بقلم / محمد عبد الرحمن صادق


خبرني بالله عليك سيادة القاضي عن المشاهد العبثية والغريبة التي تتنافى مع العقل والمنطق والفطرة الإنسانية التي تحدث داخل قاعات المحاكم المصرية وأروقتها .
- خبرني عن اتهام ( كفيف ) بقنص الجنود .
- وخبرني عن طفل في الرابعة من عمره يُحكم عليه بالمؤبد .
- وخبرني عن مُتوفى يحكم عليه بالإعدام .
- وخبرني عن من أعدم بالرغم من القبض عليه قبل حدوث الجريمة .
- وخبرني عن اتهام فتاة أو سيدة تتعدى على ضباط الشرطة .
- وخبرني عن طالبة تتهم بمهاجمة المنشئات والتعدي عليها .
- وخبرني عن طالب يتهم بخطف مُدرعة .
- وخبرني عن طالب يتهم بمحاولة إسقاط طائرة .
- وخبرني عن مجموعة تتهم بتصنيع طائرة بدون طيار واستخدامها في تدمير المنشئات .
- وخبرني عن مجموعة تغادر البلاد لتتلقى تدريبات في دول أخرى وتعود دون معرفة الأمن والسلطات .
- بالإضافة إلى أشياء أخرى عديدة تتنافى مع العقل والمنطق والفطرة السليمة . ولكن هناك ثلاثة مشاهد متناقضة تمت في أسبوع واحد اختصرت كل هذا العبث الذي وإن دل على شيء فإنما يدل على موت الضمير والتلاعب بالقانون والازدواجية في الحكم .


المشهد الأول : يتم فيه تبرئة الفنانة ( غادة إبراهيم ) وأخريات في القضية التي شغلت الرأي العام المصري والتي تم القبض عليهن متلبسات داخل شقة تديرها الفنانة ( غادة إبراهيم ) للدعارة للأثرياء العرب وراغبي المتعة الحرام بالإضافة إلى إدارة 3 شقق أخرى لنفس الغرض حسب المحاضر الرسمية .


المشهد الثاني : يتم فيه تبرئة طلاب مدرسة أحمد حسن الزيات الثانوية بالدقهلية الذين قاموا بالتحرش بـ ( مُدرسة شابة ) حديثة التخرج أثناء امتحانات الفصل الدراسي الأول حيث قاموا باحتضانها وتصويرها على هذا الوضع المخل .


المشهد الثالث : يتم فيه قيام محكمة الطفل بالدقهلية بالحكم على الطالبة ( رجاء خالد السيد عمارة ) الطالبة بالثانوية الأزهرية والتي تم القبض عليها من منزلها يوم 4 يناير الماضي بالسجن ( 8 سنوات ) بتهمة إدارة صفحة على الفيس بوك والانتماء لجماعة الإخوان المسلمين .

- حقيقة إنني أشفق على هذا القاضي الذي يجعل المجرم أكثر منه فطنة وذكاءً ، فالمجرم يحاول أن ( يحبك ) جريمته حتى يفلت من العقاب أو يرتب الأمور بطريقة منطقية يخدع بها الآخرين . أما ما نراه من تناقضات غريبة في قاعات المحاكم وأروقتها يدل على تحكم الهوى وموت الضمير بل بيعه بدراهم معدودات زائلة .


حفظ الله مصر وشعبها وحفظ الشرفاء القلائل من قضاة مصر الذين مازالوا يمثلون شعاع الضوء في هذا النفق المظلم .


المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتابها فقط ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع