بقلم: د. عز الدين الكومي

 
بعد الفشل الذى منيت به الدبلوماسية المصرية بخصوص مفاوضات سد النهضة حيث الجانب الأثيوبى ماض فى طريقه غير عابئ بجعجعة أرجوزات الإعلام الانقلابى ولاهرتلة المسؤولين الانقلابيين ودبلوماسية تواضروس وساويرس وحريم السلطان!!.
 
فقد شارفت إثيوبيا على الإنتهاء من حوالى 55% من السد وستبدأ فى مرحلة ملئ الخزنان ب14مليار متر مكعب من المياه ولعل تصرف وزير خارجية الانقلاب فى ختمام اجتماعات اللجنة السداسية وتعامله مع مايك قناة الجزيرة بحقد وعنجهية يعطى انطباعا عن حالة الفشل الذريع التى وصل إليها النظام الانقلابى فى مفاوضات سد النهضة.
 
رئيس الوزراء المصري الانقلاب صرح إن المفاوضات لا تتم بسهولة واصفا إياها "بالصعبة" و أن "الوقت عامل مؤثر ونتعامل مع القضية بما يحمي حقوقنا ولا نتحدث عن خطواتنا" خوفا من الأشرار على طريقة زعيم عصابة الانقلاب.
 
كما أكد أن النقاط الرئيسية التى يتفاوض عليها النظام الانقلابى هى الحفاظ على حصتنا التاريخية من مياه نهر النيل وألا يستخدم السد في أية أغراض غير تنموية أو اقتصادية وألا تؤثر فترة الملء خلف السد على مصر وانسياب المياه ودة مطلوب بس فى المشمش وليس كل مايتمناه الانقلاب يدركه!.
 
والطريف فى الأمر أن الجانب الأثيوبى يؤكد أن سد النهضة سيمثل نفعا له خاصة في مجال توليد الطاقة وأنه لن يمثل ضررا على دولتى المصب كما واصلت إثيوبيا تعاطيها الإعلامي المميز مع هذه القضيةحيث لم يصدر عنها تصريحات استفزازية لأطراف الأزمة لكنها تواصل عملية بناء السد بوتيرة متسارعة رغم تحذير الفنيين السودانيين والمصريين من مغبة ذلك.
 
لكنها نجحت فى إدارة أزمة سد النهضة بامتياز لصالحها لأنها تراوغ تارة وتماطل تارة أخرى فى المفاوضات لكسب الوقت فكيف والحاله هذه وأن أية مباحثات قادمة محكوم عليها بالفشل مثل سابقتها.
 
زد على ذلك أن إثيوبيا تتقدم كل يوم في بناء سد النهضة والنظام الانقلابى يتخبط والوقت يمضى ومصر تفقد حقها التاريخى فى مياه النيل!.
 
إثيوبيا تعتمد في تعاملها مع الأزمة على عامل الوقت والتأجيل حتى يصبح السد حقيقة واقعة وهنا سيكون لكل حادثة حديث لأن الوقت والماء لصالحها وليس في صالح النظام الانقلابى الفاشل لأن المرحلة الأولى من بناء السد شارفت على الإنتهاء وستبدأ مرحلة ملء خزان السد بالمياه مما سيكون له آثار سلبيةعلى مصر والسودان مثل تصحّر الأرض الزراعية والنقص الحاد فى تدفق المياه إلى مصر وتأثر حصتها المائية التاريخية التي تقدّر بـ55.5 مليار متر مكعب سنويًّا.
 
والمتابع لأزمة سد النهضة وخيبة المسؤلين فى النظام الانقلابى وتضارب التصريحات يلاحظ بما لايدع مجالا للشك أن النظام الانقلابى بدأ يستعد فعليا لمرحلة مابعد بناء السد وذلك أن توقيع وثيقة المبادى التى وقعتها مصر منحت إثيوبيا شرعية بناء السد مما جعل النظام الانقلابى يستعد فعليا لمرحلة مابعد السد.
 
والسؤال هنا هل تملك مصرالتخلي عن اتفاق مبادئ سد النهضة الموقع مع إثيوبيا والسودان والذي يؤكد على قواعد استغلال هذا السد بشكل مشترك و طريقة تسوية النزاع بين إثيوبيا ومصر بخصوص بناء السد.وهنا سيتمسك الجانب الأثيوبى بهذا الإتفاق ويعتبره وثيقة يُفشل بها أى محاولات من النظام الانقلابى باللجوء للتحكيم الدولى والذى سيكون فى صالح إثيوبياحتما.
 
أم أن النظام الانقلابى يمكن أن يقوم بوقف المفاوضات واللجوء إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن وتحويل الأزمة إلى مشكلة دولية ويطلب من الدول الداعمة للسد بوقف الدعم لأنه يهدد أمن مصر القومي وهذا الطرح مصيره الفشل مثل سابقه لأن الدول الداعمة لأثيوبيا هى دول صديقة للنظام الانقلابى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الكيان الصهيونى ودولة المؤمرات المتخلفة.
 
والطرح الثالث طرحه أحد غربان الفضائيات وهو(دعوة زعيم عصابة الانقلاب إلى ضرب سد النهضة الإثيوبى عسكريًا محذراً من خطورة الانتظار حتى يوليو القادم وقت أن تكون إثيوبيا قد ملأت بحيرة السد وهذا خطر على الأمن القومي بتأثيره السلبي على حصتنا من المياه؟.
فيأتى رد وزير خارجية إثيوبيا تيدروس أدهانوم ليفضح النظام الانقلابى المفضوح(مصر الآن ضعيفة لا تستطيع ان تخوض حروبًا في الوقت الراهن نظراً لما تعاني منه من مشاكل فى الاقتصاد والحرب التى تخوضها على الارهاب فى سيناء من اهتماماتها الاولية، وأن مصر وافقت على الاتفاقيات الخاصة ببناء السد على عكس ما يعرض فى وسائل الاعلام المصرية ).بلاش تتهور ياكبير!!
 
يوم أن قال الرئيس محمد مرسى في كلمه له عن سد النهضة: "إن نقصت مياه النيل قطرة واحدة فدماؤنا هي البديل، ليس ماء هو وإنما هو وريد الحياة وشريانها، ليس ماء هو وإنما جعل الله منه كل شيء حي، نحن جند الله الذين أبدا لا يلهيهم كيد كائد أو تآمر أحد من هنا أو هناك عن أصل مشكلة يمكن أن تهددنا من شرق أو غرب أو شمال أو جنوب".

المقال يعبر عن رأي كاتب المقال