نشرت قناة الجزيرة الإخبارية، رسالة مسربة إليه من أحد نزلاء سجن العقرب؛ حيث تضمنت الرسالة ما يعانيه المعتقلون بالسجن الذين يصفونه بمقبرة العقرب.
وأضاف المعتقل -فى رسالته، التى نشرها الإعلامي زين توفيق على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، اليوم الثلاثاء- أنهم يعانون من أحوال أجسادهم الواهنة والضعيفة والملابس النتنة والزنازين التى لا يدخلها لا طعام ولا ضوء مع انعدام الرعاية الصحية.
وطالب المعتقل اللجان والمنظمات الحقوقية، بالتنديد لما يحدث مع الأستاذ مسعد أبو زيد، الذي يتعرض بتكبيل يديه وتعذيبه بسبب قراره بالإضراب عن الطعام، الخميس الماضى، إضافة إلى إصابته بشلل الأطفال.
وألمح المعتقل إلى أنه تم حجز الأستاذ مسعد أبو زيد برفقة 4 آخرين جراء تعذيبهم بالعناية المركزة، مطالبا بإنقاذ أبو زيد لمعرفة إن كان حيا أو ميتا.
وهذا نص الرسالة كالتالى:-
رسالة من العقرب نحن الأموات الأحياء، كل الناس يموتون مرة واحدة ونحن نتجرع مرارة الموت كل يوم مرات ومرات.. إن كنتم تظنونا نبالغ فاسألوا من يقابلوننا في لحظات بعثنا من مقبرة العقرب حين نخرج لجلسات المحاكمة.. اسألوهم عن أجسادنا الواهنة وعيوننا الغائرة وملابسنا النتنة والعفنة على أجسامنا وأقدامنا الحافية، أكتب لكم بدمي قبل مداد قلم استعرته لأنقل لكم ما حدث معنا يوم الخميس الماضي الموافق 4 ديسمبر.
بدأنا الخميس الماضي إضرابًا عن الطعام في ونج الداوعي (ونج 4 - h4) احتجاجًا على الأوضاع اللا آدمية التي نعيشها في زنازين بلا ضوء وطعام لا يسد الرمق ورعاية صحية منعدمة، غطاء واحد لكل سجين، وأحيانا لا غطاء سترة على اللحم مباشرة ممنوع حتى الشباشب كل ذلك في هذا الصقيع، الأدوية الدورية للأمراض المزمنة يجردوننا منها بعد أن حصلنا عليها.
أضربنا ووَهْمًا اعتقدنا أن ذلك يجدي أو يغير شيئًا.. تحركت الإدارة -المتمثلة في رئيس المباحث محمد البنا ومعاونه محمد فوزى وضابط الونج محمد شفيق والمخبر علاء- تحركوا نعم.. ولكن بصحبة القوة الضاربة، واقتحموا الزنازين وأخرجوا كل المضربين عن الطعام ومن بينهم الأستاذ/ مسعد أبو زيد (المصاب بشلل الأطفال)، كبلوهم من الخلف، وانهالوا عليهم ضربًا على القفا، لم يصمد الأستاذ مسعد بجسده الواهن أمام الضربات فسقط على الأرض من فوره ليبدءوا معه رحلة السحل هو وزملائه بطول العنبر، ثم بدأ الجنود برفسهم بالبيادة في وجههم وبطونهم ووقفوا على ظهورهم.
الأستاذ/ مسعد الآن يرقد في المستشفى، لا نعلم حالته، وهذا دلالة على خطورتها؛ لأنه لا تنقل أي حالة إلى المستشفى إلا على مشارف الموت، الأستاذ مسعد أبو زيد في العناية المركزة هو وأربعة آخرين يرقدون بلا حراك.
هذا فصل من فصول القتل اليومي الذي نتعرض له.. وأنا الحقيقة لا أدري هل سأم الناس من استغاثاتنا فلم يعودوا يستجيبوا أم أنهم تعودوا على حكايات الرعب في العقرب فصارت واقعا.
أناشد جميع لجان، جمعيات، مراكز، مؤسسات، منظمات حقوق الإنسان على الأقل هبوا لنجدة الأستاذ مسعد أبو زيد، الذي لا نعرف أكان لا يزال حيا أم لا.. ونحن لنا الله.. أحد نزلاء العقرب شاهد على مذبحة العقرب".