استلمت اليوم إدارة مدرسة رفح قرارًا بإخلاء المدرسة، وتسليمها للجيش الانقلابي خلال أيام، وترحيل الطلاب إلى مدرسة الإمام علي.
 
حيث تعد مدرسة رفح هي ثاني مدرسة يتم إخلاؤها وتحويلها لمعسكر لقوات الجيش الانقلابي، والمدرسة تضم المرحلتين الابتدائية والإعدادية، ما سيزيد من معاناة أهل المنطقة، بحسب آرائهم في القرار، فيما قرر عدد منهم منع إرسال أولادهم للمدرسة، خشيةً عليهم من بعد المسافة.
 
 
كما اعتبرها الأهالي خطوة جدية في مخطط تهجيرهم، حيث تزامن قرار إخلاء المدرسة مع حالة الطوارئ التي فرضها الجيش على منطقة رفح والشيخ زويد والعريش، والتي زادت معاناة الأهالي.
 
 فمنذ  أول أيام حالة الطوارئ الأهالي يلقوْن تعنتًا شديدًا، وتضيقًا من قبل الضباط، وبحسب أحد المواطنين - رفض ذكر اسمه - فإن أحد الضباط هددهم قائلًا: "من بعد الساعة خمسة اللي هلاقيه في الشارع دمه مهدور".
 
كما شمل تعنت الظباط التضييق علي الكمائن، حتى المعلمين الذين ينتقلون من العريش لمدارس الشيخ زويد، لم يسلموا من دائرة التضييق على الكمائن، فروى شاهد عيان أن مدرسًا حاول أن يقنع المجند المتواجد علي كمين الخروبة بأن يسمح له بالمرور؛ لأنه مرتبط بموعد اليوم الدراسي، فما كان من المجند إلا أن يرد عليه قائلًا: "تعليم مين يا أبو تعليم خليك واقف في الصف".
 
فيما أفاد آخرون أنه تم إطلاق النار على بعد مترين فقط من سيارتهم، وذلك أثناء مرورهم على كمين للجيش الانقلابي على طريق "الشيخ زويد - رفح"، رغم أن معظم ركاب السيارة كن نساء، والساعة كانت الثانية ظهرًا، أي قبل ميعاد الحظر.
 
ورغم شدة التضييق ونقص الخدمات المستمر، فإن مأساة التهجير لا تزال تحتل المرتبة الأولي في ما يشغل أهالي مدينتي رفح والشيخ زويد، الكل لا تفكير له سوى: هل حقًا سيأتي اليوم الذي يجدون أنفسهم وقد أصبحوا لاجئين، بعد أن كانوا مواطنين في بيوتهم وأرضهم.