وجهت اليوم عدة روابط لعلماء المسلمين حول العالم، نداء إلى مفتي مصر، د. شوقي علام، يناشدونه عدم الموافقة على أحكام الإعدام الصادرة بحق الرئيس مرسي وكثيرين معه.
ووقع على البيان، الذي وجهه العلماء لمفتي مصر، كل من: رابطة علماء المغرب العربي، ومنتدى العلماء والأئمة في موريتانيا، وهيئة علماء المسلمين في السودان، ومركز تكوين العلماء في موريتانيا، وهيئة علماء فلسطين في الخارج، ورابطة علماء أهل السنة في تركيا، وينضوي تحت كل رابطة من هذه الروابط عشرات العلماء.

وقال العلماء في بيانهم: "نناشدكم أن ترفضوا هذه الأحكام الجائرة، وأن تتنزهوا عن تلطيخ أيديكم بدماء بريئة، تلقون بها الله يوم القيامة، ويعلم القاصي والداني براءتها، فإن زوال الدنيا أهون على الله من قتل امرئ مسلم بغير حق".
وذكَّر البيان مفتي مصر بأنه "لن يدوم لكم إلا كلمة الحق، وإلا قول الحق، وإن المناصب زائلة، ولن يجادل عنكم أحد من السلطة القائمة أمام الله يوم القيامة، يوم ينظر المرء ما قدمت يداه، وينظر عن يمينه وشماله فلا يجد إلا ما قدم".

نص البيان

نداء من علماء الأمة إلى مفتي مصر برفض الموافقة على أحكام الإعدام
صدر في غرة شعبان 1436هـ الموافق 19 مايو 2015م
فضيلة أ.د. شوقي علام مفتي جمهورية مصر العربية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
فقد تابع علماء الأمة الموقعون على هذا البيان بقلق بالغ المحاكمات التي تمت للرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي، وأكثر من مائة معه، وتحويل أوراقهم إليكم في دار الإفتاء لبيان الرأي الشرعي بشأنها، كما تابعوا بأسى عميق ما وقع اليوم من تنفيذ أحكام الإعدام على شباب قضية "عرب شركس"، والعالم يعلم طبيعة المحاكمة وكيف كانت. ومن واجب العلماء بعضهم على بعض التذكير والنصيحة – والدين النصيحة .
ومن هذا المنطلق نتحدث إليكم ونتكلم معكم، ونحن في ظل أحداث متشابكة وظروف معقدة، لا يسلم دين المرء فيها بسهولة. ومن المحالين إليكم زملاء لكم في العمل الجامعي، ودعاة وعلماء تعلمون سيرتهم وحياتهم؛ نزاهة وشفافية وحسن سيرة ومسيرة، كما أن التحقيقات التي تجري، والقضاة الذين يحكمون على الناس لا تخفى عليكم سيرتهم ومسيرتهم، وهو ما لا يمكن أبدا أن يطمئن إليه المفتي الذي ينبغي أن يُنزل حكمه الشرعي على أضوأ من الشمس، وأبين من فلق الصبح، وأوضح من غرة النهار.

فكيف إذا كان الأمر فيه صراع سياسي، ينتقم فيه طرف من طرف آخر، ويكيد فيه القوي للضعيف، وتقمع فيه السلطة شعبها، وتستخدم فيه كلَّ مؤسسات الدولة لصالح طرف بعينه، ولا تستطيع مؤسسة من هذه المؤسسات أن تقول لا، وإلا فسيكون مصيرها نفس المصير الذي يلقاه رجال مصر في السجون اليوم! ونحن نتطلع أن تنأوا بأنفسكم عن هذا الصراع، وألا تسهموا في أي ظلم مما ترونه رأي العين، وهو واضح لا يحتاج لتدليل، وألا تكونوا سببا – بعد ذلك – في إزهاق أرواح، والنفس عند الله غالية، كما لا تحتاجون إلى تذكير وبيان، قال تعالى: " مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا". سورة المائدة: 32. وقال تعالى: "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً". سورة النساء: 93.

إننا نناشدكم أن ترفضوا هذه الأحكام الجائرة، وأن تتنزهوا عن تلطيخ أيديكم بدماء بريئة، تلقون بها الله يوم القيامة، ويعلم القاصي والداني ببراءتها، فإن زوال الدنيا أهون على الله من قتل امرئ مسلم بغير حق!!.

يا فضيلة المفتي: لن يدوم لكم إلا كلمة الحق، وإلا قول الحق، وإن المناصب زائلة، ولن يجادل عنكم أحد من السلطة القائمة أمام الله يوم القيامة، يوم ينظر المرء ما قدمت يداه، وينظر عن يمينه وشماله فلا يجد إلا ما قدم.
اللهم إنا بلغنا، اللهم فاشهد.
الموقعون:
1- رابطة علماء المغرب العربي (عشرات العلماء).
2- منتدى العلماء والأئمة في موريتانيا (عشرات العلماء).
3- هيئة علماء المسلمين في السودان (عشرات العلماء).
4- مركز تكوين العلماء في موريتانيا (عشرات العلماء).
5- هيئة علماء فلسطين في الخارج (عشرات العلماء).
6- رابطة علماء أهل السنة في تركيا (عشرات العلماء).