شهدت الساعات الماضية انتصار إرادة طلاب المرحلة الثانوية على حكومة الانقلاب بشأن قرار تطبيق العشر درجات للحضور والسلوك على طلاب الثانوية العامة.

بعد شهرين من عناد وزارة التعليم بحكومة الانقلاب وتأكيدها على تطبيق القرار مهما كانت العواقب، استطاع الطلاب بصمودهم وفعالياتهم المستمرة بكافة المحافظات، إجبارها على التراجع، بإصدار قرار بتجميد قرار الدرجات العشر للعام المقبل، في خطوة اعتبرها مراقبون "إلغاء" للقرار ولكن مع حفظ ماء الوجه.

ورحب مصطفى الهواري -مسئول صفحة «ثورة طلاب الثانوية العامة»- بتجميد القرار الخاص بمنح 10 درجات للسلوك والغياب لطلاب الثانوية، وقال "الهواري": إن مظاهرات الطلاب الحاشدة خلال الفترة الماضية أثبتت نجاحها ودورها الكبير في إلغاء القرار، مطالبا وزارة التربية والتعليم في حكومة الانقلاب بتغيير المنظومة، ووضع آليات لتنفيذ القوانين تتناسب مع واقع العملية التعليمية.

من جانبها، أكدت دينا عطا -نائب رئيس اتحاد طلاب مدارس مصر- أن الضغط الطلابي ساعد في إلغاء القرار، قائلة: عاش كفاح الطلاب، مطالبة بوجود إستراتيجية واضحة وموحدة للتعليم، وتوفير الإمكانيات بالمدارس التي تساعد في استمرار العملية التعليمية، مع الأخذ في الاعتبار الاقتراحات المقدمة من الطلاب لتحسين المنظومة.

وكان مراقبون ومتخصصون في الشأن التعليمي قد كشفوا عن أن السبب وراء قرار العشر درجات هو إقصاء الطلاب أبناء الإخوان الذين يتفوقون كل عام ويحرجون قيادة الانقلاب، وهو ما دفع السيسي إلى إلغاء حفل العام الماضي خوفا من إحراج الطلاب المتفوقين من أبناء الإخوان له.

فيما فسر خبراء قرار التجميد  بأنه محاولة  لاحتواء غضب الطلاب المتصاعد، خصوصا بعد انكشاف السيسي وحكومته بعد المقاطعة الشعبية غير المسبوقة لانتخابات "برلمان الدم".

كما أن السيسي منذ انقلاب 30 يونيو دخل في صدام  متواصل مع أكبر القوى الشعبية تأثيرا وانتشار وهي جماعة الإخوان المسلمين وحزبها "الحرية والعدالة" أكبر الأحزاب المصرية جماهيرية وشعبية، إضافة إلى تصادمه مع طلاب الجامعات والألتراس والعمال والموظفين بسبب قانون الخدمة المدنية، إضافة إلى تصادمه مع جموع الشعب بسبب غلاء الأسعار وعجزه عن تحقيق أي إنجاز يذكر.

وأفادت مصادر بأن جهات أمنية عليا أوصت باحتواء الموقف مع طلاب الثانوية في ظل الظروف الراهنة والأوضاع الاقتصادية المتردية ومعاناة الشعب بصورة كبيرة في ظل انهيار الجنيه أمام الدولار.