؤلاء الذين يحملون على الإخوان مع إعترافهم بكيان وقوة وقدرة ومؤسية الجماعة أن يتركوا للجماعة فرصة تقدير الأمر ، و إختيار البديل المناسب إزاء ما يواجههم من أفكار .
وعلى الجانب الآخر اعتبر الدكتور محمد مرسى – عضو مكتب الإرشاد والمشرف على القسم السياسى بالجماعة – أن الإجابة عن هذا السؤال أمر ليس بالأمر السهل ، ولا يمكن الحديث عنه إلا وفق منظومة كاملة للحوار تتعلق أولا بسؤال لماذا تمت إعتقالات الإخوان ، ومن المسئول عن تأخر البلد وإنتشار الفساد فيها ، ثم البحث عن إجابات لأسئلة تمهيدية أخرى هى :
أين القانون والدستور من التطبيق ، ولماذا تغولت السلطة التنفيذية على السلطة القضائية ، ثم لماذا يحال المتهمون المدنيون إلى القضاء العسكرى دون قاضيهم الطبيعى ، لتأتى فى النهاية الإجابة على السؤال ما هى ردود فعل الإخوان تجاه هذا الواقع .
انتظروا الجزء الثانى :
(( خبراء وسياسيون يجيبون على نفس السؤال ))