مات الملك السعودي عبدالله بن العزيز، في 23 يناير الماضي، ففتحت القنوات المناصرة لعبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب على أول رئيس منتخب أبوابها لاستقبال التعازي على وفاة الفقيد، الذي لم يكل ولم يمل في تحويل الربيع العربي من المحيط للخليج لخريف على الشعوب التي ناشدت الحرية.

مات عبدالله، فأعلنت مصر الحداد لمدة سبعة أيام كاملة، وليس ثلاثة كما هو معروف، في رسالة تضامن من النظام المصري مع نظيره السعودي.

أيام بعد وفاة الملك، وقتل 40 جنديا مصريا من الجيش والشرطة، في هجمات استهدفت مقرات أمنية وعسكري شمال سيناء، لكن حكم العسكر لم يعلن الحداد عليهم وحتى بعد مرور يومين كاملين على الحادث.

موقف الحكومة الرسمي، آثار اشمئزاز إعلاميين مناصرين لها، فعلى سبيل المثال طالب الإعلامي خيري رمضان، السيسي بإعلان حالة الحداد في البلاد حزنا على قتلى سيناء، قائلا: "شهداء الجيش الذين سقطوا في سيناء ليسوا أقل من الملك عبد الله، خلينا نحزن بجد واحنا بنقاوم، لازم تعلن الحداد، الشهداء ماتوا وهم بيدافعوا عننا ولازم نحزن عليهم".

وكان الإعلان عن موت الملك عبد الله مساء يوم خميس، وعلى الفور حينها أصدر وزير الأوقاف "مختار جمعة" تعليمات لأئمة المساجد في مصر بأداء صلاة الغائب على روح الملك عقب صلاة الجمعة التي تشهد امتلاء المساجد.

وللمفارقة، فإن مقتل الجنود المصريين تم أيضا مساء الخميس، لكن الوزير لم يعلن -هذه المرة- إقامة صلاة الغائب على أرواحهم عقب صلاة الجمعة، كما فعل مع الملك عبد الله، بل أعلن إقامتها بعد صلاة العشاء اليوم السبت، ذرا -على ما يبدو - للرماد في العيون.

أيام قلائل، وحدثت مذبحة الدفاع الجوي، التي راح ضحيتها 22 من جماهير التراس وايت نايتس، بعد أن قامت الداخلية بإجبارهم على المرور من قفص حديدي ضيق، ورميهم بقنابل الغاز وطلقات الخرطوش، وكأن السيسي وإعلامه ليسوا هنا، ولم يتم الإشارة من قريب أن من بعيد عن ضحايا الالتراس.

في ذات السياق لم يختلف نهج الرئيس التونسي قايد السبسي، كثيرا عن نظيره المصري، فكلاهما أتيا من رحم الثورات المضادة، فحتى الآن لم يعلن السبسي حدادا على أرواح ضحايا متحف باردو، فيما بادر السبسي إبان وفاة ملك السعودية بإعلان الحداد في بلاده.