" أموالنا سرقت منا ، وقضينا أسوأ أيامنا على الحدود الليبية التونسية،  لا نجد الماء ولا الطعام، ونعاني أشد المعاناة". هكذا بدأ المصريين العائدون من ليبيا حديثهم عقب عودتهم إلى القاهرة على متن  طائرة مصر للطيران العائدة من ليبيا على الحدود التونسية.

وكان أكثر من 15 ألف عامل مصري بالجمهورية الليبية قد قرروا الرحيل و العودة إلي مصر بعد أن اشتدت الأوضاع والصراعات بليبيا، عائدين إلى أراضيهم.
واشتكى محمد عاطف من محافظة أسيوط، في حديثة لأحد الفضائيات من سوء المعاملة من قبل الليبيين مؤكدًا استيلائهم على متعلقاتهم مقابل توصيلهم إلى راس جدير، ومعاناتهم من الاعتداء والإهانة.
 وقال إنهم تعرضوا للضرب من المليشيات الليبية التى كانت تهاجمهم بمساكنهم وتسلبهم كل ما يملكون من أموال وهواتف محمولة وأجهزة كهربائية لافتا إلى أنهم عادوا للقاهرة بدون أموالهم أو حقائبهم التى استولت عليها المليشيات هناك، مطالبًا  السلطات بسرعة التدخل لإعادة باقى المصريين من الأراضى الليبية خاصة وأن الدولة أصبحت كالجحيم، على حد قوله.
دم رخيص
 "دم المصرى رخيص”، هذه كلمات نشطاء موافع التواصل الاجتماعي التى وصفو بها الأوضاع بعد عودة المصريين مؤكدين انه منذ أيام المخلوع مبارك، ولا يرى المصريين إلا الإهانة في الداخل، فينعكس على تصرفات الآخرين حيالهم فى الخارج، ولا عزاء للرؤساء .
 أمر متوقع
 يقول محمود فرج، منسق لجنة العمل الجماهيري باتحاد شباب الثورة، إن ما حدث للمصريين في ليبيا هو أمر متوقع، خاصة وسط تدهور الحالة الأمنية وسيطرة العصابات المسلحة على الأوضاع،  مطالبًا بسرعة تدخل الخارجية المصرية للتحقق من الشأن في ليبيا وإحضار المصريين المتواجدين هناك عن طريق توفير الطرق الآمنة لهم.
 لا كرامة ولا حقوق
 من جانبه، أشار أحمد عبد العال -منسق حركة شباب قادمون- إلى أن الخارجية المصرية تعاني من ضعف شديد في القدرة على التواصل مع رعاياها في الخارج ؛ موضحا أن السلطات الليبية تتعامل مع المصريين على أنهم لا كرامة لهم ولا حقوق وهذا بسبب تراجع الشأن الداخلي المصري.
 وتابع: ” الوضع الليبي يزداد سوءا يوما بعد يوم، وعلى السلطة المصرية، مطالبة رعياها بمغادرة ليبيا فورا وسط ما يحدث من انتشار الإجرام”.
بلدكم باعتكم
 وقال أحد العائدين من حدود تونس"قررنا الذهاب إلي دولة تونس والاستغاثة بالسفارة هناك لترحيلنا فرفضت السلطات التونيسية دخولنا إلي أراضيها دون تصريح، وقاموا بإطلاق القنابل المسيلة للدموع علينا لتفريقنا علي الرغم من أننا لم نقتحم أو نخرب أي شئ بل كان كل ما نطلب هو عودتنا إلي بلادنا".
 وأضاف: هناك سوء معاملة واضحة من السلطات التونيسية علي الحدود، حيث قال أحد جنودهم لنا "بلدكم باعتكم جايين علشان تشاركونا في أكلنا وحياتنا، مضيفاً: "لم نتحمل العيش بليبيا لكثرة إطلاق النار بين الفصائل هناك، وتعرضنا الدائم للخطر والاستهداف وخاصة لأننا مصريين، وكل ما نطلبه من السلطات المصرية هو مساعدة ذوينا وأقاربنا وأصدقائنا".
الحكومة: نتواصل مع تونس
وقال السفير حسام القويش المتحدث باسم مجلس الوزراء الإنقلابي، إن الحكومة تتواصل باستمرار مع نظيرتها التونسية للاطمئنان على سلامة المواطنين المصريين الرابطين على الحدود التونسية الليبية.
وأشار خلال مداخلة هاتفية عبر إحدى القنوات الفضائية إلى أن رئيس الحكومة الانقلابية إبراهيم محلب طلب من الجانب التونسى تسهيل إجراءات نقل المصريين وعودتهم إلى الوطن فى أسرع وقت ممكن، مشيراً إلى أنه اللجنة الوطنية التى شكلت لمتابعة أوضاع المصريين فى ليبيا تدرس زيادة عدد الطائرات التى تقوم بنقل المصريين من ليبيا ، مؤكداً أن 5 طائرات مصرية نقلت أكثر من 1500 مواطن من الأراضى الليبية إلى مصر.