أدّت مشكلة تكدس خامات الأعلاف بالموانئ المِصْرية، نتيجة عدم توفير الدولار الأمريكي، إلى ارتفاع أسعار الدواجن في الأسواق، التي يتوقع ارتفاعها بشكل أكبر مع انخفاض درجات الحرارة خلال موسم الشتاء، الذي ينتج منه زيادة معدلات نفوق الدواجن. 

وبلغ سعر الدواجن البيضاء بالمزارع 16 جنيهًا للكيلوجرام بعد أن كان يصل إلى 12 جنيهًا، بينما يصل في الأسواق إلى 19 جنيهًا للكيلوجرام مقابل 17 جنيهًا. 

وقال رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية، عبد العزيز، في تصريحات صحفية: إن معظم الصادرات في مِصْر تعتمد في إنتاجها على مواد خام يتم استيرادها من الخارج. 

وأشار إلى أن استيراد أعلاف الدواجن يواجه أزمة بسبب نقص الدولار، ما أدى إلى وصول سعر الطن إلى 4700 جنيه للطن في ديسمبر الجاري، مقابل 3500 جنيه للطن في نوفمبر الماضي.

وأضاف أن سوق الدواجن تشهد موجة غير مسبوقة من ارتفاع الأسعار، الأمر الذي جعل المواطن البسيط يتساءل عن أسباب تلك الزيادة غير المفهومة، خاصة أن الدواجن من أهم مصادر البروتين، وهى البديل الأساسي عن اللحوم الحمراء التي لا يقدر على شرائها الفقراء ومحدودو الدخل. 

وحسب رئيس اتحاد منتجي الدواجن، محمد الشافعي، فإن هناك عدة أسباب وراء ارتفاع أسعار الدواجن، منها العشوائية الكبيرة في السوق، وارتفاع تكلفة الإنتاج الذي يعتمد بنسبة 70% على الأعلاف المستوردة، وسعر الدولار الذي أصبح هو المتحكم في تلك الصناعة صعودًا أو هبوطًا. 

وأشار الشافعي -في تصريحات صحفية- إلى نفوق أعداد كبيرة من الدواجن بنسبة تزيد على الـ40% بسبب انتشار الأمراض، وعدم قدرة أصحاب المزارع على توفير التدفئة اللازمة في ظل أزمة السولار، و"مافيا" الدواجن أو السماسرة الذين يتحكمون في الأسعار بأكثر من طريقة، منها الاحتكار والمضاربة. 

ولفت إلى أن كل هذه الأسباب أدت إلى إغلاق الكثير من المزارع؛ حيث فضل 40% من صغار المربين الخروج من تلك الصناعة. 

وأضاف الشافعي أن مصر لديها مزارع لو عملت بكامل طاقتها فإنها تستطيع إنتاج 2 مليار دجاجة سنوياً، لافتا إلى أن أعلى نسبة لإنتاج الدواجن كانت العام الماضي 2014 وبلغت مليار دجاجة، أما الآن فتراجعت إلى 750 مليون دجاجة. 

وتابع: إن معدلات النفوق عند قدوم فصل الشتاء تصل إلى 40% مما يؤثر على حجم المعروض في السوق، ومن ثم يؤثر في تحريك الأسعار نحو الصعود. 

وأشار رئيس اتحاد منتجي الدواجن، إلى أن عدم وجود حد لأسعار الأعلاف المستوردة، وعدم وجود سيولة في النقد الأجنبي، سيكون له أثر سيئ على تربية الدواجن ومستوى الأسعار بشكل عام.