فور إعلان تقسيم المحافظات الجديد خرجت موجة من الاحتجاجات في ظل تقسيم محافظات حدودية وأخرى ذات طابع خاص مثل اسوان والبحر الاحمر ومطروح.

وأكد محللون أن تقسيم المحافظات الحدودية وخاصة سيناء ومطرح يمثل خطر علي الأمن القومي، خاصة وأن سكان هذه المحافظات من القبائل الذين تربطهم علاقات والهوية البدوية.

ونظم شباب مدينة القصير التابعة لمحافظة البحر الأحمر مظاهرات اعتراضًا منهم على قرار الحكومة بضم مدن البحر الأحمر لمحافظات الصعيد.

ودعا عدد من رؤساء القبائل بالمدينة لجمع توكيلات لرفع دعوى قضائية كوسيلة من وسائل الضغط على حكومة الانقلاب للتراجع عن القرار الذي يروا فيه إضرارا بهوية ومصالح المحافظة.

وقال مجموعة من الخبراء الجغرافيين إن خطة تقسيم محافظة البحر الأحمر وتوزيعها على محافظات الصعيد خاطئ لأسباب تاريخية وطبوغرافية منها أن كل محافظة في الصعيد لها ظهير صحراوي في اتجاه البحر لا يقل عن 80 كم تحيل دون انضمام مدن محافظة البحر الأحمر “رأس غارب وسفاجا والقصير” لمحافظات الصعيد.

وقال محمد طاهر سدو، شيخ مشايخ “أبورماد”، المتحدث باسم قبائل حلايب وشلاتين بجنوب البحر الأحمر، إن قبائل المنطقة ترفض الضم لمحافظة أسوان في التقسيم الجديد للمحافظات المزمع اعتماده خلال أيام.

وأضاف “سدو” أن قرار ترسيم الحدود الجديد للمحافظات لم تتم دراسته مع شيوخ القبائل وأهالي حلايب وشلاتين، مطالبًا قيادة الانقلاب بعدم ضم “حلايب وشلاتين” لمحافظة أسوان، ومشيرًا إلى أن الحل الأفضل إنشاء محافظة جديدة لجنوب البحر الأحمر تضم “مرسى علم وبرنيس وحلايب وشلاتين”- حسب قوله.

وعارض أهالي مرسي مطروح فكرة التقسيم والتى ستؤدى إلى التأثير المباشر على الهوية البدوية خاصة أن محافظة مطروح يتكون سكانها من مجموعة من القبائل والتى تنتشر بمدن المحافظة الثمانية المختلفة.

ومن جهته، حذر الكاتب الصحفي عامر عبد المنعم من التقسيم الجديد للمحافظات. وأكد أن التقسيم الإداري الذي أعلن عنه يضع حجر الأساس لإمارتين مسيحيتين بمصر، الأولى في جنوب سيناء حيث يسيطر عليها رهبان كنيسة اليونان، والثانية لرهبان الكنيسة المصرية في وادي النطرون وحتى العلمين بالساحل الشمالي على البحر المتوسط.

وحذر عامر من أن مشروع السيسي يطرد الدولة المصرية والمصريين من سيناء، ويعطي الصحراء الشرقية لإسرائيل، ويهيئ الصحراء الغربية لتكون امتدادا للدولة المسيحية في وادي النطرون.

ومن جهته، اعتبر الدكتور محمد جمال حشمت، عضو الهيئة العليا لحزب “الحرية والعدالة”، أن إعادة ترسيم حدود المحافظات، هو بوابة تنفيذ مخطط تقسيم مصر.

وقال -عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”- إن ”تقسيم مصر هدف خارجي، وأمل لبعض من في الداخل، وهو يبدأ بإعادة تقسيم حدود المحافظات”. وأضاف: “الهدف مش في الجنوب.. الهدف غرب مصر”.

وقد أعلن اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية في حكومة الانقلاب، أنه تم الاتفاق علي إنشاء 3 محافظات جدد، وهم وسط سيناء والواحات والعلمين إلى جانب زيادة مساحة محافظات وتقليص مساحة محافظات المنيا والوادي الجديد.

وقال لبيب، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم الأربعاء لإعلان تفاصيل ترسيم الحدود بين المحافظات، عن زيادة مساحة محافظة الفيوم بنسبة 100% لتصل إلى 12 ألفا و961 كيلومترا مربعا، وزيادة مساحة محافظة بني سويف بنسبة 67% لتصبح 17 ألفا و721 كيلومترا مربعا، بدلا من 10 آلاف و564 كيلومترا مربعا، وتم ضم منطقة “مودوم” من محافظة الفيوم لمحافظة بني سويف، وزيادة محافظة أسيوط بنسبة 105% لتصبح المساحة الإجمالية 28 ألفا و785 كيلومترا مربعا بدلا من 14 ألفا و41 كيلومترا مربعا.