أكدت صحيفة "واشنطن بوست" – الأمريكية -، أن الفيضان الذي شهدته مدينة الإسكندرية جاء تتويجًا لسلسلة الأزمات التي تواجه قائد الانقلاب "عبدالفتاح السيسي"، خاصة أنه حدث بعد الأسبوع الماضي الذي شهد ضعف الجنيه ونقص العملة الأجنبية وانخفاض نسبة الإقبال على انتخابات برلمان العسكر.

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن الأمطار الغزيرة التي شهدتها ثاني أكبر المدن المصرية، كشفت الإهمال المتراكم في البينة التحتية للمدنية، وهو ما تسبب في حدوث "كارثة الفيضان" التي تسبب في مقتل 6 أشخاص على الأقل.

وأشارت إلى أن هذه الكارثة عصفت بمحافظ الإسكندرية – الانقلابي-، "هاني المسيري"، بعد تعرضه لانتقادات واسعة واتهامه بالإهمال والتراخي.

"جابان تايمز" اليابانية: فقر وإهمال
من ناحيتها أكدت صحيفة "جابان تايمز" – اليابانية -، أن غرق مدينة الإسكندرية بفعل مياه الأمطار، أكبر دليل على أن البنية التحتية مثل شبكات الصرف الصحي لا تزال فقيرة وغير محاطة بالرعاية.

وأشارت الصحيفة اليابانية -أمس الثلاثاء- إلى أن الأمطار الغزيرة تسببت في مقتل 6 أشخاص من بينهم 5 صعقًا بالكهرباء بعدما وقع "كابل الترام بالماء" وآخر مات داخل سيارته التي غمرتها المياه ولم يستطع التحرك.

وأوضحت أن ثاني أكبر مدينة مصرية، كانت مدينة عالمية، فضلًا عن أنها تعرف بـ"عروس البحر الأبيض المتوسط"، إلا أنها عاشت في العقود الأخيرة حالة تدهور ملحوظ من تكدس مروري، وبنية تحتية فقيرة.

"هافينجتون بوست": شعبية "السيسي" الزائفة
وكانت الكاتبة البريطانية من أصل تونسي والخبيرة في شؤون الشرق الأوسط، "سمية الغنوشي"، أكدت أن ضعف التصويت في انتخابات برلمان العسكر ما هو إلا تحدٍ من المصريين لما وصفته بـ "بروباجندا" أو دعاية الانقلاب.

وقالت "الغنوشي"، في مقال لها بصحيفة "هافينجتون بوست" الأمريكية، أمس الثلاثاء: إن الآلة المضادة للثورة في مصر، قامت بدعم من دولارات الخليج، بتحويل حياة المصريين إلى بؤس وشقاء، مشيرة إلى أن مصر هي أبعد ما تكون الآن عن جنة الاستقرار والترابط التي وعد بها قائد الانقلاب "عبد الفتاح السيسي" قبل عامين.

وأكدت الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط في نهاية مقالها، أن وسائل الإعلام المصرية وعلى رأسها الصحافة صارت بوقًا لسلطات الانقلاب يروج الدعاية للدولة ويسبح بحمد "السيسي" ويعيد ترديد كلماته، كما شددت على أن هذا الحكم الاستبدادي لم يحقق الاستقرار للمصريين، لذلك " ليس مستغربًا إذا أن تظهر مراكز الاقتراع في الانتخابات البرلمانية مهجورة من الناخبين".

ولفتت "الغنوشي"، إلى أن الإقبال الضعيف هو تحد صامت وجماعي من المصريين لدعاية دولة السيسي التي استخدمت في البداية توسلاتها العاطفية للناخبين بالنزول ثم المشاعر القومية والعقيدة الدينية، إلى تهديدات الممتنعين عن المشاركة بالغرامات والإدانات بتهمة الخيانة، وأَضافت:" ببساطة، رفض المصريون أن يكونوا جزءًا من مهزلة تهدف إلى منح السيسي عباءة الديمقراطية".